واشنطن - يوسف مكي
شاركت كوني بوركهارت في أول مسيرة احتجاجية لها، في نهاية عقدها السابع، في المجتمع الريفي الصغير، ايداهو، التي تعتبر ولاية الجمهوريين، ولكن أرقام حضور الحشود في ساندبوينت، الذي عقد في مسرح، امتد إلى الشارع كان مفاجئًا، وأوضحت بوركهارت أنّه منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات في نوفمبر/تشرين الماضي، أدرك الناس أنهم ليسوا وحدهم في جوّ عاطفي، هي ديمقراطية، ولكنها صوّتت إلى الجمهوريين في الماضي، مشيرة إلى أنّها "صوتت إلى الشخص الذي أعتقد أنه أفضل، فكرتي الأولى عندما تم انتخاب الرئيس، لا أستطيع أن أقول اسمه، كانت تلك المرة الأولى في حياتي التي لا أكن فيها أي احترام لقائد الولايات المتحدة".
وسارت النساء والرجال في جميع القارات السبع، في القطب الجنوبي، بعد يوم من تنصيب ترامب، في 21 يناير/كانون الثاني، كانت هناك اقتراحات بأنها ستكون بلا جدوى وغير فعّالة، إلا أنّهم رفعوا لافتة "مسيرة البطاريق من أجل السلام"، مع ما يقرب من 700 مسيرة في جميع أنحاء العالم، تقدّر بنحو 4.5 مليون شخص من المتظاهرين في كل مكان، كانت من بين أكبر المظاهرات في مجال حقوق الإنسان في التاريخ.
ووجدت العديد من النساء في حالة غير عادية من ركود الحماسة، وكثير في القبعات الوردية، في العديد من المسيرات، بما في ذلك واحدة في لندن سار فيها ما يقدّر بنحو 100 ألف امرأة، وأفادت المدير التنفيذي للمركز الوطني لحقوق المثليات، كيت كينديل، والتي حضرت المسيرة الرئيسية في واشنطن، أنها كانت واحدة من أكثر الأيام بهجة في حياتها.
وأوضحت كينديل أنها سمعت نفس القصة عن الحشود الساحقة من صديق في بويز، ايداهو، شقيقتها في بارك سيتي بولاية يوتا، وعائلتها التي سارت في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، وذكّرت الجميع بثلاثة أمور رئيسية، حيث كانت المسيرات أكبر بكثير من أي شيء نتصوره، هناك مستوى من الصداقة الحميمة ونوع من المواقف الوطنية، كنا جميعا كأسرة معًا، وكان هناك إصرار على أننا لن نسمح للكراهية والتدني من الانتصار"، ولعلّ السبب في استقطاب الحدث المركزي في واشنطن في هذا الدعم العالمي هو أن ترامب يواجه رد فعل أوسع نطاقًا ضد حقوق المرأة.
وبيّنت زعيمة حزب "المرأة المساواة WEP"، التي شكّلت في بريطانيا، صوفي ووكر، أنه في الأشهر الستة الماضية كانت قد شهدت ارتدادًا كبيرًا إلى الخلف، مشيرة إلى أنها تجد نفسها الآن تواجه تحديًا لخلق المساواة بين النساء وبعضهن "هناك هذه اللغة القاسية من الانقسام والكراهية والعنصرية والتمييز على أساس الجنس وكره النساء من قبل عناصر من الشعبوية اليمينية في بلدنا".
وألهمت المسيرة موجة من العمل في جميع أنحاء العالم، وبيّنت المتحدّثة باسم المرأة في المسيرة العالمية، فيفيان ماير، أن هناك شبكة من الفرق الشعبية المحلية التي شكلت لفرض حظر زواج الأطفال في مالاوي، لمكافحة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث في غانا والكفاح من أجل النساء للسير في الشوارع بأمان في الهند ، وفي فرانكفورت، ألمانيا، وضع منظمو المسيرة النسائية 8 أعمدة من المقاومة، بما في ذلك الاستجابة السريعة في لندن، في يوم عيد الحب، ولبت المسيرة النسائية دعوة الناس لإرسال رسائل إلى أعضاء البرلمان والمجالس المحلية، ويطلبون منهم دعم ما يسمى تعديل اللقب، والذي كان من المتوقع أن يمكن حوالي 3000 طفل لاجئ غير مصحوبين بذويهم ليستقروا في بريطانيا حتى أعلنت الحكومة فجأة أنه سيتم التوقف عند الأطفال بعد 350، وقد بدا في ذلك اليوم أن يناير/كانون الثاني كان بداية لعهد جديد من المقاومة في الشارع. العديد من اللاتي حضرن المسيرات النسائية لم يحتججن أبدا من قبل، ولكن بعد أن وقع ترامب على حظر السفر ساري المفعول، جاؤوا إلى المطارات من جميع أنحاء الولايات المتحدة لإظهار التضامن ودعم للاجئين الآتيين إلى هذا البلد، ولم يبرحوا مطرحهم حتى تم إطلاق سراح اللاجئين.
وقدّرت مظاهرة ضد حظر السفر خارج داوننغ ستريت،في لندن، بـ 30 ألف شخص، وكان جو مماثل للمسيرة النسائية، التي تهيمن عليها علامات محلية الصنع، وعدم وجود طفيف من الثقة عندما يتعلق الأمر بترديد الشعارات، في حشد جديد على الاحتجاج، ولكنه ملتزم ومتحمس، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس/آذار، المسيرة النسائية وإضراب المرأة العالمي يدعو النساء للإضراب عن العمل ضد عدم المساواة الاقتصادية، وعنف الذكور والاعتداءات على الحقوق الإنجابية.
وكشفت مديرة تحالف العمال المنزليين الوطنيين في الولايات المتحدة، عاي جين بو، أنّه ستكون هناك مسيرة في وزارة العمل بعد ذلك، في الأسبوع الذي يبدأ في 10 أبريل/نيسان، عطلة الربيع للعديد من المدارس في الولايات المتحدة، ستتّخذ عائلات إجراءات معا، مع وجود خطط لقافلة للأطفال للسفر من فلوريدا إلى واشنطن لتسليم رسائل إلى الإدارة، وتنظّك ووكر، حاليًاـ يومًا للمرأة العاطلة عام 2018 ليتزامن مع الذكرى المئوية لإعطاء النساء حق التصويت لأول مرة في بريطانيا، هناك أيضا مسيرات ضريبية مقرّرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة يوم 15 أبريل/نيسان و3 مسيرات آتية في العاصمة، مسيرة للعلوم في 22 أبريل/نيسان، ومسيرة المناخ في 29 أبريل/نيسان، ومسيرة المهاجرون يوم 6 مايو/أيار، وأخيرا، كان هناك اندفاع للنساء لدعم مرشحة الرئاسة، بين يوم الانتخابات ومنتصف فبراير/شباط، قائمة إميلي، والتي تساعد النساء الديمقراطيات المؤيدات لخيار الدخول في المكتب، سمعت من أكثر من 6500 امرأة، ما يقرب من 7 أضعاف الرقم في 22 شهرًا قبل فوز دونالد ترامب، وفي اليوم بعد المسيرة النسائية، والتي تجمع 500 امرأة في فندق غراند حياة في واشنطن للحصول على دورة تدريبية من قبل قائمة إميلي، جنبًا إلى جنب مع 6 مجموعات أخرى، والتي تعمل على دعم الدور القيادي للمرأة السوداء على جميع المستويات، تم حجز الدورة بالكامل أسبوع مقدمًا، مع 500 امرأة اخرى على لائحة الانتظار.