الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
صورة لكائن شيطان التسمانيا

كانبرا - ريتا مهنا

تراجعت أعداد حيوان "شيطان تسمانيا" المفترس الذي يعد رمزًا تاريخيًا للحياة البرية الأسترالية بنحو 85%، ودمرت هذه الحيوانات الجرابية آكلة اللحوم بواسطة سرطان غريب معدي انتشر بين سكانها، وكشفت إحدى الدراسات أن الحيوان تطور بسرعة لمقاومة هذا المرض لإنقاذ ذاته من الموت، وهو الاكتشاف الذي يعطي أملا جديدًا في إمكانية إنقاذ هذه الأنواع من الانقراض، ويمكن أن يساعد أيضا في تقديم رؤى جديدة بشأن السرطانات البشرية وكيفية انتشارها، ودرس الباحثون الحمض النووي لأكثر من 10 آلاف عينة من الأنسجة المأخوذة من هذه الحيوانات على مدى 20 عامًا مضت لتحديد التغيرات الجينية التي حدثت لدى هذه الأنواع مع انتشار المرض.

ووجد الباحثون أن هناك 7 جينات تلعب دورًا في السرطان وتوجيه الجهاز المناعي لاستهداف الخلايا الضارة التي أصبحت شائعة مع انتشار الورم، وذكر الدكتور أندرو ستورفر عالم الوراثة في جامعة ولاية واشنطن وأحد مؤلفي الدراسة أن المؤشرات الأولى التي علموا من خلالها بأن الحيوانات اكتسبت مناعة كان من خلال عدم انقراض بعض من هذه الحيوانات، وأضاف ستورفر " تشير النماذج الوبائية لبعض هذه الحيوانات أن الكائنات المصابة منهم يجب أن تكون قد انقرضت بالفعل لكنها لا زالت على قيد الحياة".

ووجد الباحثون الذين نشرت دراستهم في Nature Communications منطقتين صغيرتين في الحمض النووي في كائن شيطان تسمانيا من 3 مواقع منفصلة خضعت لاختبارات مكثفة في السنوات الأخيرة، ويعتقد الباحثون أن الزيادة في وتيرة المتغيرات الجينية في هذه المناطق نتجت عن حدوث المرض، وتلعب 5 من الجينات السبعة دورًا في السرطان أو تقوم بوظائف مناعية في غيرها من الثدييات بما في ذلك الإنسان، وبين ستورفر أن هذه النتائج توفر نظرة ثاقبة لعلاج السرطان لدى البشر أيضا ، مضيفا " هناك أثار واسعة يمكن أن تعطينا أمل في البقاء على قيد الحياة لكائن شيطان تسمانيا، حيث تتطور جيناته لمقاومة المرض، نحن مهتمون بالآثار المترتبة على أمراض الحياة البرية بشكل عام والسرطان البشري أيضا، وينتقل هذا المرض من المضيف إلى مضيف آخر، وهو مثل الورم البشري، وربما يعطينا نظرة ثاقبة عن السرطان البشري".

واكتشف كائن شيطان تسمانيا مصابا بورم في الوجه على الجزيرة لأول مرة عام 1996، وانتشر الورم سريعا في جميع أنحاء الجسم وقُتلت الحيوانات في غضون ستة أشهر، وغالبا ما تجعل الأورام تناول الطعام صعب على الحيوانات ما يجعلهم يموتون جوعا، وتنتشر الأورام عن طريق التفاعلات الاجتماعية بين الحيوانات القارضة، ما يعني أن معظم هذه الكائنات تتوفى بعد وقت قصير من وصولها إلى مرحلة النضج الجنسي، ومع اقتراب معدل الوفيات من 100% انخفض عدد السكان، وفي عام 2009 توقع الدكتور هاميش مكلوم عالم أحياء في جامعة غريفيث أن كائن شيطان تسامنيا سيعيش في المناطق التي تتواجد في ها العدوى، وسيعم الانقراض في غضون 7 سنوات، وبدلا من ذلك يبدو أن الحيوانات خضعت لتطور سريع يسمح لهم بمقاومة المرض خلال 4-8 أجيال.

وأضاف مكلوم " تنبأت نماذج نشرتها منذ 7 سنوات أنهم منقرضين الأن، أنا سعيد لأني كنت مخطئ، ويبدو أن الكائن أنقذ نفسه من خلال التطور، وكانت النتائج مدهشة لأن التطور السريع يتطلب اختلاف جيني موجود مسبقا وهذا الكائن لديه مستوى منخفض من التنوع الجيني"، ويأمل الباحثون أن تساعد هذه النتائج في التوصل لتطوير استراتيجيات للمساعدة على زيادة المقاومة لهذه الكائنات، ومعظم السرطانات التي تظهر في الحيوانات لا تنتقل إلى غيرها من الحيوانات، إلا أن أورام الوجه السرطانية في التسمانيا والكلاب تنتقل وهي الأمثلة الوحيدة للسرطانات المعدية.

وبيّن بول هوهينلوهه العالم في جامعة ايداهو والمشارك في الدراسة " هناك الكثير من الاهتمام للحفاظ على شيطان تسمانيا، وجزء مهم من عملنا هو العثور على معلومات يمكن أن نثري بها كل الأنواع البرية، وهدفنا هو البحث عن المتغيرات الجينية التي تنقل بعض المقاومة لهذا المرض بحيث يمكن إدارة هذه الأنواع لضمان الحفاظ على الاختلاف".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الهلال الأحمر المغربي يستعرض حصّيلة مُساهماته في إعادة الإعمار…
الفيضانات تجرف حيوانات مفترسة إلى الشوارع في نيجيريا إلى…
صديقي يقوم بإعداد برنامج يهدف لإصلاح البنيات التحتية المتضررة…
مراكش تستضيف إجتماع دولي يُناقش قضايا البيئة والصحة في…
سيول تضرب المغرب وتقارير عن قتلى ومفقودين في ظاهرة…

اخر الاخبار

الرئيس الصيني يضع المملكة المغربية على قائمة الشركاء الاستراتيجيين
عبد اللطيف وهبي يُؤكد أن مهنة المحاماة تواجهها الكثير…
رسالة من جلالة الملك محمد السادس إلى رئيس مجلس…
محكمة جزائرية قضت طفلة مغربية لأغراض سياسية

فن وموسيقى

رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…
سلاف فواخرجي تؤكد أنها شاركت في إنتاج فيلم "سلمى"…
نادين نسيب نجيم تكشف عن سبب عدم مشاركتها في…

أخبار النجوم

سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…
فردوس عبد الحميد تروي تفاصيل موقف إنساني جمعها بـ…

رياضة

بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
أبرز المحطات في مسيرة لاعب التنس الاستثنائي نادال التي…
المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

دراسة جديدة تكشف أن الشعاب المرجانية أصبحت مقبرة للمواد…
وزارة الداخلية المغربية تُحذر من تساقطات رعدية مرتقبة وتدعو…
فيضانات كارثية في وسط وشرق أوروبا جراء العاصفة "بوريس"
الهلال الأحمر المغربي يستعرض حصّيلة مُساهماته في إعادة الإعمار…