واشنطن ـ يوسف مكي
أكد الكاتب جون أبراهام، أن العديد من الأميركيين يعانون من الصدمة التي ترتبت على فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في انتخابات الرئاسة الأميركية، والتي جرت الثلاثاء الماضي، مشيرًا إلى أن وصول الرجل إلى البيت الأبيض، يعكس عالمًا يتحرك بقوة عكس أعمق الجذور لدينا.
وأضاف في تقرير منشور له، الخميس، على صحيفة "الغارديان" البريطانية، قائلًا "ولكن كما قلت لأطفالي هذا الصباح... الأرض ستبقى تدور والشمس سوف تظل تشرق، ورئاسة ترامب للولايات المتحدة لن تكن بهذه العواقب الكارثية التي يراها الكثيرون، خاصة بالنسبة للأشخاص الذي سيكونون بمعزل عن سياساته، على الرغم من أنه سيغير السياسات الاقتصادية، وربما نظام المحاكم، إلا أن الأمر برمته يبقى عابرًا".
وتابع "إلا أن الشيء الوحيد الذي لن يكون عابرًا هو التأثير الذي سيتركه وصول ترامب إلى البيت الأبيض، على قضية التغيرات المناخية، حيث أنه إذا ما وفى الرجل ومن خلفه الكونغرس، والذي يحظى بأغلبية جمهورية، بالتعهدات التي قطعها إبان حملته الرئاسية، فإن تلك القضية الشائكة، ستشهد تراجعًا غير مسبوقًا، بعد التقدم الكبير الذي حققه العالم، فيما يخص مسألة الحد من الانبعاثات".
وواصل أبراهام حديثه قائلًا "رئاسة ترامب ستعود بالعالم حوالي عقد كامل من الزمان، وربما أكثر من ذلك، وهو الأمر الذي لا نحتمله في المرحلة الراهنة، وسيكون بمثابة ضربة قاضية للهدف المنصوص عليه في معاهدة باريس المناخية، والذي تمثل في خفض درجة حرارة الأرض 3.6 فهرنهايت". واستطرد الكاتب أن الانتخابات الأميركية ستؤثر أيضًا على كيفية الحديث عن قضية التغيرات المناخية، وأن الحديث عن خفض الانبعاثات الكربونية أصبح بمثابة الاختبار الذي يخوضه كافة الساسة اليمينيين، الذين يرغبون في الوصول إلى السلطة في بلدانهم".
ويعدّ جورج دبليو بوش أسوأ رئيس على الإطلاق بشأن تغير المناخ. في ذلك الوقت، كانت مسألة تغير المناخ لا تعرف على نطاق واسع، إلا أن الأمر أصبح مختلفًا الآن، وبالتالي فإن أي شخص من بين الذين صوتوا لترامب، ينبغي أن يتقاسم المسؤولية عما سيحدث في شأن هذه القضية. وتابع "الأمر السيء للغاية في هذا الإطار هو أن العديد من الساسة المحافظين لا يريدون بالفعل تدمير الأرض، بينما أخرين لا ينظرون إلى المسألة بشكل جدي".
وأوضح أبراهام أن الأمر الآن أصبح في يد الساسة المحافظين، وبالتالي فهم من سيتحمل العواقب، التي ستترتب على تغيرات المناخ، كالجفاف، والعواصف، والفيضانات، وارتفاع مستوى سطح البحر. وأضاف "الليبراليون، سواء في الولايات المتحدة وحول العالم، وحاولوا العمل مع المحافظين، لوضع خطط عملية من شأنها أن تقلل من تهديدات تغير المناخ في السنوات القليلة الماضية، وهو ما أثمر عن تقدم حقيقي، وكان لدينا أمل كبير، إلا أن الولايات المتحدة ربما قوضت هذا الأمل مؤخرًا، وسينظر قادة أميركا من جديد إلى مسألة التغيرات المناخية بأنها لا تمثل أي تهديد على الإطلاق".