جدة - المغرب اليوم
يا بقرة..يا حمارة، وكلمة ثالثة، يعف القلم عنها، دوَّنتها مواطنة في صحيفة الدعوى، وتقدمت بها إلى المحكمة الجزائية في جدة، تتهم فيها زوجها بسبها وشتمها أمام الناس بتلك العبارات.
وأضافت الشاكية، في دعواها، أن "زوجها درج على إهانتها"، مطالبة بـ"تعزيره شرعًا"، إلى ذلك قررت المحكمة توجيه خطاب إلى عمدة الحي، لاستدعاء الزوج، المدعى عليه، لمثوله أمام القضاء في الجلسة المقبلة، بعد أسبوعين، تمهيدًا لإحالة القضية إلى لجنة الصلح أولًا في محاولة لإذابة الجليد بين الطرفين، وتقريب وجهات النظر.
وذكرت مصادر قانونية، أن "قضايا السب والشتم والتلفظ بمفردات خارجة عن الأدب والعبارات العنصرية، باتت تُسجِّل تزايدًا ملحوظًا في مجمل القضايا التي تنظرها المحكمة الجزائية أخيرًا، حيث تم رصد ما يقارب من 25% من حجم القضايا الواردة من دوائر العرض والأخلاق".
وأكَّدت المصادر، أنه "في الإمكان حل تلك الوقائع والخلافات بعيدًا عن أروقة المحاكم، كونها تتسبب في إرباك المحاكم بقضايا أقل أهمية من القضايا المنظورة لسجناء وموقوفين وقضايا جنائية كبيرة وحقوق خاصة، فضلًا على أن وصول تلك القضايا إلى المحاكم تضاعف من الفجوة، وتزيد من الخصومة بن أطراف القضية".
وأضافت، أن "رسائل الجوال، و"الوتس آب"، ومواقع التواصل الاجتماعي، باتت أداة من أدوات السب والشتم والتهديد وخلافه، وهي قضايا مُجرَّمة وفق نظام الجرائم المعلوماتية".
ويطالب مختصون ومحامون وحقوقيون، بـ"ضرورة صدور نصوص نظامية تُجرِّم ألفاظ السب والشتم والدعاوى الكيدية، وتصنفها وتضع تعريفات لها".
وقال المحامي والمستشار القانوني، سعد مسفر المالكي، إن "المحاكم الجزائية باتت تعج بقضايا أقل ما يقال عنها، أنها بسيطة وأحيانًا تافهة، يلجأ فيها أصحابها بقصد جر أصدقاء أو أقارب لهم إلى أروقة المحاكم، دون سبب وجيه، وأن كثيرًا من تلك القضايا بسيطة، ويمكن تفادي اللجوء إلى القضاء وإشغاله، لو اختار أصحابها التروي والحكمة والاستعانة بكبار السن في محيط الأسرة أو الأصدقاء لحل تلك الخلافات".
ومن القضايا الغريبة التي باشرتها المحكمة، قضية مواطن قرر مقاضاة جار له، بسبب نزاع معه بشأن مكان وقوف السيارة في العمارة التي يسكنان فيها سويًّا في حين تقدَّمت للمحكمة مواطنة ضد جيرانها، مُدَّعية بأنهم وجهوا لها عبارة لعنة الله على وجهك يا عجوز، وهي جملة كافية لإقامة دعوى قضائية.