برلين ـ المغرب اليوم
تقلص طول نهر الدانوب بمقدار 134 كيلومترًا خلال القرنين الماضيين بسبب النشاط البشري. وقال مكتب البيئة في بافاريا إن دراسة دولية لرواسب النهر أظهرت أيضًا أن الدانوب أصبح أضيق بنسبة 40 في المائة منذ منتصف القرن التاسع عشر، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).ووجد التقرير أن التغييرات ناتجة عن التدخلات لتقويم تدفق النهر، وكذلك تدابير الحماية من الفيضانات وبناء السدود. وتسببت هذه التدخلات البشرية في أن الرواسب لم تعد قادرة على التدفق عبر دلتا الدانوب والخروج إلى البحر الأسود. وبدلًا من ذلك، تراكمت الرواسب على ضفاف النهر، مما أدى إلى تغيير مظهره بشكل دائم. ويعدّ نهر الدانوب الذي يبلغ طوله 2850 كيلومترًا، ثاني أطول نهر في أوروبا بعد نهر فولتا في روسيا.
وفي الولايات المتحدة الأميركية، كان قد انخفض تدفق نهر كولورادو، الذي يوفر المياه لسبع ولايات أميركية، بنسبة 20 في المائة خلال قرن، ويعود ذلك بشكل كبير إلى ظاهرة التغير المناخي، على ما أظهرت دراسة نشرت في مجلة "ساينس" العلمية. وقد وضع باحثان من هيئة المسح الجيولوجي الأميركي نموذجًا دقيقًا لحركة المياه (من خلال الثلوج والأمطار ونسبة التبخر والتدفق...) في كل أنحاء حوض النهر الأعلى بين عامي 1913 و2017 باستخدام سجلات المتساقطات ودرجات الحرارة وكذلك مراقبة الأقمار الاصطناعية، بهدف فهم تأثير الاحترار العالمي على تدفق المياه، حسبما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية سابقًا. وقد لاحظا من خلال ذلك النموذج أن الارتفاع في درجات الحرارة أدى إلى انخفاض في تراكم الثلوج والجليد من شتاء إلى آخر، مما يعني أن الثلوج ستذوب في وقت أبكر في الربيع. ومع وجود كمية أقل من الثلوج التي تغطي الأرض، تمتص التربة الموجودة في حوض النهر مزيدًا من أشعة الشمس. ونتيجة لذلك، تتبخر كمية أكبر من المياه وفق ما أوضح بول ميلي من الهيئة لوكالة الصحافة الفرنسية، وهذا يعني انخفاضًا في المياه المتدفقة من النهر.
قد يهمك ايضا: