الرباط - المغرب اليوم
جدد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، التأكيد على جدية أزمة المياه التي تعيشها البلاد، في سياق عالمي يتسم بالشح عموما، مشيرا إلى أن التغيرات المناخية مؤثرة لكن مسألة ارتباك الاستراتيجيات عامل حاسم كذلك. وقال بركة إن المغرب أدرك منذ سنة 2008 أنه سيسقط في مشاكل تتعلق بندرة المياه، والتوقعات الحالية تشير إلى أنه بحلول سنة 2050 ستضيع 30 في المائة من الموارد المائية الراهنة، معتبرا أن “الأمر خطير”.
بركة الذي كان يتحدث بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، مساء الخميس، شدد على أن درجات الحرارة في ارتفاع، وقد شهدت تناميا بمعدل درجة ونصف بالمغرب خلال السنوات القليلة الماضية، وهي عنصر تأثير كذلك. وأضاف المسؤول الحكومي ذاته أن التراجع المائي تحول إلى ظاهرة بنيوية، موردا أن جهات عديدة تشهد وضعا مزريا، لكن الأمر لم يصل بعد إلى مرحلة الثمانينات من القرن الماضي التي لم تتجاوز فيها نسبة ملء السدود 14 في المائة. واعتبر بركة أن المغرب اليوم يوجد في مستوى أفضل من مرحلة الثمانينات، مسجلا في الصدد ذاته أن نقطة الاستغلال المفرط للمياه الجوفية تقتضي إجراءات عملية، فضلا عن تلوث الموارد والمياه العادمة المنزلية.
وأشار الوزير الاستقلالي، ضمن اللقاء الذي نظمه نادي الصحافة بالمغرب، إلى أن البلد ينتج 674 مليون لتر مكعب من المياه المنزلية العادمة، وهذا الرقم سينتقل إلى 1.2 مليار متر مكعب بحلول سنة 2050. ومن المرتقب أن تكلف الإجراءات الاستعجالية لاستدراك الوضع الحالي 1318 مليون درهم، وفق تقدير بركة الذي أثار وجود إمكانية استدراك الأمر في وقت سابق لولا البطء في تفعيل الاستراتيجيات المائية. وتراهن الاستراتيجية الوزارية الجديدة في مجال الماء على محطات التحلية في الناظور والبيضاء وآسفي، ثم التنقيب على المياه الجوفية، فضلا عن تقليص مدة تشييد السدود التلية إلى ثلاث سنوات بعدما كانت خمس سنوات.
قد يهمك أيضاً :
بركة يؤكد أن المغرب دخل مرحلة “الإجهاد المائي” والوضع صعب
نزار بركة يؤكد أن النصيب الفردي من المياه في المغرب أقل من المعدل العالمي