واشنطن - رولا عيسى
تمثل جودي كلارك الشهيرة بـ"أفضل محامية لعقوبة الإعدام في أميركا" أحد الرجلين اللذين خططا لتفجيرات بوسطن العام 2013، والتي تعرف بأسوأ هجوم متطرف محلي في أميركا منذ 11 أيلول، وذلك بعد أن نجحت في تخفيف العقوبة عن متهمين آخرين مثل تيد كاتشتسكي، وزكريا موسوي الذي يسمى الخاطف رقم 20 في قضية 11 أيلول، وغاريد لوغنر، الذي قتل 6 أشخاص وجرح 13 آخرين من بينهم الممثل غابرييل جينوردز في مركز توكسون.
وكلارك التي تؤكد أن وظيفتها هي تحويل المتهم من وحش غامض إلى شخص من الناس، تعيش في سان دييغو ولا تحب الطقس البارد، ولكنها عانت من شتاء نيو إنغلاند وقد اضطرت للبقاء في بوسطن لمدة عام قبل أن تحال القضية إلى المحكمة كي تقابل المتهم.
وفي مرافعتها الأولى أمام هيئة المحلفين، دفاعًا عن جوهر تسرناف، بدأت حديثها قائلة "نحن نلتقي في أحلك الظروف" مرتدية حلّة سوداء ووشاح أزرق، واستطاعت لقاء موكلها في أوائل شهر آذار/مارس العام 2015 بعد مرور عامين منذ أن صنع مع أخيه الأكبر تامرلان قنبلتان محليتان وفجراها بالقرب من خط النهاية لسباق ماراثون، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 265 آخرين، ثم هربا بسيارة مرسيدس مسروقة، والتي دهست ضابط شرطة يدعى شون كولير وشاركا في تبادل لإطلاق النار مع رجال الشرطة.
وقتل جوهر أخوه تامرلان (26 عامًا) بالخطأ بعد أن دهسه بالسيارة، وبعد ذلك عثر على جوهر ينزف وعلى وشك الموت داخل قارب جاف في ضاحية ووترتاون، وبينما كان يتعافى في المستشفي اتصلت المحامية الاتحادية لولاية ماساشوستس مبريام كونراد بكلارك وطلبت منها تولي القضية، وقد تكون كلارك أفضل محامية لعقوبة الإعدام في أميركا.
صورة 1 جوهر
وساعدت جهود كلارك في الحفاظ على أرواح أشخاص متهمين آخرين مثل تيد كاتشتسكي، وزكريا موسوي الذي يسمى الخاطف رقم 20 في قضية 11 أيلول، وغاريد لوغنر الذي قتل 6 أشخاص وجرح 13 آخرين من بينهم الممثل غابرييل جينوردز في مركز توكسون.
وتلقى المدعون عليهم عقوبات الإعدام في الحالات النادرة التي انسحبت فيها كلارك من هيئة الدفاع أو أقيلت، ولم يتلقى أي من موكليها عقوبة بالاعدام، وتصف المحكمة العليا تخصُصها في الدفاع عن أسوأ السيئين مثل مغتصبي الأطفال ومعذبيهم والمتطرفين والقتلة وآخرين ارتكبوا جرائم مروعة لدرجة تستميل معارضي عقوبة الإعدام ويوافقوا على تطبيقها.
وكان جوهر مذنبًا تمامًا، وأظهر رئيس النيابة وليام وينرب في بيانه الافتتاحي، فيديو يظهر فيه وهو ينظر إلى طفل صغير في شارع بويلستون ويمشي بعيدًا قبل أن تنفجر القنبلة، واستعملت النيابة العامة دائمًا اسم جوهر الشيشاني في مرافعتها الى أن كلارك كانت دائمًا تشير إليه بالاسم الذي كان يستخدمه في المدرسة الثانوية وهو جاهر سعيًا منها لأنسنة المجرم للتأثير على المحلفين ليترددوا في تطبيق عقوبة الإعدام بحقه.
وأكدت كلارك أن وظيفتها هي تحويل المتهم من وحش غامض إلى شخص من الناس، وكانت تستخدم لقبه للإشارة إلى معرفة حقيقة فهي تنفق مئات الساعات للترف على موكليها، وأكدت صديقتها تينا هانت، التي تعمل محامية في جورجيا والتي تعرفها منذ 30 عامًا "جودي مفتونة بالأسباب التي تؤدي بالناس إلى ارتكاب هذا النوع من الجرائم".
وتؤمن كلارك بأن الناس لا يولدون أشرارًا، وتلتزم بهذه الفكرة، وأتت معظم الحالات التي أنقذت فيها كلارك موكلها من الإعدام من الاتفاقات والتفاوضات، وغالبًا ما تستخدم القول القانوني المأثور "الخطوة الأولى لإسقاط حكم الإعدام هي اختيار هيئة المحلفين، فهي تبحث عنهم واحدًا واحدًا، ولعدة أسابيع ستجتمع وجهًا لوجه لمناقشة الألم والحزن الناتجان عن سلسلة من الأعمال التي قام بها الشقيقان".
وتوصف كلارك بأنها امرأة طويلة مع شعر بني مستقيم وطويل، وكثيف، أسلوبها دافئ مع هيئة المحلفين ولا تتكلم بطريقة منمقة، وكلما توقفت للتركيز فإن أصوات لوحة المفاتيح لأجهزة الكمبيوتر الخاصة بالصحافيين الحاضرين تصبح الصوت الوحيد المسموع.
وكانت تعترف أن موكلها مذنب، ومع ذلك عرضت على هيئة المحلفين صورًا له وهو طفل صغير بشعر مجعد وعيون ناعسة ويجلس إلى جانب أخيه تامرلان الأكبر منه، وسألتهم "ما الذي دفع هذا الصبي الصغير إلى فعل ما فعله في شارع بويلستون؟"، وقبل أن تعرض الصور وعدت هيئة المحلفين بأنها لن تحاول التقليل من فعله ولن تعذر سلوكه، وبدلًا من ذلك تأمل بأن تقدم حياته بطريقة تخفف من ذنبه الأخلاقي.
وبدأت هيئة المحلفين النظر باتجاه جوهر، الذي كان يجلس على طاوله الدفاع بشعره الداكن المجعد والسترة والقميص المرتبين، وتابعت "كل ما نطلبه منكم هو أن تفتحوا عقولكم وقلبوكم"، وتعرف بين محامي عقوبة الإعدام باسم سانت جودي وبأنها متواضعة وكريمة ومخلصة لزبائنها، ولم تعط أي مقابلة للصحافة منذ 20 عامًا.
وفي كلمة ألقتها العام 2013 أكدت أن موكليها أجبروها على إعادة تعريف ما يعنيه الفوز، فالنصر بالنسبة إليها يعني الحكم بالسجن مدى الحياة، وأضافت أنها تدين بالعرفان لموكليها الذين أعطوها دروسًا عن السلوك البشري وضعف الإنسان وذكروها دومًا بأن نعم الله باقية، وتأتي قناعاتها بالقانون الدستوري أكثر من الكتاب المقدس.
وذكرت لصحيفة لوس أنجلوس تايمز العام 1990 "أنا أحب أن أحارب" وهذا ما جذبها لأن تكون محامية إعدام، ولاحظت مرة أن شرعنة القتل ليست فكرة جيدة لأمة متحضرة، ومنذ أن بدأت قضية جوهر، أخبرت هيئة المحلفين أنها لن تركز على من قام بالفعل وما قام به ولكن لماذا قام به.
وعاشت المحامية (63 عامًا) في أشفيل في ولاية نورث كارولينا ودرست علم نفس في كلية فرمان، وتزوجت صديقها توماس رايس وبعد أن أكملت كلية الحقوق في جامعة كارولينا انتقل الزوجان إلى سان دييغو وافتتحا العام 1977 مكتبهما الخاص، وعملت في البداية بلا هوادة في الدفاع عن المهاجرين غير الشرعيين وتجار المواد المخدرة وغيرهم ممن لا يستطيعون تحمل نفقات محام خاص، وسرعان ما أصبحت محامية عقوبة الإعدام.
وتنقسم محاكمة الإعدام إلى قسمين الأول هو مرحلة الشعور بالذنب التي تحدد فيها هيئة التحكيم ما إذا كان الشخص ارتكب الجريمة أم لا، ثم مرحلة الحكم التي يصوت فيها المحلفين على العقوبة.
واعترفت كلارك بشكل فعّال بشعور جوهر بالذنب لما ارتكبه، في كلمتها الافتتاحية وأن ذلك لم يوقف النيابة العامة عن استدعاء الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم أو أفراد من عائلتهم في التفجير، ودخل بعضهم المحكمة على مقاعد متحركة أو على أرجل صناعية، ووصف هؤلاء كيف تضررت أجسادهم بشظايا الانفجار، وشهد شخص يدعى وليام كامبل حول مقتل ابنته (29 عامًا) في المراثون وتدعى كرستيل، وعرضت النيابة العامة صورًا لها وهي ترتدي الأبيض، وكانت كلارك تشكر الشهود في بعض الأحيان على أقوالهم.
وانضم إلى كلارك في الدفاع عن جوهر المدافع الاتحادي من بوسكن، ميريام كونراد، ومحامي الدفاع ديفيد بروك، الذي التقت به في كلية الحقوق، وحافظ الثلاثة على علاقة وثيقة مع موكلهم، ولكن جوهر لم يكن يسهل السيطرة عليه، فبدا في كل مرة ظهر فيها في المحكمة بمنظر المتسكع بأطراف متراخية على الكرسي وكأنه لا يبالي.
ورأى معظم المعلقين أن جوهر كان لا مبالي بالفعل، إلا أن محاميه أشاروا في المحكمة إلى أن ملامحه كانت ملتوية نظرًا إلى تلف في الأعصاب حدث عندما أطلق عليه النار في وجهه، وجلست كلارك على شماله بينما كونراد جلست على يمنيه مما أعطى المحلفين شعورًا دائمًا بأنه محاط بالنساء، وكانت المرأتان تهمسان له في بعض الأحيان وتتبادلان النكات وكانتا تربتان على كتفيه، وأحيانًا تضغطان على ذراعه، وكل هذا كان متعمدًا للإيحاء بأنه إنسان وليس وحش.
وكان محور قضية الحكومة هو الصور وأشرطة الفيديو التي أخذت يوم التفجير، وتظهر إحدى الصور التي أخذت قبل الانفجار الأول بفترة وجيزة أسرة مكونة من 5 عدائين يجرون حتى خط النهاية، ووراءهم يظهر جوهر يرتدي قبعة بيسبول، وكان رب العائلة بيل ريشتارد شهد في المحكمة في يوم 5 آذار/مارس.
وأخبر الرحل المحكمة بأن الانفجار أدى إلى الإلقاء به في الشارع، وسعى جاهدًا للعثور على أولاده، ووجد ابنه هنري (11 عامًا) ولكن لم يصبه أذى، ووجدت ابنته الصغيرة جين (7 أعوام) وهي ممدة تحت شجرة، فذهب إليها كي يحملها إلا أن الفتاة كانت قد فقدت ساقها، ثم بحث عن زوجته دنيس التي كانت منحنية فوق ابنها مارتن والذي كان الأقرب للانفجار.
وأراد بيل المساعدة في إسعاف مارتن، ولكن ابنته كانت تفقد الدم بسرعة كبيرة، فألقى نظرة أخيرة على مارتن، وكان يعرف أنه لن ينجو، وسارع الرجل إلى سيارة الإسعاف لينقذ جين، وأصيبت زوجته بالعمى في عين واحدة، وأدت شهادته إلى شروع المحلفين والمتفرجين بالبكاء، ووصف الطبيب الشرعي تأثير الانفجار على هيئة مارتن وكأنه قفاز مطاطي محروق.
وعثر المحققون في كمبيوتر جوهر على نسخة حملها من إحدى المواقع المرتبطة بالقاعدة تحت عنوان "اصنع قنبلة من مطبخ أمك"، والتي صنعها في شقة أسرته في كامبريدج، واكتشف مكتب التحقيقات الفيدرالي بقايا المتفجرات وربطوا الأمور باعترافات جوهر، وكتب الأخير بنفسه رسالة على جدران القارب الذي كان يحتضر فيه بعد الحادث تحمل اعترافاته.
وأرادت الحكومة عرض هذا الجزء في المحكمة الا أن هيئة الدفاع اعتراضت وأصرت أن ترى هيئة المحلفين الرسالة الكاملة لجوهر، وفي أحد أيام شهر آذار/مارس، ذهب القاضي ولجنة التحكيم وجوهر إلى المستودع الذي كان فيه القارب الملوثً بدمه، وجاءت رسالة جوهر كالتالي: الله يملك خطة لكل شخص، وكانت خطتي الاختباء في هذا القارب وإلقاء بعض الضوء على أعمالنا.
وكشف عن غيرته من أخيه لأنه نال "الشهادة"، وأشار إلى إقدام الحكومة الأميركية على قتلها مدنيين أبرياء، وأن المسلمين جسم واحد وأن ضرر جزء منه يؤدي إلى ضرر الجميع، وكانت الرسالة صعبة على القراءة نظرًا إلى اختراق الرصاصات للحروف، ولكنه في النهاية كتب "أنا لا أحب قتل الناس الأبرياء، وهذا أمر محرم في الإسلام"، ولم يكن باقي الرسالة واضحًا، وبعد كل هذه المشاعر المتطرفة اتضح للجميع فكرة أن جوهرلم يكن سوى طفلًا مضللًا.
وعرف عن جوهر في الجامعة بأنه تاجر وعاء أي شخص يعمل كمخبر ويتعاون مع المحققين وخبراء الصحة العقلية لجمع معلومات عن التاريخ العائلي والاجتماعي للعميل، وفي كثير من الأحيان كان يدرس سجلات العائلة لعقود من الزمن ويلاحق الأقارب والمدرسين والجيران وزملاء العمل، ويبحث عن أيّة علامات للمرض العقلي أو عدم الاستقرار في ماضي العميل.
وينتمي جوهر إلى أبوين شيشانيين أنزور وزينات لطيفان، ولكنهما كانا يعانيان من الاضطرابات، فأنزور كان ميكانيكيًا يعاني من الذعر الليلي بينما كانت زينات تعاني من الإهمال، وعاشا في شقة ضيقة في كامبريدج، وفشل أخوه الأكبر في جهوده لامتهان الملاكمة، وتزوج من فتاة أميركية وسرعان ما أنجبا طفلًا فعاشا وطفلهما مع الأهل في الشقة الصغيرة.
وبحلول العام 2010 انضم تامرلان إلى جماعة سلفية عبر الإنترنت، وسافر العام 2012 إلى داغستان لمدة 6 أشهر على أمل المشاركة في الجهاد، على الرغم من أنه ضيّع معظم وقته جالسًا على المقاهي ومتحدثًا في السياسة، ويعتقد أنه كان يعاني من انفصام في الشخصية.
واعتبر جوهر الأطيب في عائلته وكان طالبًا جيدًا في المدرسة وأصبح كابتن فريق المصارعة في المدرسة الثانوية، وشهد بعض من معلميه أنه كان رقيقًا ولديه مستقبل مشرق، إلا أن التغير في عائلته بدأ في الكلية عندما انهارت أسرته وانفصل والديه وغادرا البلاد، وأصبح أخوه الأكبر أكثر راديكالية ويتجول في الشوارع مرتديًا الجلباب الأبيض.
ولم تزعم الحكومة أو الدفاع أن الأخوين كانوا ضمن مؤامرة أكبر، وبدلًا من ذلك ذكرت كلارك في مذكراتها أن تطرف تامرلان كان تطرف ذاتي وصل له من خلال الإنترنت، ولم يكن جوهر متطرفًا حتى أن معظم زملائه في الجامعة لم يعرفوا أنه مسلم.
وجادل الدفاع في أن جوهر لم يكن مهندس المؤامرة المتطرفة، فتامرلان هو من اشترى المواد المتفجرة لصناعة القنابل، وهو من أطلق النار على الشرطي، وشهد خبير للدفاع أنه في الثقافة الشيشانية يجب أن يطيع الطفل الأصغر أخوه الأكبر.
كما لم يملك جوهر الصغير أي تاريخ بسلوك عنيف، وشهدت إحدى المعلمات أن جوهر من الشخصيات التي تنفذ ما يطلب منها بالضبط، فهو في غالبية الأحيان كان يفعل ما يأمره به المدرب تمامًا، وأشارت زميلة له أنها متفاجئة جدًا بما قام به وأنها تفتقد الشخص الذي كان عليه جوهر.
وتجنب جوهر النظر إلى الشهود الذين جاءوا المحكمة، وكان في غالبية الوقت ينظر إلى يديه أو يعبث في شيء ما أثناء أداء الشخص شهادته، ولكنه كسر هذا الجمود مرة واحدة عندما جاءت عمته للشهادة من داغستان، وبمجرد أن صعدت على المنصة بدأت البكاء فوصلت الدموع إلى عينيه وبكى بشدة حتى تركت منصة الشهادة.
واعتبرت هيئة الدفاع سلوكه بمثابة تطورًا في بعض النواحي، وركزوا على أن إعدامه سيؤثر على أسرته كثيرًا وسيدمرها، إلا أن جوهر لم يظهر أي نوع من الخيانة لأفكار أخيه أو الندم على ما فعله حتى بعد عامين من السجن، وكانت هيئة المحلفين ستتأثر بشكل كبير إذا كان المدعى عليه سيظهر الندم أم لا.
وأظهرت النيابة العامة صورًا لجوهر من زنزانته وهو يسخر من الكاميرا المعلقة هناك، وأشار أحد المدعين "هذا جوهر غير مبال وغير تائب ولا يريد أن يتغير"، وسارعت هيئة الدفاع لإظهار مشاهد أخرى من الكاميرا ذاتها تظهره شخصًا عاديًا، وبدا للجميع أن كلارك تحاول إنقاذ شخص غير عابئ، إلا أن هيئة الدفاع من واجبها أن تخفف عقوبة الإعدام إلى السجن مدى الحياة.
وأشار محامي الدفاع ديفيد بروك بقوله "لو استطاع جوهر النجاة من حكم الإعدام، فسيقضي معظم حياته في السجن معزولاً، لن يكون له أي اتصال بالعالم الخارجي، ولو أقِر حكم الإعدام فلن ينفذ قبل عقد من الزمن.
ويدعى داعمو عقوبة الإعدام أن هذه العقوبة من شأنها أن تثأر للضحايا، وأكد بروك أن أقسى عقاب هو أعوام وأعوام من السجن، بدل الإعدام الذي يعتبر بمثابة غاية للمتطرفين.
واستمرت كلارك على حجتها بأن جوهر لم يكن راديكاليًا بل كان ضحية لتطرف أخيه، وذكر أعضاء هيئة المحلفين دائمًا أنهم يحكمون على شخص ربما يشبه شخصًا منهم في أحد الأوقات، وفي يوم النطق بالحكم وبعد 14 ساعة من المداولات عادت لجنة التحكيم بحكم الإعدام، فثلاثة من أعضائها أقروا أنه حتى اعتقدوا أنه حتى من دون تأثير تامرلان كان جوهر سينفذ الهجمات من تلقاء نفسه.
وأدلى جوهر للمرة الأولى في المحكمة بخطاب وبدأه "باسم الله الرحمن الرحيم"، متحدثًا بلهجة غليظة، وتابع "نجتمع في شهر رمضان المبارك وهو شهر الرحمة والغفران"، وشكر محاميه وقال إنه يعتز بصحبتهم، ثم شكر هيئة المحلفين، واقتبس عن النبي محمد قائلاً "إن لم ترحم فإن الله لن يرحمك"، واعتذر للضحايا بينما لم ينظر في وجه أي منهم، بل كان يحدق إلى الأمام عاقدًا يديه، وقال لهم "أنا آسف للمعاناة التي تسببت لكم فيها، وأصلي للشفاء لكم، وأسأل الله أن يرحمكم ويرحم أخي وعائلتي".
ومنذ العام 1988 حُكم على 75 شخصًا بالإعدام على المستوى الاتحادي، وطبقته الحكومة بحق 3 فقط، لأن الاستئناف يطول لعقود من الزمن، وأقرّت كلارك أن قضية جوهر ما زال فيها الكثير ليقال بعد.