الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
"أصداف" عمرها ملايين السنين تحذّر البشرية من التغيرات المناخية الحالية

لندن - المغرب اليوم

دائماً ما تكون التحذيرات من ظاهرة التغيرات المناخية مصدرها قياسات حديثة لمعدلات الكربون في المياه أو الهواء، لكن التحذير هذه المرة جاء من الماضي، ومصدره أصداف عمرها ملايين السنين، جمعها باحثو جامعة نورث وسترن الأميركية من منطقة تسمى «لوبيز دي بيرتودانو» على الجانب الغربي من جزيرة سيمور في أنتاركتيكا.ويعود تاريخ هذه الأصداف إلى فترة الانقراض الجماعي للديناصورات في العصر الطباشيري (من 135 إلى 65 مليون سنة)، وبعد تحليل الباحثين لها في الدراسة التي تنشر في عدد يناير (كانون الثاني) المقبل، من مجلة «جيولوجيا»، وجدوا تحولاً في الكيمياء الخاصة بها استجابة لزيادة نسبة الحموضة في المحيطات القديمة بسبب زيادة حدثت في ثاني أكسيد الكربون، ما جعلهم يخرجون بنتيجة أنّ الأرض كانت غير مستقرة بسبب تغيرات مناخية، وذلك قبل تأثير الكويكب الذي اصطدم بالأرض وتسبب في انقراض الديناصورات.

ويقول بنيامين لينزمير، الباحث الرئيس بالدراسة في تقرير نشره أمس الموقع الإلكتروني لجامعة نورث وسترن، إنّ «فهم كيفية استجابة الأرض للاحترار الشديد في الماضي، وتأثيراته على مياه المحيطات، يمنحنا القدرة على الاستعداد لكيفية استجابة الكوكب لتغير المناخ الحالي الذي يسببه الإنسان». ويتابع: «إلى حد ما، نعتقد أنّ قياس حموضة المحيطات في الماضي هو مؤشر جيد لما يحدث الآن مع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشرية المنشأ، وربما يمكننا استخدام هذا العمل كأداة للتنبؤ بشكل أفضل ما قد يحدث في المستقبل». وعن اختيار الأصداف لهذا العمل، يوضح الفريق البحثي أنّ هذا الاختيار جاء استناداً إلى حقيقة أنّ الأصداف تنمو بسرعة وتتغير باستخدام كيمياء المياه. ويقول لينزمير: «تتكون الأصداف في الغالب من كربونات الكالسيوم، وهي نفس المعادن الموجودة في الطباشير والحجر الجيري، والمعروف أنّ ثاني أكسيد الكربون في الماء يُذوب كربونات الكالسيوم، ولذلك فإنّ وجوده في الماء أثناء تكوين الأصداف، من المحتمل أن يؤثر على تركيبة غلاف الأصداف».

وباستخدام التقنيات المطورة في مختبر جاكوبسون، شمال غربي أميركا، حلّل الباحثون تركيبة نظائر الكالسيوم في الأصداف، عن طريق إذابة عيّنات الصدف لفصل الكالسيوم عن العناصر الأخرى المختلفة، فوجدوا نسبة كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. وعن مصدر هذا الكربون، يتوقع لينزمير أن يكون ناتج عن التدفق الكربوني بسبب الانفجارات طويلة الأجل من مصاطب ديكان (Deccan Traps)، وهي منطقة بركانية مساحتها 200 ألف ميل مربع تقع في الهند الحديثة. ويقول لينزمير: «خلال السنوات التي سبقت تأثير الكويكب الذي اصطدم بالأرض وأدّى لانقراض الديناصورات، أفرغت مصاطب ديكان كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الجو، وأدّى ذلك لزيادة تركيزه في المحيطات، ما أدّى إلى زيادة حموضتها، والتأثير بشكل سلبي على الكائنات الحية التي تعيش هناك».

قد يهمك ايضا :

العلماء يؤكّدون أنّ ثعلب الماء امتلك قديمًا لدغة قوية

حفريات ميكروبية قديمة تُؤكّد تكوين المعادن قبل 809 مليون سنة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الهلال الأحمر المغربي يستعرض حصّيلة مُساهماته في إعادة الإعمار…
الفيضانات تجرف حيوانات مفترسة إلى الشوارع في نيجيريا إلى…
صديقي يقوم بإعداد برنامج يهدف لإصلاح البنيات التحتية المتضررة…
مراكش تستضيف إجتماع دولي يُناقش قضايا البيئة والصحة في…
سيول تضرب المغرب وتقارير عن قتلى ومفقودين في ظاهرة…

اخر الاخبار

وزير الخارجية السعودي يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على غزة…
خامنئي يحث حزب الله اللبناني على الموافقة على مخطط…
الشعب المغربي يُخلد اليوم الذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال…
فاطمة الزهراء المنصوري تضع اللمسات الأخيرة على مشروع إعداد…

فن وموسيقى

المغربية فاتي جمالي تخوض تجربة فنية جديدة أول خطوة…
حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…

أخبار النجوم

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية
أزمة جديدة تُعيق عودة هاني سلامة للسينما
أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025
عمرو دياب يحيي حفلاً أسطورياً في القرية الذكية بمصر…

رياضة

محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

صحة وتغذية

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…

الأخبار الأكثر قراءة

دراسة جديدة تكشف أن الشعاب المرجانية أصبحت مقبرة للمواد…
وزارة الداخلية المغربية تُحذر من تساقطات رعدية مرتقبة وتدعو…
فيضانات كارثية في وسط وشرق أوروبا جراء العاصفة "بوريس"
الهلال الأحمر المغربي يستعرض حصّيلة مُساهماته في إعادة الإعمار…
الفيضانات تجرف حيوانات مفترسة إلى الشوارع في نيجيريا إلى…