الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
شجرة الأركان

الرباط -المغرب اليوم

أكدت زبيدة شروف، أستاذة الكيمياء بكلية العلوم في جامعة محمد الخامس بالرباط، أن التثمين الاقتصادي ل شجرة الأركان، وخاصة في مجالات التجميل والطب، يعد أحد الدعائم الرئيسية التي من شأنها الحفاظ والاهتمام أكثر باستدامة هذه الأشجار الصنوبرية.وأوضحت السيدة شروف ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عشية الاحتفال باليوم العالمي الأول لشجر الأركان، أن إحدى الدراسات التي قامت بها في بداية التسعينات، والتي تناولت من خلالها أهمية تثمين منتجات شجرة الأركان وفوائدها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على المستويين الجهوي والوطني، أبرزت أن "الاقتصاد دائما ما يكون هو الذي يحرك البيئة"، مؤكدة أن النتائج التي تم تحقيقها حاليا، تؤكد تلك التوقعات.

وعن هذه النتائج المحققة، أفادت أن شجرة الأركان عرفت تطورا اقتصاديا هاما خلال السنوات الأخيرة، ما انعكس ايجابا على المساحات المعاد تأهيلها والتي شهدت قفزة نوعية، حيث أعاد المغرب تأهيل 146 ألف هكتار ما بين سنة 2011 و 2020، بالإضافة إلى زراعة حوالي 5000 هكتار على أراض خاصة.وكانت الأستاذة الباحثة قد أبرزت في إحدى دراساتها تحت عنوان "تثمين منتجات الأركان من أجل الإدارة المستدامة للمناطق الجافة جنوب غرب المغرب" أنه في المناطق الجافة و المكتظة بالسكان، لا يمكن فصل الاهتمامات البيئية عن الاهتمامات الاقتصادية، مؤكدة أن التنمية الاقتصادية لشجرة الأركان من خلال تثمين منتجاتها وإشراك المجتمعات المحلية في الدورة الانتاجية يمكن أن تشكل إحدى وسائل إعادة تأهيل هذه الغابات بشكل مستدام.

وأوضحت الدراسة في هذا السياق، أنه عندما توفر الأشجار الغذاء والمنتجات القابلة للتسويق والمنتجات التي يمكن أن تستهلكها الماشية، يكون السكان أكثر أمانا و يستثمرون في هذه الأشجار المربحة، و ينخرطون بشكل طبيعي في جهود الحفاظ عليها وحمايتها.من جانب آخر، شددت السيدة شروف على ضرورة الاستغلال العقلاني والتدبير الجيد لاستخدام شجر الأركان في استخراج الزيت التجميلي والطبي، بما من شأنه حماية والمحافظة على هذه الثروة الطبيعية النادرة، داعية إلى التطلع إلى تجارب ناجحة في هذا المجال كما هو الحال بالنسبة لشجرة الجوجوبا والجينكو بيلوبا.

وأبرزت في هذا الخصوص، ضرورة العمل على تنظيم القطاع بشكل أفضل بحيث يستفيد السكان وخاصة النساء العاملات في القطاع، من الزخم وارتفاع الطلب على زيت الأركان، وتعزيز بشكل أكبر تثمين هذا المنتج في المنطقة المنتجة، من خلال على سبيل المثال، حظر تصدير زيت الأركان الصالح للأكل بكميات كبيرة، وتعبئتها في عبوات لا تتعدى لتر أو 250 مليليتر محليا، وتصديرها بعلامة المنشأ والجودة "البيانات الجغرافية المحمية IGP"، بالإضافة إلى تسجيل علامة "البيانات الجغرافية المحمية" للأركان في أوروبا.

وأضافت السيدة شروف، أنه بالنسبة لزيت الأركان التجميلي، يجب أن ينخرط المغرب بشكل أكبر في بروتوكول ناغويا الذي وقع عليه سنة 2011، والذي ي لزم المستخدمين الأجانب بتقاسم المزايا الناتجة عن استغلال الموارد الجينية، وتقاسم المنافع، وذلك حفاظا على التنوع البيولوجي والاستخدام المستدام لمكوناته.وعن فوائده الطبية والتجميلية التي مكنت هذا الزيت من الوصول إلى العالمية، وأصبحت تتهافت عليه أكبر الشركات في ميدان الطب والتجميل، أبرزت السيدة شروف، أن زيت الأركان يتوفر على عدة فوائد صحية، فقد دأب المغاربة، منذ قرون، على استهلاك زيت الأركان للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.

وأكدت أن العديد من الدراسات أظهرت بالفعل أن هذا الزيت يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كونه يخفض ضغط الدم ويعمل على السيطرة على الكولسترول، كما أظهرت دراسات أخرى أن زيت الأركان يمكن أن يعمل على إبطاء تكاثر خلايا سرطان البروستات وذلك لاحتوائه على مضادات الأكسدة.أما عن الفوائد التجميلية فإن أبرزها، تؤكد الأستاذة شروف، تتجلى في العمل على ترطيب وتنظيف البشرة، وتغذية الشعر وفروة الرأس، كما أنه يحفز الوظائف الحيوية لخلايا الجلد، مما يساهم في مقاومة شيخوخة الجلد، بالإضافة إلى أنه يساعد على علاج حب الشباب، والندوب.

يذكر أن المجتمع الدولي يحتفل غدا الاثنين (10 ماي) باليوم العالمي الأول لشجرة الأركان، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفاء بهذه الشجرة المستوطنة في المغرب وتثمينها كتراث ثقافي لا مادي للبشرية، ومصدر عريق للتنمية المستدامة.ويعد هذا الاحتفال، على الصعيدين الوطني والدولي، باليوم العالمي لشجرة الأركان اعترافا دوليا بجهود المملكة، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لحماية وتثمين شجرة الأركان.

قد يهمك ايضا:

المغرب والأمم المتحدة يحتفيان باليوم العالمي الأول لشجرة الأركان

إقرار يوم عالمي لشجرة الأركان وخبراء يحذرون من انقراضها

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مراكش تستضيف إجتماع دولي يُناقش قضايا البيئة والصحة في…
سيول تضرب المغرب وتقارير عن قتلى ومفقودين في ظاهرة…
خدمة مراقبة تغير المناخ تؤكد أن صيف 2024 الأعلى…
المنظمة المغربية لحقوق الانسان ومكافحة الفساد تُناشد وزيرة الانتقال…
إحداث 9 محطات جديدة لتحلية مياه البحر في المغرب…

اخر الاخبار

الملك محمد السادس يُهنئ مارك روته بمناسبة توليه منصب…
نزار بركة يكشف عن لائحة أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة…
سفير بكين في الرباط يؤكد أن الصين تعي أهمية…
هولندا تُجدد تشبثها الراسخ بالشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي…

فن وموسيقى

مصطفى شعبان يُعيد تعاونه مع نجوم "المعلم" ويقدم "حكيم…
شيرين عبدالوهاب تساند بيروت على طريقتها وتعيد نشر أغنيتها…
يحيى الفخراني يُعيد تقديم مسرحية "الملك لير" للمرة الثالثة…
منال بنشليخة تحتل الترند المغربي بثلاث أغاني من ألبوم "قلب…

أخبار النجوم

ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»
أحمد مكي يخوض تجربة جديدة في رمضان
ماجدة الرومي تُعلق على الهجوم الذي يتعرض عليه جنوب…
ماغي بوغصن تُطلق مبادرة لدعم النازحين في لبنان

رياضة

وليد الركراكي يكشف أسباب عدم استدعاء حكيم زياش إلى…
الإعلان عن قوائم المرشحين لجوائز الأفضل في آسيا 2023
الفيفا يكشف عن الملاعب المستضيفة لكأس العالم للأندية 2025
المغربي ياسين بونو ضمن قائمة أغلى 10 حراس مرمى…

صحة وتغذية

العنب الغامق يُطيل متوسط عمر الإنسان ويمنع تطور الأورام…
الكشف عن نظام "مايند" الغذائي لحل مشاكل التركيز والذاكرة…
ممارسة الرياضة في عطلات نهاية الأسبوع بُقلل خطر الإصابة…
علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

الأخبار الأكثر قراءة

ظاهرة بيئية سببت إنشقاقات وإنبعاث دخان من الأرض أثارت…
زلزال بقوة 5.5 ريختر يضرب وسط سوريا ويؤثر على…
تراجع حقينة سد المسيرة بسطات نتيجة لإنخفاض التساقطات المطرية…
محطة الداخلة لتوليد الكهرباء بالمغرب تحصّل على شهادة إيزو…
الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تٌوضح التقدم الكبير الذي أحرزة…