الرئيسية » آخر أخبار المرأة
لعقود كثيرة عاش المسلمون البريطانيون في مجتمعات منفصلة

لندن - كاتيا حداد

شدَّد مرشح حزب "العمال" البريطاني لمنصب عمدة لندن، صادق خان، على ضرورة أن يندمج المسلمون في المجتمع البريطاني، وأن يتصدوا للتطرف، داعيًا في الوقت ذاته إلى التوقف عن التسامح مع "العنصرية والتمييز الاجتماعي"، قائلًا: "لقد دفنا رؤوسنا في الرمال لوقتٍ طويل؛ ولذلك نما التطرف بين الشباب في بلادنا".

وعلَّقت الإعلامية البارزة جوليا هارتلي بروير، على تصريحات مرشح "العمال"، بأنَّ "صادق خان المسلم المولود في لندن لأسرة باكستانية مهاجرة يعتبر واحدًا من السياسيين القلائل في الحياة السياسية الذي يمتلك الشجاعة بما يكفي لقول الحقيقة عن الأمور والمسائل المتنامية التي تواجه سكان بريطانيا المسلمين".
وأضافت جوليا: "بالطبع لكونه هو نفسه مسلمًا، فهو معفي تلقائيًا من الوابل المعتاد من صرخات "المتعصبين" أو"المصابين بفوبيا الإسلام" من ذوي الفكر الليبرالي من البوليس، وبالرغم من ذلك فإن السياسي الشجاع الذي يجرؤ على الإشارة لما يبدو صارخًا وواضحًا لبقيتنا وهو ما يخجل ممثلونا المنتخبون من الاعتراف به طوال الوقت".

وتابعت: "نعم وكما قال السيد خان، فإن المسلمين البريطانيين "لديهم مهمة ودور خاص يلعبونه للتصدي للتطرف"، وكما قال هو إن هذا ليس لكونهم مسؤولين أكثر من غيرهم من المسلمين عن الهجمات المتطرفة حتى لو كانوا يحملون نفس الدين والمعتقدات، ولكن لأنه يمكنهم أن يكونوا "أكثر تأثيرًا" في التصدي للعنف".
واسترسلت: "بعد كل هذا فإن المسلمين المتطرفين في بريطانيا لا ينحدرون من المسيحية العادية أو السيخ أو الهندوس أو اليهود أو أي خلفيات عقائدية أخرى، فهم ينحدرون من أسر وعائلات مسلمة عادية ولديهم أصدقاء مسلمين ولديهم حياة في مناطق تقطنها أغلبية مسلمة، وهم أول من يسمع الآراء المتطرفة لهؤلاء المسلمين المتعصبين، وهكذا يتوجب عليهم من خلال موقعهم مواجهتهم في أول فرصة، ونأمل وقف نموها في هذا البنيان الإسلامي المتعصب، وهذا هو النقطة الحيوية والمفتاح الذي يشير إليه صادق خان: لقد حان الوقت لنهاية التعصب والتمييز الاجتماعي ضد المسلمين".

واسترسلت: "كان الكثير من البريطانيين حوالي 2.7 مليون مسلم يعيشون هنا في مجتمعات منفصلة ومعزولة لعقود طويلة، وصحيح أنه كان لهم الحق في مدننا الكبيرة، ولكن على هامش مجتمعنا، وكما يقول السيد خان: نشأ الكثير جدًا من المسلمين البريطانيين بدون معرفة حقيقية بأي شخص من خلفية مختلفة، لقد حافظنا على حق الناس في الحياة بثقافتهم الحياتية على حساب بناء حياة مجتمعية متشاركة".

واستأنفت جوليا: "تتركز أعداد هائلة من مسلمي بريطانيا في المقاطعات والأحياء ويعيشون غالبًا مع جيرانهم ويذهبون إلى المدارس ويعملون معهم ويصادقونهم ويتزوج من المسلمين الآخرين فقط، وهذا يخلق الظروف لوجود التطرف والتشدد كما أشار إليه السيد خان". 

وتساءلت: "هل من عجب بعد ذلك من أن العديد من شباب بريطانيا المسلمين يشعرون بأنهم ليسوا بريطانيين أصليين عندما يكبرون منعزلين ومستبعدين من الالتحام ببقية السكان؟! يحتاج البريطاني المسلم إلى مواجهة بعض الحقائق الوطنية،  وهذا ما يفعله بالضبط صادق خان؛ لأنه بالرغم من هذا الشعور الكبير نحو التكامل ونبذ التطرف، إلا أن عضو البرلمان العمالي مازال غير شجاع بما يكفي لأن يقول الحقيقة التي لا تحتاج إلى مواجهتها إذا كنا نريد أن نضع حدا لهذا الخطر المميت، وفي خطاب مماثل قال السيد خان: إن الهجمات الإرهابية على باريس تم تنفيذها باسم أيديولوجية المرضى والشيطان، ووجهة نظر عالمية بشعة ومنحرفة لا علاقة لها بالإسلام الذي أعرفه". 

وأبرزت أن "هذا هراء، فإنه لمثير للسخرية أن تتظاهر بأن الإسلاميين لا يملكون شيئًا ليقدموه للإسلام، فإنهم يملكون كل شيء لتقديمه للإسلام، وهذا بالضبط هو ما يجذب الكثير من الشباب المسلم رجالًا ونساءً؛ لأن أي باحث في الإسلام سيخبرك أن الأيديولوجية التي يتخفى وراءها داعش والقاعدة متجذرة في القرآن الكريم مثل الصلوات اليومية وأكل اللحم الحلال، ومثل المسيحية إنه يعتمد فقط على أي الآيات التي تهتم بقراءتها وكيف يكون التفسير الحرفي سيرجع لما تكسبه أنت لها".  
وزادت: "بينما كانت المسيحية سببًا في تشارك العنف وسفك الدماء على عكس حقيقتها على مر القرون، فهي الآن الدين الذي تطور ليكون قوة من أجل السلام. وبالرغم من ذلك فإن الإسلام لم يمر بالتنوير أو الإصلاح ومازال يضرب بجذوره في عصور الظلام، وهذا هو السبب لازدهار التطرف الإسلامي في الوقت الذي يعانق فيه بقية العالم الحرية وقيم الديمقراطية بالقرن الحادي والعشرين".
واختتمت: "ينبغي الإشادة بالسيد صادق خان لجراءته على قول الحق والحقيقة عن التعصب والتفرقة العنصرية، إلا أننا لن نكسب معركة القلوب والعقول، ناهيك عن حرب الدماء التي تنتظرنا، حتى نستطيع أن نتقبل جمعينا الحقيقة حول تجذر الإسلام في التعصب".

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

كيت ميدلتون تعود للفعاليات الملكية وتشارك العائلة المالكة في…
النساء في الضواحي شريحة سكانية محط اهتمام في الانتخابات…
كامالا هاريس تصف ترامب بأنه "غير متزن" ولا يفكر…
دبي تستضيف منتدى المرأة العالمي للمرة الثالثة نوفمبر المقبل
هاريس تحث الناخبين على عدم اليأس وربط أنفسهم بالواقع…

اخر الاخبار

الأردن يؤكد ضرورة دعم سوريا بدون تدخلات خارجية ويدين…
حزب التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة المغربية بالكشف عن مَبالغُ…
إشادة فلسطينية بالدعم المغربي المستمر لصمود الشعب الفلسطيني وثباته
الملك محمد السادس يُؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري
أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
أحمد السقا يكشف عن مفاجأة حول ترشحه لبطولة فيلم…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

كيت ميدلتون تعود للفعاليات الملكية وتشارك العائلة المالكة في…
النساء في الضواحي شريحة سكانية محط اهتمام في الانتخابات…
كامالا هاريس تصف ترامب بأنه "غير متزن" ولا يفكر…
دبي تستضيف منتدى المرأة العالمي للمرة الثالثة نوفمبر المقبل
هاريس تحث الناخبين على عدم اليأس وربط أنفسهم بالواقع…