الرباط - سناء بنصالح
تميز حجم تغطية الصحافة الورقية الحزبية أو الخاصة الصادرة بالعربية أو الفرنسية المبنية على مقاربة النوع الاجتماعي بـ"الضعف"، ولم يتجاوز حدود 56 في المائة، علاوة على تراجع حضور المرأة على مستوى المادة الإعلامية كمنتج أو كمصدر للمعلومة وذلك حسب تقرير للجمعية الديمقراطية لنساء المغرب في إطار الحركة من أجل ديمقراطية المناصفة، وبتنسيق مع النسيج الجمعوي لرصد الانتخابات.
وسجل التقرير الذي تم تقديمه الخميس بالدار البيضاء أن 9 في المائة فقط من المواد المنشورة منذ 22 غشت الماضي وإلى غاية يوم أمس الأربعاء، هي بأقلام نسائية، مع ارتفاع معدل المعالجة المحايدة، والتي بالنسبة لمعدي التقرير لا تسير دائما في الاتجاه الإيجابي، ليصل إلى 76 في المائة، مقابل 26 في المائة فقط للمعالجة الإيجابية لمشاركة النساء في هذه الاستحقاقات.
وكشف التقرير الذي شمل ثلاث قنوات تلفزيونية، و6 محطات إذاعية، و7 مواقع الكترونية، و7 جرائد مستقلة، و9 جرائد حزبية، من خلال تتبع يومي للمواد التي تبثها أو تنشرها منذ بداية الحملة الانتخابية (كشف)أن معالجة الإذاعات الناطقة بالعربية والفرنسية لمشاركة النساء في الاستحقاقات المقبلة ضعيفة، ولم يتجاوز معدل المعالجة الإيجابية 17 في المائة، مع ارتفاع في معدل المعالجة السلبية والذي بلغ 18 في المائة، ونسبة حضور النساء كصانعات للمادة الخبرية (39 في المائة) بينما تنخفض حينما يتعلق الأمر بحضورهن كخبيرات.
وفي ما يخص المواقع الإخبارية الإلكترونية، أورد التقرير ملاحظة مفادها أنها تتسم أيضا نوعا من الضعف على مستوى تغطيتها للحملة الانتخابية، حيث بلغ حجم التغطية الضعيفة 68 في المائة من حجم التغطية الإجمالية، وأيضا على مستوى المعالجة الإخبارية للحضور النسائي، إذ لم يتعد معدل المعالجة الإيجابية نسبة 12 في المائة، مع ارتفاع في نسبة المعالجة المحايدة إلى 85 في المائة، وفي عدد الصحافيات المتابعات للشأن الانتخابي (30 في المائة)، مقابل تراجع على مستوى حضور النساء كخبيرات وكمصدر للمعلومة، هذا في الوقت الذي أبرز فيه أن التزام القنوات التلفزية الوطنية بالضوابط القانونية المؤطرة للحملة الانتخابية جعل تغطيتها لهذه الحملة ضعيفة، مع تسجيل تنوع في المواد المقدمة ما بين الإعلان والتوعية وتشكيل الرأي، في حين سجلت نسب هامة على مستوى المعالجة الإيجابية (30 في المائة)، وحضور النوع في المؤسسات الإعلامية (33 في المائة) مقارنة مع باقي مكونات المشهد الإعلامي.
وفي انتظار تقديم النتائج النهائية بعد تلقي ملاحظات النسيج الجمعوي لرصد الانتخابات مع انتهاء العملية الانتخابية، قدمت الجمعية جملة من التوصيات، حيث دعت الأحزاب السياسية إلى العمل على إبراز نجاحات المرأة على مستوى المشاركة النسائية، وضمان حضورها القوي في حملات التسويق الانتخابي، إلى جانب تحفيز وسائل الإعلام على اعتماد مقاربة النوع، وإدماجها في تكوين الإعلاميين، وتوسيع المساحات المخصصة للكفاءات النسائية.
ودعت المجتمع المدني إلى تبني استراتيجيات ترافعية لحث الدولة على تفعيل المقتضيات الدستورية المرتبطة بحق النساء في الولوج المنصف للإعلام، واعتماد قوانين ناجعة للحد من انتشار الصور النمطية عن المشاركة السياسية للنساء في المغرب.