الرباط - المغرب اليوم
اهتمام مدني ملحوظ بالمشاريع المائية خلال السنوات الأخيرة تعكسه المبادرات المتزايدة للشباب المغاربة في ما يتعلق بالتنقيب عن المياه الصالحة للشرب في الدواوير الجبلية، الأمر الذي يساهم في إنهاء محنة التزود بالمياه لدى كثير من القرويين.
إحدى المبادرات المدنية الحديثة التي حظيت بإشادة المتتبعين في منصات التواصل الاجتماعي، تعود إلى تكتل شبابي بـ”عروس الشمال”، عبر جمعية تسمى “سُقْيَا”، تتكلف بحفر الآبار في المناطق الجبلية، لا سيما بالحوز وأزيلال وتارودانت.
مضى على تأسيس جمعية “سُقْيا” ستة أشهر فقط، لكنها أفلحت في حفر 24 بئرا خلال ثلاثة أشهر، بتكلفة مالية تتراوح بين 60 و100 ألف درهم للبئر الواحد، حسب إفادة مؤسسها محمد خليل الإدريسي، الذي أبرز أن تلك التكلفة قد ترتفع إلى 200 ألف درهم في بعض الأحايين حسب طبيعة التجهيزات المطلوبة.
وأورد الإدريسي، في حديث مع وسائل إعلامية، أن “المشتغلين بالجمعية شباب مغاربة راكموا تجربة طويلة في العمل المدني بالمناطق القروية، حيث وقفوا أثناء الزيارات الميدانية إلى تلك القرى على الاحتياج الشديد للماء في ظل ضعف المبادرات في هذا المجال”.
وأوضح المتحدث أن “هناك نقصا كبيرا في المياه بمجموعة من الدواوير الجبلية، الأمر الذي استدعى الانخراط الفعلي في الميدان لمساعدة المواطنين”، لافتا إلى أن “الجمعية تستعين بمهندسين متخصصين من أجل تسهيل عملية حفر الآبار، لكن يتم اللجوء في بعض المرات كذلك إلى طرف الحفر التقليدية”.
وشدد الفاعل المدني ذاته، ضمن إفادته، على أن “السكان يتجاوبون بشكل خيالي مع المبادرة، وهو ما أمكن ملاحظته لحظة خروج الماء من الأرض”، مردفا: “الماء يعني الحياة، ولا حياة بدون ماء؛ ومن ثمة، فإن الفرحة تعمّ المكان بعد نجاح المهمة، حيث يشكر الناس كل المحسنين والمساهمين في المشروع”.
وفيما يخص التحديات التي تصطدم بها الجمعية، ذكر الإدريسي أن “التحدي الأساسي هو إيجاد المياه الصالحة للشرب، نظرا إلى هامش الخطأ الوارد في العمليات التي نقوم بها بشكل دوري، غير أننا نسعى إلى تذليل الصعوبات عبر إنجاز دراسات تقنية شمولية لمكان الحفر”.
وأشار خليل الإدريسي كذلك إلى أن “الجمعية تستعين بالمؤثرين الاجتماعيين من أجل نشر ثقافة المساعدة في المجال، اعتبارا لضعف الاهتمام بالمشاريع المائية في المغرب، حيث يركز الجميع على توزيع القفف الغذائية والملابس والأضاحي، لكن الأهم من كل ذلك هو الماء”.
قـــد يهمــــــــك ايضـــــــًا: