سكانيا ـ سليم الحلو
اكتشف علماء من جامعة لوند في مقاطعة سكانيا السويدية واحدة من أغرب الكائنات شكلا في المحيطات، وهي دودة تشبه شجرة عيد الميلاد متعددة الألوان ولها عيون غريبة، وأشاروا إلى أن الدود البحري لديه عيون بدائية على الجانب السفلي من خياشيمه والذي يستخدمه عادة للتنفس تحت الماء ومساعدتهم على رصد خطر قريب.
وأكد العلماء أن البقع ذات الحساسية للضوء على الخياشيم تساعد في مراقبة المحيط بينما هي لا تزال في جحرها، وأوضحوا أن أعين هذه المخلوقات ربما تساعد في تسليط الضوء واكتشاف كيفية تطور العيون في المملكة الحيوانية.
ووجد عالم الأحياء البحرية في جامعة لوند، مايكل بوك، أن الديدان البحرية لديها نوع فريد من الجزئيات الحساسة للضوء على الخياشيم، وقال "بدلا من النظر في العيون المعقدة والأكثر تطورا في الطبيعة، حولت انتباهي إلى دراسة العيون البدائية في اللافقاريات المائية، فأنا مهتم بدراسة الوظائف والسلوكيات التي ساعدتها على تطور عيونها".
وتعيش الديدان التي تشبه شجرة الميلاد على الشعاب المرجانية في أجزاء كبيرة من العالم، وتبني هناك أنابيب تختفي بداخلها، ولكن معظمها تملك مخالب طويلة أو تيجان تمتد من الجزء العلوي للأنبوب، والتي تستخدمها للإمساك بالعوالق الصغيرة في الماء للتغذي عليها، فيما تعتمد على الخياشيم للتنفس.
وأضاف دكتور مايكل "أعتقد أن عددا من الديدان تمتلك عيونا تتطلب منها إبقاء رؤوسها في الجحور أو الأنابيب لتجنب الافتراس، فأصبحت خياشيمها تمتلك بقعا حساسة للضوء تعمل مثل العيون".
ووجد الباحثون أن البقع الخياشيم الحساسة للضوء غير مرتبطة بمراكز الرؤية في دماغ هذه المخلوقات، ولا يزالون يبحثون عن سبب وجودها، ولا يزال الوقت باكرا لكشف السبب إلا أن مزيدا من الأبحاث ستساعد بشكل عام على توفير فكرة عن تطور هذه العيون.
ويصر الدكتور بوك على أن هذه العيون هي وسيلة للديدان كي تستطيع كشف محيط الأنابيب والجحور من دون أن تكشف عن وجودها، فهي تمكنهم من كشف ظلال المخلوقات الأخرى من دون أن تعطيهم رؤية واضحة عنه.