لندن ـ كاتيا حداد
يمكن للحشرات أن تفعل الكثير من أجل بناتهم وأبنائهم ولكن القليل منها ما يقدم نفسه وجبة لهم، ففي تصرف ينم عن التضحية بالنفس، تقدم العناكب المخملية أجسادها كوجبة خفيفة مغذية لصغارها ما داموا أحياء.ووجد العلماء، وفقا لموقع "ديلي ميل" البريطاني، أن صغار العناكب تمتص ما بداخل أنثى العنكبوت العذراء، غالبا ما تكون عمتها، حيث يسيل جسدها بشكل طبيعي، ونظر البحث الذي يقوده جامعة آرهوس في ما يحدث في مأوى مصنوع من الحرير الكثيفة تعيش فيه العناكب المخملية داخل أعشاش كبيرة.
وذكرت "ترين بيلد" من جامعة آرهوس لموقع نيو ساينتيست: "العناكب تبدأ حرفيا في تغذية الأنثى أثناء حياتها، ولكن ليس هناك عدوان واضح. يبدو كما لو أن الإناث تدعو تقريبا العنكبوت للتغذي عليها"، فيما أشار الموقع إلى أن كل واحد من هذه العناكب يعيش فقط لمدة عام وتتكاثر مرة واحدة فقط، ودرس الباحثون اثنين من العناكب المخملية المتزاوجة وثلاث أنثى عذراء جنبا إلى جنب مع بعض العنكبوت.
ووجدوا أن جميع العناكب الأنثوية بعد وضع البيض تقدم أنفسها كوجبة، بغض النظر إذا كانت العنكبوت كانت خاصة بهم أم لا، وتسمى عملية رعاية ذرية ليسوا من نسل الأم بـ "التبني""، وقالت ترين: "كلما تم نسخ المزيد من الجينات إلى الجيل القادم، كلما كان ذلك أفضل، لذلك فإن توفير جسمك كغذاء هو حل تطوري معقول".
وجد الباحثون في عام 2015 أن العناكب المخملية من الإناث المرتبطة ارتباطا وثيقا (ستيغوديفوس ليناتوس) تعد أنفسها بيولوجيا بأن تؤكل من قبل الشباب لأن الأنسجة في البطن تنحرف لجعلها أكثر استساغة، وأوضح الباحث أنجا جونغانز أن العملية على الأرجح مماثلة مع العمات البكر، على الرغم من "عملية التسييل يمكن أن تكون أقل تطرفا أو أبطأ".
ويعيش هذا النوع من العناكب في كثير من الأحيان داخل الأراضي الطبيعية القاحلة والصحاري حيث أن التضحية بجسدها في كثير من الأحيان يوفر المزيد من الغذاء للصغار منها مما يسهل البحث عن الغذاء داخل هذه المناطق المقفرة.