الرباط -المغرب اليوم
موغلة جذورها في التربة الخصبة، تنتصب شجرة التين شامخة على مساحة تتجاوز 3200 هكتار بإقليم وزان، مشكلة مصدر رزق العديد من العائلات على امتداد عقود خلت، يمتح منها الرجال والنساء قوتهم بعد مشقة وعناء في موسم مشهود بالرواج والإقبال على “الباكور الوزانية”.يشتهر الإقليم الجبلي بالعشرات من أنواع أشجار التين المثمرة، خصوصا تلك الموجودة بكثرة في الجبال المحيطة بالمدينة، وتنتج بعضها نوعين من الثمار: “الباكور” و”الكرموس”، بإنتاج سنوي يتراوح بين 5000 و6000 طن.
وتختلف تسميات ثمار التين من منطقة إلى أخرى؛ فنجد “القوطي الأبيض” و”المساري” و”عنق الحمام”، بالإضافة إلى “الورنيسكي” و”العسال” و”لمبضار” و”الغاني” المعروف بـ”حمران” الذي يعد النوع الأكثر جودة، حسب محمد الغواسلي، المدير الإقليمي لوزارة الفلاحة بإقليم وزان.
و”الباكور” هي ثمار التين المبكرة، وعلى عكسها تحتاج “الكرموس” إلى “الدُكَار” (التطعيم)؛ وهي ثمرة تين برية لا تؤكل باعتبارها حبوب لقاح ضرورية لإخصاب أشجار التين التي تجود بثمرات غاية في اللذة والجودة، ما جعل الشهرة التي تتمتع بها الفاكهة المباركة تصل إلى جل ربوع المملكة.
لا غرو أن التين الوزاني يعد من بين الأكثر جودة؛ محتفظا بصدارة المنتجات المحلية والأصيلة الخالية من المبيدات والمنتجات الكيماوية، التي تتمتع بجودة وذوق خاص، ما جعل سمعته تتجاوز حدود المنشأ، إذ يتهافت عليه كافة “الذواقة” و”العشاقة”.
وتتميز ثمار “الباكور الوزانية” بحجمها الكبير ومذاقها الحلو؛ وهو ما يجعل منها طبقا غذائيا متوازنا، إذ تحتوي حبة التين على كميات هائلة من السعرات، وتمد الجسم بفيتامينات B1وB2 وC والأملاح المعدنية والبروتينات والفوسفور والحديد والزنك والمغنزيوم.
وتحتوي حبة واحدة من التين على غرامين من الألياف؛ وهو ما يعادل 20 في المائة من الاستهلاك اليومي الموصى به في الأبحاث العلمية التي كشفت أن الألياف في الأطعمة ذات الأصل النباتي مهمة جدا لحسن سير العمل في الجهاز الهضمي، باعتبار أن التين لديها محتوى ألياف أعلى من أي فاكهة أو خضار.
كما أثبت الدراسات أن الأطعمة التي تحتوي على الألياف غير القابلة للذوبان لها تأثير وقائي ضد سرطان القولون، فضلا عن أن الأطعمة التي تحتوي على الألياف القابلة للذوبان تقلل من مستوى الكوليسترول في الدم بأكثر من 20 في المائة؛ لذا فهي تلعب دورا جوهريا في الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
ولم تكن “الباكور الوزانية” ليذيع صيتها ولا أن يتحقق لها النجاح من فراغ؛ إذ تم بناء وتجهيز وحدتين عصريتين بمجففات هجينة بنظامين شمسي وكهربائي، كما ينتظر أن يتم غرس 453 هكتارا خلال هذا الموسوم، وذلك ابتداء من شتنبر المقبل، يؤكد محمد الغواسلي، المدير الإقليمي للفلاحة بإقليم وزان.
وأضاف المسؤول الإقليمي ذاته أنه تمت مواكبة الوحدتين للحصول على شواهد الاعتماد الصحي المسلمة من طرف مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، كما عملت المديرية على توفير المعدات وأدوات الاشتغال ومراقبة الجودة.وأكد الغواسلي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الاشتغال حاليا منكب على ترميز هذا المنتج بالبيان الجغرافي المحمي “التين الجاف القوطي الأبيض وزان”.
قد يهمك ايضا
"السلامة الصحية" يعالج 239 هكتارًا من الصبّار المٌصاب بـ"الحشرة القرمزية"