لندن - كاتيا حداد
أشارت دراسة حديثة إلى أن الطقس المضطرب مثل موجات الحر والبرد والفيضانات، يهدد أعداد الفراشات في المستقبل. وحذرت الدراسة بأن الظروف المناخية المنقلبة راساً على عقب المرتبطة بالتغير المناخي سيئة جداً بالنسبة للحشرات أكثر من الزيادات المعتدلة في متوسط درجات الحرارة. حيث وجدت أن على الرغم من أن ارتفاع درجة الحرارة في الصيف يزيد من أعدادها، فإن ارتفاعها في الشتاء له تاثير عكسي حيث يعجل هذا الطقس بخروجها في وقت مبكر جداً من شرانقها.
وذكرت الدراسة، أن هذا العام يعتبر عامًا قاسيًا على الحشرات بسبب ارتفاع درجة الحرارة في شتاء عام 2015. وقام الباحثون بتحليل بيانات نظام مراقبة الفراشات التابع للمملكة المتحدة، والتي تم جمعها من أكثر من 1800 موقع في جميع أنحاء البلاد على مدى 37 عاما. ووجد الباحثون أن هطول الأمطار الغزيرة في الشتاء الماضي أضرت بأكثر من ربع أنواع الفراشات في المملكة المتحدة. فيما يعتبر أكبر ضرر لها هو الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة، مما يؤثر على أكثر من نصف الأنواع الموجودة في المملكة.
وصرح العلماء بأن الأثار السلبية الكلية المؤثرة على أعداد الفرشات والناجمة عن انخفاض درجة الحرارة في الشتاء يفوق ما قد يؤدي إليه ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف الذي بدوره يزيد أعداد الفرشات لأكثر من ثلث الأنواع. وقال الباحث المشارك في إعداد الدارسة الدكتور الدينا فرانكو من جامعة "ايست انجليا": "انه على الرغم من أن الصيف كان حاراُ، إلا إن أعداد الفراشات كانت منخفضة بشكل خاص.
وأضاف "على سبيل المثال، ربما يكون قلة الأعداد المسجلة لفراشة السلحفاة الصغيرة وفراشة الفاصلة، وحارس البوابة، والطاووس الزرقاء يمكن أن يكون ... بسبب الاستجابة السلبية لارتفاع درجة الحرارة في الشتاء." وقال معد الدراسة وزميله اوسجير ماكديرموت لونغ، التي نشرت في مجلة علم البيئة الحيوانية: "إن الدراسة أثبتت حساسيات الفراشات المعروفة مسبقاً من الأحداث المناخية غير المعتدلة، والتي أصبحت شائعة بسب تغير المناخ.
وأضاف "تشير بعض هذه الآثار بما لا شك فيه أن أعداد الفراشات في خطر في المستقبل بسبب ارتفاع درجة الحرارة في الشتاء".