لندن - كاتيا حداد
بدت دوقة "كامبريدج" مرتاحة بفستان مزركش بالألوان الطبيعية وهي تعلب "الكريكت" وتحتفل بتسجيلها نقطة مع أحد عظماء اللعبة ساشين تيندرولكار، أمام الالاف من أطفال الشوارع الهنود. ولكن سعادتها لم تدم طويلا بعد ان وجدت نفسها في منافسة مع سساشين القوية التي أبدعت بدورها في ملعب "مومباي" في جنوب المدينة.
وأشار لاعب الكريكت الأسطوري في وقت لاحق عن الدوقة " انها تضرب بقوة وقد فعلت كل شيء بشكل صحيح، وهي فعلا رياضية." وتلقت الأميرة الرياضية تدريبات في الوقت الذي التقت فيه هي والأمير وليام الشباب خلال أول زيارة ملكية للزوجين منذ سنتين تقريبا.
وضيعت الدوقة فرصتها الأولى في التسجيل، ولكنها أعطيت فرصة أخرى وضربت عدة ضربات قبل أن تستطيع في النهاية احراز نقطة، وارتدت للمناسبة فستاناً من انتاج مصممة مومباي أنيتا دونغر.
وارتدى وليام ملابس غير رسمية وهي عبارة عن سروال وقميص، وكان أول من وصل الى الملعب ولعب بالكريكت بالرغم من انه اعسر، وضرب الكرة بيمنه قبل أن يعطي المضرب لزوجته التي شرعت في تجربة حظها في اللعبة، واستطاع وليام أن يحقق ضربات متتالية مثاليه من حيث ارتفاع الكرة في الهواء.
وتم ترتيب عقد لقاء للزوجين مع ممثلين عن الجمعيات الخيرية التي تعنى بأطفال الشوارع ومنها "جايك باس" و "تشيلدرن ودورستي"، وقال تيندولكار حول الزوجين " انها تجربة رائعة ان نقابل الدوق والدوقة وهما زوجان رائعان وجعلانا نشعر بالارتياح وهما متواضعان وبسيطان جدا، وهما ينشران أهدافهما النبيلة في معظم أنحاء العالم، مما يظهر أي نوع من القلوب يملكان، ومن الرائع ان نعلمهم كيفيه لعب الكريكت، انها فعلا لعبة جميلة، وقد تحدثنا عن التنس أيضا، وقد كانت تجربة رائعة بالنسبة لي."
وتابع : " لقد استطاع الأمير أن يرسل عدة ضربات ناجحة بالرغم من أنها كانت ضد اتجاه الرياح، ولكنه استطاع أن يوصلها الى المسافة المطلوبة، اما كيت فكانت رياضية جدا." وحصل الزوجان على ترحيب حار لدى وصولهما الى فندق "تاج محل بالاس" في وقت سابق من النهار، بعد أن هبطت طائرة الخطوط الجوية البريطانية بعد 20 دقيقة كما كان مخططا لها مع حاشية تتكون من 11 شخصا ترافقهم في رحلة لمدة سبعة أيام الى الهند وبوتان.
وسجلت أول مشاركة رسمية لوليام وكيت بوضع اكليل من الزهور على النصب التذكاري لضحايا الفندق من الهجمات الارهابية في مومباي عام 2008، قبل أن يغير الزوجان الملكيان ملابسهما للانضمام الى لعبة الكريكت.
ويعتبر ملعب الارض الترفيهية التي لعب عليها الزوجان الملكيان، واحدا من الاماكن العامة الأكثر شهرة في مومباي. ووصف قصر "كنسينغتون" في لندن الحدث، بأنه كان فرصة مثالية للزوجين للتعرف على المدينة، فضلا عن مواجهة بعض من لاعبي الكريكيت الشباب الموهوبين في المدينة. كما التقى الدوق والدوقة مع بعض من الأطفال الفقراء، والذين يحصلون على مساعدة الجمعيات الخيرية المحلية.
وكانت كيت ترتدي ثوبا لطيفا من تصميم المصممة الهندية أنيتا دونغر التي تملك محترفا للأزياء في لندن ومومباي، ويبلغ سعر الفستان 99 جنيها استرلينيا، فيما ارتدت في قدميها حذاء من مينت فيلفيت، وقال مصدر قريب من الدوقة " انها حقا تحب التصاميم المحلية وتريد ارتداءها في أقرب فرصة ممكنة كتحية منها لموهبة التصميم الرائعة في المدينة، وهذا اللباس كان مثاليا لعكس هذه الفكرة."
وزار وليام وكيت تاج محل الذي زارته والدته الأميرة ديانا، حتى يستطيع الزوجان ان يحظيا بذكريات جميلة من المكان، وتمت اقامة مأدبة عشاء لهما شارك فيها مغنيات وراقصات من بوليوود في تاج محل بالاس في حفل يهدف لجمع الأموال للجمعيات الخيرية والأطفال الذين التقى بهم الزوجان.
وبدأ الزوجان زيارتهما لمعلب الكريكت بالتعرف على ساشين تيندولكار الذي يعتبر واحدا من أعظم لاعبي هذه الرياضة في الهند على الاطلاق، قبل أن يلتقيا مع ثلاث منظمات محلية لمساعدة أطفال الشوارع في المدينة.
ولعب الزوجان اللذان يأتيان في المرتبة الثانية لولاية العرش مع ساشين، وتمكنت كيت من توجيه الضربات الثلاث الأخيرة منها وصلت الى الحد المطلوب، فيما البطل الهندي استطاع أن يرمي عدة رميات أيضا.
وأضاف ساشين " انها تجربة رائعة أن نلتقي بالدوق والدوقة، وشعرنا بالراحة معهما، وكانا متواضعين جدا، ويظهر نبلهما وأفكارهما التي يحاولان نشرها في العالم حقيقة قلوبهما، وهما يدعمان دائما القضايا النبيلة، وكل ما أتمناه هو ان يباركهما الله."
وأكد أنه ناقش الأمير وليام بلعبة التنس، وأشار الى أنه جيد المعرفة بهذه اللعبة، وفوجئ الزوجان بأن نظام الهاتف الحكومي المخصص للمساعدة يتلقى تسعة ملايين مكالمة سنويا من أجل الاطفال الذين يعانون من مشاكل، من خلال نظام مكون من 750 مكتب على أرض الواقع وموظفي مؤسسة الأمير تشارلز لمساعدة الأطفال في اسيا يستطيعون تلبيه طلبات 245 ألف طفل سنويا بعد ساعة من اتصالهم.
ويعاني الكثير من هؤلاء الأطفال من الاعتداء الجنسي والجسدي والهروب والعمل القصري أو الهروب من المنزل، وصرح الأمير وليام " هذا أمر ملحوظ، فهو أكثر من مجرد خط هاتفي للمساعدة."
واقتيد الامير والأميرة للتوقيع على مضرب كرة الكريكيت وهو أمر لا يفعله أعضاء العائلة المالكة أبد في العادة، وبناء عليه طلب الأمير من القائمين على الحدث عدم بيعه، وهو كان يرتدي بنطلونا ازرق غامق وقميصا أبيض مفتوح وحذاء بنيا من جلد الغزال.
وأسست بينا شيث لاشكاري مؤسسة "دور ستيب" في عام 1989 لمساعدة آلاف من الاطفال الذين يضطرون لترك التعليم العام لأن اسرهم بحاجة للمال، ويعمل عدد كبير منهم بدوام كامل قبل سن السابعة، فيما يتلقون أقل من 3 جنيهات استرلينية يوميا.
ويسمح لبعض الأطفال ان يذهب الى المدرسة بدوام كامل في حين يستطيع آخرون متابعة المدرسة قبل أو بعد العمل لتعلم القراءة والكتابة، وجاء اسم المؤسسة الذي يعني اعتاب الأبواب من حقيقة كون أن ال70 مدرسة التابعة لها موجودة في الاحياء الفقيرة لتسهيل وصول الاطفال اليها.
وقالت بينا عن الزيارة الملكية " لقد أرينا الأطفال صورا للدوق والدوقة وعرفوا أنهم سيلتقون بملك وملكة، وسألناهم اذا كانوا ممن يحبون الامراء في القصص الخيالية، فاجابت احدى الفتيات أنها ستحبها اذا كانت تملك شعرا طويلا مثل رابونزيل."
وتابعت " سألوني اذا كان الدوق والدوقة يملكان منزلا كبيرا، وكيف يعيشان حياتهما وماذا يسميان أولادهما، وكان الأمر ممتعا بالنسبة لنا." وشاهد وليام وكيت الأطفال وهم يلعبون في مسرح العرائس، وركعت كيت بينما يحاول الاطفال تعلميها العد من واحد الى خمسة باللغة الهندية، وعندما تعلمت جيدا علقت بينا قائلة " لقد حصلت على خمسة من خمسة."
وتجنَّب الامير أسئلة الأطفال حول العيش في منزل كبير وأوضح قائلا " أعتقد أنه من الأفضل ان تعلمونا كيف نعد من واحد الى خمسة على نحو أفضل." وأعطى الزوجان كيسين من الهدايا التي قدمها لهما الأطفال بما في ذلك الرسم، وفي المؤسسة الخيرية الثالثة لعبا كرة القدم فيما أظهرت كيت براعتها بالرغم من ارتدائها لحذاء بكعب عالي.
وأسس البريطاني ماثيو سباسي المؤسسة في الهند بعد أن عاش بها لفترة في عام 1999 لخدمة الأطفال من سن الابتدائي الى الثانوي، وتساعد سنويا أكثر من 4000 ألف طفل، ويهدف في هذا العام الى مساعدة 600 ألف.
وأوضح ماثيو " 50% من الأطفال هناك لم ينهوا المدرسة، وتمتلك الدولة بعد من أسوأ معدلات حمل المراهقات، وما نفعله مع الأطفال هنا مختلف عما نفعله في لندن ولكننا نتشارك في بعض القيم المركزية مثل وجود شخص بالغ في الحياة ليرشدهم الى الخيارات الأفضل."
وارتدت دوقة كمبريدج في اطلالة اخرى فستانا من تصميم البريطاني الكسندر ماكوين على الطريقة الهندية مع حقيبة بسعر 158 جنيه استرليني من رسل وبرملي وأقراط من كساندرا جود بسعر 1495 جنيه استرليني وحذاء من ال "كي بينيت" بسعر 195 جنيها استرلينيا، ومن المتوقع ان ترتدي كيت بعضا من تصاميم المصممين الهنود أثناء زيارتها ولكنها لعبت بطريقة أمنه مع واحدة من أكثر دور الأزياء المفضلة لديها.
وجمعت بين الأناقة الجمال الأسيوي من خلال حلتها الحمراء، فيما الامير ارتدى بذلة زرقاء، وقدمت لهما أكاليل من الزور لارتدائها حول اعناقهم، في الوقت الذي رحب بهم السكان المحليون أمام فندق تاج محل بالاس كثيرا وبعدها وضعوا اكاليل الزهور على النصب التذكاري لضحايا الفندق من الهجمات الارهابية على مومباي عام 2008 والتي أسفرت عن مقتل 31 نزيلاً وموظف، نفست اسمائهم على الجدران، وضعت الدوقة اكليل من الزنابق، مع رسالة كتب عليها " في ذكرى أولئك الذين فقدوا حياتهم في الفظائع المؤلمة في فندق تاج محل، ووقعت وليام وكاثرين."
وينزل الزوجان الملكيان في نفس الفندق الذي شهد الأحداث قبل ثماني سنوات، ومن أجل الذكرى التقيا بطاهي الفندق راجو ديورا الذي أصيب بعيار ناري في بطنه وساقه أثناء مساعدته للضيوف للوصول الى بر الأمان، وطلب منه الدوق أن يخبره عما حدث في حين ان الدوقة علقت " لا بد أنه كان يوما سرياليا"
وقال ديبورا " سألني الدوق حول الحدث وانا شرحت له كيف قتل الناس، وسألني عن التجربة وكم من الوقت استغرقت كي اتعافي فأخبرته أنني استغرقت سته أشهر." وسألته الدوقة عن مهنته وتخصصه فأخبرها أنه سيطهو لهما الغداء الذي تضمن الكباب الأخضر والكاري والعدس مع الارز وجبن الريكوتا والبامية، وكلها كانت نباتية كما يفضلها الزوجان.
ويتجنب عادة المسافرون الى الهند تناول اللحوم للحد من خطر التسمم الغذائي، وقال الزوجان ايضا مدير امن الفندق في وقت الحدث سونيل كوديادي وسلم عليه الدوق وحياه على شجاعته لأنه انقذ أرواح الناس.
ويعتبر الزوجان أحدث الضيوف الملكيين على الفندق وجاء قبلهما الملك جورج الخامس والملكة ماري في عام 1905 و 1911 وأقام به أمير ويلز في عام 2013، وتشرين الثاني/نوفمبر اصبح الرئيس الأميركي باراك اوباما أول رئيس اجنبي ينزل في الفندق بعد الهجمات عندما وصفه بأنه رمز للقوة وصمود الشعب الهندي.
وترك الدوق والدوقة أولادهما الأمير جورج والأميرة شارلوت التي تبلغ من العمر 11 شهرا في بريطانيا مع والدي كيت مايكل وكارول ميدلتون ومربيتهما الاسبانية ماريا بولارو، بالرغم من أن الدوقة حريصة الا تنفصل عن الأولاد كثيرا.
وستكون محطة زيارتهما الأولى مومباي التي تعتبر ثاني أكبر المدن المأهولة بالسكان في البلاد التي يعيش فيه المليارات من الرجال والنساء والأطفال الفقراء، وستكون اقامتهما في الفندق بمثابة تضامن مع سكان المدينة، وكان الفندق مستهدفا مع العديد من معالم الاخرى في المدنية في سلسلة من الهجمات توزعت على أربعة ايام راح ضحيتها أكثر من 164 شخص.
وسيلتقي الزوجان بملك بولييود شاروخان وعامر خان وغيرهما من المشاهير مثل ريشي كابور وهريثيك ورشان وفرحان اختار، وسيلتقيان ايضا بحوالي 150 شخصية في حفل الليلة لما في ذلك ايشوريا راي الملقبة انجلينا جولي الهند.
وسيزوران تاج محل ومكان اغتيال الأب المؤسس للهند المهاتما غاندي والحديقة الوطنية في كازيرانجيا الموطن الثالث لوحيد القرن والنمور الفيلة، وستستمر الرحلة سبعة أيام، وسيزوران المملكة الجبلية في بوتان حيث سيلتقيان الملك والملكة، واستطاع الملك جيغمي خيسار نامجيل والمكلة انجشوك جاستين جلب الانتباه في عام 2011 وقورنا بكيت ووليام وقال المتحدث باسمهما انهما على علاقة جيدة معهما.
وأصدر قصر كنيستغتون بيان في اعقاب مأساة المعبد الهندوسي في جنوب الهندي أمس والتي قتل فيه 100 شخص وأصيب 200 جراء حريق هائل داخل المعبد بسبب الألعاب النارية، وقال المتحدث باسم القصر أن الأميرة والأميرة عبرا عن حزنهما بسبب الحريق المأساوي في كولام وشعرا بالحزن للأخبار ويرسلان تعازيهما لأهالي الضحايا.