الدارالبيضاء - فاطمة علي
أكد إلياس العماري، رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة الأربعاء، إنخراط الجهة في الدينامية الجديدة التي واكبت الإعداد لكوب 22، بتنظيمها لمؤتمر الأطراف لدول البحر الأبيض المتوسط حول المناخ شهر يوليوز الماضي، مبرزا أنه قد تم دق ناقوس الخطر، حول المخاطر الجسيمة التي تهدد حوض المتوسط الذي يعتبر من أكثر المناطق في العالم عرضة للتغيرات المناخية، مع ما ينتج عن ذلك من كوارث طبيعية وآفات اجتماعية وأزمات إقتصادية.
وقال العماري خلال افتتاح النسخة الحالية من فعاليات منتدى "ميدايز 2016 "، الذي ينظم تحت الرعاية السامية للعاهل المغربي الملك محمد السادس، والذي اختار هذه السنة شعار: " من التجزئة إلى الإستدامة: تثوير البراديجمات"، والمنظمة من طرف معهد أماديوس، "إنه من أجل ضمان تدخلات ناجعة للحد من هذه المخاطر، انخرطت الجهة في فتح علاقات جديدة، بما تسمح به صلاحيات الجماعات الترابية، داخل براديجم جديد، ينفتح بدرجة أكثر على آسيا، ويرجع بنا إلى عمقنا الأفريقي، مع الإستمرار في تطوير العلاقات مع الشمال.
وكشف العماري أن مدينة طنجة، ومن خلالها المغرب، ليست مجرد بوابة لأوروبا نحو أفريقيا، وإنما هي أيضا ملتقى للطرق التي تفتح أفريقيا على أوروبا وآسيا وجنوب أمريكا، مبرزا أنها ليست مجرد جسر لاستجلاب ثروات الجنوب، وإنما هي أرضية لجلب الثروات نحو الجنوب، ولنشر القيم الروحية الإنسانية النبيلة القائمة على السلم والكرامة. وقال "إن عالمنا اليوم يعرف تحولات جيوسياسية عميقة لا تتجلى تمظهراتها في الاقتصاد والسياسة ولاجتماع فقط، بل حتى المفاهيم أصبحت تأخذ مدلولات جديدة تساير البراديجمات الجديدة لعلاقات الدول والمجتمعات و الثقافات فيما بينها"، موضحا "كما هو الشأن مع الثورات العلمية التي انتقلت من براديجم إلى آخر عبر تاريخ تطور العلوم و المعارف البشرية، تعرف العلاقات الدولية، انزياحا جذريا يساير تحرك الأقطاب الكبرى في العالم".
وأبرز رئيس الجهة، أنه إن "كانت القطبية الثنائية التي تحكمت في رسم الاصطفافات الدولية من بداية القرن العشرين إلى الثمانينيات، قد أفرزت نماذج اقتصادية وسياسية وثقافية ظلت الدول التابعة في أفريقيا وأميركا الجنوبية و آسيا حبيسة خطين متناقضين، واحد في الشرق و الآخر في الغرب، فإن، نضج تجارب الشعوب في المقاومة والصمود أحدث ثورة داخل هذا النسق الذي فرض على الأمم رهنَ كلِ شئ بالقوة العسكرية و بالأسلحة المتفاوتة الخطورة، وقد أفرزت هذه التجاذبات القطبية نماذج اقتصادية شرعنت الاستعمار واستنزاف ثروات الطبيعة والشعوب.
وأشار إلى أنه انه داخل هذا البراديجم الثنائي القطبية كانت تنشط فعاليات المجتمع المدني التي انتبهت، مبكرا، إلى المخاطر التي تنتظر العالم والكون جراء التسابق المفرط على الرفع من الإنتاج مقابل الرفع من الرغبة في الاستهلاك لمراكمة الثروات من خلال استغلال واستنزاف كل شئ من طرف الشركات العابرة للقارات، مضيفا هكذا عمل المجتمع المدني على إثارة الأسئلة ذات الإنشغال بالقضايا البيئية والمناخية، ليس فقط من أجل حماية الطبيعة والكوكب الأرضي، وإنما من أجل حماية الأمن الغذائي للبشرية خصوصا في دول الجنوب.
ورأى العماري أن هاجس توفير الأمن الغذائي للشعوب، وحماية كوكبنا الأرضي من مخاطر التغيرات المناخية، كان ضمن الأولويات التي شددت عليها أشغال مؤتمر كوب 22 بمراكش، مبرزا أنه قد طفا على سطح هذه الأشغال توجه عام لدى ممثلي المجتمع المدني وشعوب دول الجنوب يميل إلى تثوير البراديجات التقليدية، ويفتح المجال لعلاقات جديدة لا تولي وجهها فقط نحو الغرب أو الشرق، وإنما تتجه نحو تعزيز العلاقات جنوب-جنوب، وتقوية العلاقات الإقتصادية المتوازنة التي تراعي شروط التنمية المستدامة، وفق منطق خال من القطبية والتبعية.
وكان أعلن خلال حفل الافتتاح عن منح جائزة التضامن لشعب جمهورية "هايتي" التي تسلمها رئيس الوزراء الهايتي السابق، السيد لوران لاموت.