الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
الحوت الأزرق

سايلم - سامي لطفي

جرفت الأمواج الحوت الأزرق النادر "78 قدم" بالقرب من جنوب الشاطئ الذهبي لولاية أوريغون، حيث حذر الخبراء هذا العام من ظاهرة النينو التي لم تحدث على هذا النحو من قبل، والتي كانت سببًا في مقتل الحوت.

وكان الحوت الهزيل، والذي بقي وزنه 100 طن، ميتًا لمدة أسبوعين قبل أن تجرفه الأمواج إلى الرمال على بعد حوالي 70 ميل جنوب كوسباي.

ويعتقد العلماء أن الحوت تعرض للإنهاك بسبب ظاهرة النينو هذا العام، والتي يتوقع خبراء الأرصاد أنها ستكون واحدة من أقوى وأشد التغييرات التي لم تحدث من قبل.

وقد تم العثور على لدغات لأسماك القرش ودولفين أوكرا على الجثة، والتي يعتقد الخبراء احتمالية أن تكون هاجمت الحوت الضخم أثناء حياته عندما كان في حالة ضعف.

ويذكر المتخصص في قسم شواطئ المحيطات في حدائق ومتنزهات أوريغون، كالوم ستيفنسون، أن هزال الحوت كان واضحًا على طبقة الجلد التي لم تكن تتجاوز 4 بوصة، في حين يكون جلد الحوت الأزرق السليم أكثر من 12 بوصة.

وأكد أن الحوت لم يكن في حالة عامة جيدة؛ حيث أنه أُنهك وضعف وبعدها هاجمته الحيوانات البحرية المفترسة، لاسيما قبالة سواحل كاليفورنيا، التي كان لها أثر مدمر على قرديس البحر والقشريات الصغيرة التي تعتبر مصدر الغذاء الرئيسي للحوت الأزرق.

ويعتبر جسد الحوت اكتشافًا نادرًا للباحثين الذين يعملون الآن على قطع وتقشير طبقات الجلد للخروج من بينها بالهيكل العظمي.

والمعروف أن معظم الحيتان البحرية دفنت في الرمال مكان وجودهم، إلا أن العلماء يريدون عرض الهيكل العظمي للحوت الأزرق المهدد بالانقراض في معهد الثدييات البحرية في جامعة ولاية أريغونا، ولكن سيتبقى عامين آخرين من التحضير قبل أن تصبح العظام جاهزة للعرض.

وعلى الصعيد العالمي، هناك عدد قليل من الحيتان الزرقاء الموجودة "نحو 5 آلاف حوت" في العالم كله، وهي مهددة بخطر الانقراض بموجب القانون الخاص بالأنواع الخطرة في كندا.

ويذكر ستفينسون بقوله: لم نعتد على رؤية الحيتان بهذا القرب، وليست الحيتان الزرقاء على الرادار الخاص بنا حتى؛ لأنها غير معتادة.

وأضاف ستيفنسون أن الباحثون يعملون على الجثة طوال الأسبوع لنزع الشحوم والدهون طوال الأسبوع الماضي وحتى الجمعة الماضية، وقد أزالوا بالفعل الكثير من الجلد وهو الجزء الأسهل من المهمة، والآن بدأوا العمل في اللحم والعضلات، وقد يستغرق العمل الأسبوع المقبل، وأضاف مازحًا عن يوم الجمعة: ياله من يوم عمل رائع بالقرب من الرائحة، لقد كانت سيئة جدًا.

وحسبما يؤكد خبير الأرصاد في دائرة الأرصاد الجوية الوطنية، إيريك بولدت، فإن ظاهرة النينو تحدث مرة واحدة كل 20 عامًا، ومن الممكن أن تتسبب في فساد الحياة البرية، وتوضح أجواء المحيطات أن الظاهرة ستكون ثاني أقوى واحدة منذ بدأ تسجيل هذه الظواهر العام 1950، وقد تكون الظاهرة هذا العام أضعف منها في العامين 1997ـ 1998، ولكنها ستكون أعنف من مثيلتها في1982ـ 1983.

والمعروف أن الشتاءين في كاليفورنيا كانا مصحوبين بأمطار لا تتوقف، ورياح عاتية وثلوج ثقيلة، واحتاجت الأمواج الشاطئ، وتوالت الانهيارات الطينية أسفل جوانب الجبل، والفيضان عمر البيوت بالمياة، وحصد الأرواح.

وكانت قتلت عواصف النينو 17 شخصًا على الأقل في العامين 1997 ـ 1998، وقضت على محاصيل الفراولة والخرشوف، واقتلعت المنازل من أساساتها واقتلعت الطرق السريعة، وقدرت الخسائر وقتها بأكثر من 500 مليون دولار.

وخلفت عواصف 1982 ـ 1984 نحو 36 صريعًا، ودمرت أكثر من 7.900 منزل وعمل تجاري، وتسببت في خسائر 1.2 بليون دولار، وطبقًا لخدمات الأرصاد فقد حذر خبراء الأرصاد من شدة النينو هذا العام، حيث أنه يشتد وأكبر من أن يخفق.

وأكدت تحليلات أخيرة صادرة عن إدارة البيئة والمحيطات الوطنية ووكالة ناسا أن ارتفاعات سطح البحر ودرجات الحرارة وكذلك أنواع الرياح تظهر هدوء لسطح البحر في غرب المحيط الهادي، بينما تظهر السخونة في المناطق المدارية شرق المحيط الهادي.

وذكر الخبير المناخي بمختبرات الدفع النفاث في وكالة ناسا، بيل باتزرت: سواء كان النينو أكثر شدة أو أضعف قليلاً، فإنه من المؤكد تمامًا أنه كبير جدًا ولن يهدأ.

وتظهر معدلات مستوى البحر المرتفع في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أن النينو في العام 2015 يعد أكبر في المحتوى الحراري من حجم الظاهرة العام 1997،  ولن يكون الشتاء طبيعي أبدًا على شمال أميركا، ومع ذلك فإن الأحداث المناخية للعقد السابق جعلت ما هو طبيعي صعب التعريف.

وأشار الباحثون إلى أن الظاهرة ستكون أقوى، ثم تضعف الرياح التجارية مرة أخرى، وتم تحذير المقيمين في كاليفورنيا للاستعداد لظاهرة النينو، مع توقعات بأن تكون مصحوبة بأمطار أكثر من 35 بوصة أثناء حلول فصل الشتاء في بعض أجزاء الدولة.

وباستخدام ملاحظات ناسا جنبًا إلى جنب مع أنظمة النمذجة للكمبيوتر، كشف العلماء عن مجموعة شاملة من أحداث النينو وأثارها العالمية كما لم يحدث من قبل، فعلى سبيل المثال، يدرس العلماء كيف يؤثر النينو على التنوع من عام لعام على موسم الحرائق غرب الولايات المتحدة في الأمازون وإندونيسيا.

وربما يؤثر النينو أيضًا على التنوع الخاص بالأرض وتلوث الأوزون الذي يؤثر على صحة الإنسان، وسيركز الباحثون بحرص على معرفة كيف يؤثر النينو على الجفاف في كاليفورنيا.

ولقد غير النينو الطقس حول العالم، ويؤثر بقوة على الولايات المتحدة في الشتاء، وتحدث التغيرات الجوية كل بضعة أعوام، عندما يدفأ المحيط الهادي حول حط الاستواء.

وتتوقع إدارة البيئة والمحيطات الوطنية شتاء أكثر برودة ورطوبة على الجنوب، ومن المتوقع لكالفورنيا أن يكون هناك هطول أمطار أكثر من المعتاد أثناء الفترة العصيبة التي تمتلئ فيها خزاناتها عادة، ولكن لا توجد أيّة ضمانات.

وأكد آلان هاينز من إدارة البيئة والمحيطات الوطنية التابع لمركز أرصاد نهر نيفادا في كاليفورنيا، أن مناطق الولايات المتحدة الشمالية فقط تبقى جافة، وهي: أوهايو وألاسكا.

بينما من المحتمل أن يكون شتاء كاليفورنيا الذي لم تشهد مثله منذ 33 عامًا كافيًا لتغسل جفاف 4 أعوام، ويرى خبراء الأرصاد أن الشتاء سيكون معتدلًا ودافئً عالي شريط ماسون ديكسون ويكون الطقس بارد في كاليفورنيا ونيفادا، وتكساس وأقصى الجنوب.

وأشار هلبرت إلى أنه يجب على الناس إطلاق النيران في المدافئ الخاصة بهم عندما تكون النسبة 2، وأضاف أن الشمال الشرقي سيشهد نسبة 6 أقل من الأيام الساخنة، حيث كان الجو مثلج وبارد العام الماضي.

وبسبب النينو فإن إدارة البيئة والمحيطات أكثر ثقة بأن توقعاتها ستنفذ، حيث يكون70% من الجنوب ممطر.

وأكد هلبرت أن خبراء أرصاد الشتاء الفيدراليين لم يعلنوها ثلوج، وإنما اكتفوا بقولهم "ممطر أو جاف وبارد أو دافئ".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الفيضانات تجرف حيوانات مفترسة إلى الشوارع في نيجيريا إلى…
صديقي يقوم بإعداد برنامج يهدف لإصلاح البنيات التحتية المتضررة…
مراكش تستضيف إجتماع دولي يُناقش قضايا البيئة والصحة في…
سيول تضرب المغرب وتقارير عن قتلى ومفقودين في ظاهرة…
خدمة مراقبة تغير المناخ تؤكد أن صيف 2024 الأعلى…

اخر الاخبار

مجلس النواب المغربي يكشف عن أسماء البرلمانيين المتغيبين بدون…
المغرب والسعودية يتفقان على تسهيل عملية ترحيل المحكوم عليهم…
أخنوش يعرض تجربة المغرب في التكيف مع التغيرات المناخية…
الحكومة المغربية تؤكد التعامل الإيجابي مع الرقابة البرلمانية وقبول…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…
المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…
وليد الركراكي يخطط لثورة في تشكيلة المنتخب المغربي قبيل…

صحة وتغذية

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…
حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

الأخبار الأكثر قراءة

دراسة جديدة تكشف أن الشعاب المرجانية أصبحت مقبرة للمواد…
وزارة الداخلية المغربية تُحذر من تساقطات رعدية مرتقبة وتدعو…
فيضانات كارثية في وسط وشرق أوروبا جراء العاصفة "بوريس"
الهلال الأحمر المغربي يستعرض حصّيلة مُساهماته في إعادة الإعمار…
الفيضانات تجرف حيوانات مفترسة إلى الشوارع في نيجيريا إلى…