الرئيسية » آخر أخبار المرأة
زيادة أعداد المشردين في تونس

تونس حياة الغانمي

امرأة في العقد الخامس من عمرها تقيم في محطة مترو، وشيخ في السبعين يُقيم في شارع وسط العاصمة، وطفل في العاشرة او اقل يُقيم في حديقة برشلونة واخر في حديقة الباساج وفتاة تقيم في "الخرابة " صُحبة العديد من الشبان، هذه وغيرها مآسي اجتماعية بالجملة، مشرّدون من كل الفئات والمستويات، اطفال صغار اجبرتهم الظروف على السكن في الشوارع وفي المناطق الخطيرة والنقاط السوداء المعروفة بالاجرام. فما الذي قد يجبر طفلا او شيخا او امرأة على مغادرة المنزل وجعل الشارع مأوى وسكن؟؟

لا بد أولا من الإشارة إلى أن عدد المشردين في تونس تزايد بصفة ملفتة للانتباه في فترة ما بعد الثورة .. خصوصا في شوارع العاصمة فهم يتواجدون بمختلف الطرق والحدائق العمومية ووسائل النقل وأماكن أخرى ، بعضهم يُقال عنهم اطفال الشوارع واخرون ينعتونهم بفاقدي السند او فاقدي المأوى، وكلهم تقريبا ضحايا للظروف الاجتماعية المتردية وللمشاكل والفقر.

وتعتبر ظاهرة المشرّدين خطيرة على الأمن العام فهؤلاء يتوزعون على الطرقات وداخل وسائل النقل العمومي وتحت الجسور. وقد اختار بعضهم ان يتحوّل الى بائع للمناديل الورقية والعلكة رغم صغر سنهم فيما اعتمد البعض الاخر على التسوّل وبشكل مباشر بعلّة قِصَر ذات اليد او وضعه الصحي المتردي. وتُستغل العديد من الفتيات جنسيا من طرف عدد من المجرمين والمشردين.

 وافادت رئيسة جمعية "دار تونس" السيدة روضة السمراني، التي تُعنى بفاقدي السند والمشرّدين ان فئة المشردين تضم مختلف الشرائح العمرية.
وأشارت الى أن ظاهرة المشردين في تزايد ملحوظ وما يُعمّق انعكاسات هذه الظاهرة ارتفاع نسب النساء فاقدات المأوى والسند واللائي تمثل نسبتهن 30٪ مقابل 70٪ من الرجال وذلك لمختلف الشرائح العمريّة. كما أنّ 60٪ من هذه الفئة قادمون من المناطق الداخلية المهمشة والتي تفتقر الى أبسط مرافق الحياة.
وأضافت السمراني أن الأسباب المباشرة لتعمّق ظاهرة المشردين هي اجتماعية واقتصادية بحتة الا أنّها تصبح كارثية عندما تتحوّل الى الإنحراف وهو ما يستوجب خطة استراتيجية محكمة من قبل الدولة لإنقاذهم خصوصا وأن هذه الفئة تتجاوز احتياجاتها الحصول على المساعدات البسيطة وهو استنتاج على حد قولها بعد ما قامت به الجمعيّة من معاينات عن قرب لأكثر من 500 حالة.

 ولعل المخيف في هذا الموضوع، أن فئة الأطفال المهمشين والمنقطعين عن الدراسة أصبحت هدفا سهلا للاستقطاب خصوصا من قبل العناصر الإرهابية التي استفحلت في الأحياء الشعبية وتنشط تحت غطاء الجمعيات الخيرية التي تقوم في خطوة أولى بتقديم بعض المساعدات المالية لهم ثم تقدم لهم دروسا لغسل أدمغتهم الصغيرة كخطوة ثانية ليتم فيما بعد الإيقاع بهم وإلحاقهم بالجماعات الارهابية.

 وتمثل نسبة المشردين من الأطفال 40٪ من مجموع الأطفال المهمشين في المجتمع، ولعل ما يتعرّض له المشردون يوميا من إهمال وتهديدات واستغلال تجعلهم عُرضة للجرائم وللإرهاب وبالتالي وجب النظر في مشاكلهم والتعرف على الأسباب التي دفعت بهم إلى الشارع وكيف يمكن مساعدتهم للخروج من أزماتهم.

وحسب مسؤول في إدارة مركز الرعاية والإحاطة الاجتماعية في تونس فإنّه يتم يوميا استقبال أكثر من 50 حالة من المسنين وفاقدي السند المادي والعائلي والأمهات العازبات والأطفال المهدّدين حيث يقدّم لهم المركز الإحاطة الاجتماعية من إقامة وأكل ولباس ومداواة وكذلك الرعاية النفسية والتربويّة.

كما يستقبل المركز سنويّا من هذه الفئة أكثر من 650 مشردًا يقع عليه عاتق إعادة إدماجهم ومساعدتهم على العودة إلى أهاليهم أو إلحاقهم بهياكل أخرى ذات الصلة على غرار دار "المسنين". ويوجد في تونس 3 مراكز للإحاطة والرعاية الاجتماعية بكل من صفاقس وسوسة وتونس. مع وجود 21 مركزا للدفاع والإدماج الاجتماعي موزعة على مختلف الولايات حيث سيتم تعميمها على أنحاء الجمهورية كافة سنة 2020.

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

هاريس تحث الناخبين على عدم اليأس وربط أنفسهم بالواقع…
كامالا هاريس تنتقد ترامب بعد نشرها تقريرا يكشف وضعها…
سيلينا غوميز تُصبح رسمياً واحدةً من أصغر النساء في…
كامالا هاريس ستجلب خبرة أكبر في السياسة الخارجية مقارنة…
ابنة زوج كامالا هاريس شاركت في حملة تبرعات لأطفال…

اخر الاخبار

رياض مزور يترأس المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال في إقليم…
السفير محمد عروشي يُؤكد على الدور الحاسم الذي لعبته…
وزير العدل المغربي يُوجه كلمه بمناسبة عقد المكتب الدائم…
السلطات البلجيكية تُرحل عشرات المهاجرين إلى المغرب

فن وموسيقى

منة شلبي تتألق في موسم الرياض بمسرحية شمس وقمر…
تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…
رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…

أخبار النجوم

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…

رياضة

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
محمد صلاح في المركز الثاني كأفضل هدافي الدوري الإنكليزي…
بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

كامالا هاريس تنتقد ترامب بعد نشرها تقريرا يكشف وضعها…