القاهرة - شيماء مكاوي
كشفت مستشارة "المركز القومي للبحوث الاجتماعية" الدكتورة عزة كريم ، أن الكثير من الفتيات أصبحن يفضلن الارتقاء بمهنتهن واستكمال دراستهن عن الاستقرار الاجتماعي والزواج، فيما قالت "إن هناك ثمة ارتباط بين المهنة التي تعمل بها الفتاة، وبين رفضها للزواج أو تأخر زواجها ونجد أن من هؤلاء المهن الطبيبة والمهندسة والصحافية والإعلامية حيث إن هذه المهن تحتاج إلى كثير من الجهد والتركيز والتفرغ،
لذا يعتقد الكثير من الفتيات ان بالزواج سيتم القضاء على طموحهن المهني، لذا نجد أن هناك مهن تؤخر الفتيات عن الزواج وهذه هي الحقيقة فكثير من الأهالي يتمنون أن تصبح ابنتهن طبيبة، أو مهندسة أو صحافية أو إعلامية وللأسف لا يعرفون أن تلك المهن تتسبب في عنوستهن، فيما تفسر استشاري الطب النفسي الدكتورة هبة عيسوي تلك الظاهرة وتقول "هناك مهن ودراسات تؤخر زواج المرأة وهذا الامر متعارف عليه ، لان الطبيبة نفسيا تشعر بأنها افضل الفتيات على الاطلاق لذا لا تفكر في الارتباط الا بطبيب مثلها ويتأخر زواجها كثيرا وربما تظل عانسا ، وكذلك الحال بالنسبة لمهندسة والاعلامية والصحافية.
وأضافت " كما ان التقاليد الاجتماعية والنظرة الذكورية في المجتمع تسيطر على كثير من الرجال حيث ان معظم الرجال يريدون زوجة تكون متفرغة للمنزل ولا يشغلها عملها عن منزلها لذا يفضل في الاختيار الزوجة التي لا تعمل".
لذا نجد ان هناك مهن تؤخر الفتيات عن الزواج وهذه هي الحقيقة فكثير من الاهالي يتمنون ان تصبح ابنتهن طبيبة او مهندسة او صحافية او اعلامية وللأسف لا يعرفون ان تلك المهن تتسبب في عنوستهن .
وتكشف الإعلامية دينا عبد الله أسباب تأخرها عن الزواج حتى الآن قائلة : "دراستي هي من الاسباب التي جعلتني أفضلها عن الزواج ، فأنا الآن أخذت الدكتوراه في الإعلام ،وهذا الحلم كنت أرغب في الوصول إليه" .
وتضيف "معظم الرجال الذين كانوا يرغبون في الزواج مني كانوا يريدون ان اتفرغ كاملا للحياة الزوجية ولا يقدرون قيمة العمل الاعلامي كما انني كان لدي اقتناع كامل بأن الزواج سيؤخر حياتي العملية كثيرا".
وتواصل "لذا فضلت العمل الإعلامي والدراسة الأكاديمية عن الزواج ، والآن أنا لا أشعر بالندم نهائيا بل بدأ تفكيري يختلف تماما عن السنوات الماضية ، وبدأت أنظر للرجل بنظرة مختلفة تماما ، وفي البداية والنهاية الزواج هو قسمة ونصيب وله موعد يحدده الله".
ومن جانبها تعترف الإعلامية لبنى عسل أنها قد أخرت خطوة الزواج كثيرا بسبب عملها وتقول " مما لا شك فيه ان خطوة الزواج أخذتها بعد سنوات كثيرة كنت أشعر بالتردد الشديد أن الزواج سيؤخرني عن العمل ولكنني الحمد لله وفقت في زوج يقدر قيمة العمل الإعلامي ويشجعني كثيرا على النهوض مهنيا .
وتقول الطبيبة نورهان أبو شادي 34 عاماَ ولم تتزوج " مهنة الطب من المهن التي تحتاج الكثير من الوقت والتفرغ التام ، فالدراسة 6 سنوات وبعد التخرج لابد من الدراسات العليا الماجيستير والدكتوراه حتى يتم الاستفادة بحق من الدراسة ، لذا عندما فكرت في الزواج كنت وقتها بلغت 30 عاما ، وتفكير الطبيبة يختلف كثيرا عن أي مهنة أخرى فالطبيبة لا ترغب ان تتزوج الا بطبيب مثلها واذا تقدم لخطبتها رجل بمهنة أخيرا يلقى رفضا مباشرا ، لذا نجد ان معظم الطبيبات يتأخر زواجهن ".
وتكشف الصحافية هدى علي 35 عاما ولم تتزوج، أسباب تأخرها في الزواج وتقول " أعشق مهنة الصحافة كثيرا وأعمل في التحقيقات لذا يتطلب مني العمل النزول الي موقع الحدث ومتابعته متابعة حية وهو ما جعل زواجي يتأخر كثيرا ، حيث أن معظم الرجال الذين كانوا يتقدمون لخطبتي كانوا يرغبون ان اتنازل عن مهنتي من اجل الزواج وهو ما رفضته ، والان انا اتزوج مهنتي ولا افكر في لزواج بشكل نهائي الا اذا قابلت الشخص الذي يقدر قيمة مهنتي.
وتضيف "أما الان وبعد بلوغي 34 عاما لا افكر في الزواج بالقدر الذي افكر في وظيفتي كطبيبة اما الزواج فسيأتي يوما حتى ببلوغي الـ40 عامًا ".
وتفسر استشاري الطب النفسي الدكتورة هبة عيسوي تلك الظاهرة وتقول "هناك مهن ودراسات تؤخر زواج المرأة وهذا الامر متعارف عليه ، لان الطبيبة نفسيا تشعر بأنها افضل الفتيات على الاطلاق لذا لا تفكر في الارتباط الا بطبيب مثلها ويتأخر زواجها كثيرا وربما تظل عانسا ، وكذلك الحال بالنسبة لمهندسة والاعلامية والصحافية ، لان الرجل لا يقبل ان تكون زوجته مهندسة او إعلامية او صحافية ، وخاصة مهنة الصحافة لانها لها مردود اجتماعي ان الصحافية تظل متواجدة في الشارع طوال اليوم ولا تهتم بأسرتها من اجل مهنتها ، وحتى نلحظ ان الصحفي لا يرغب في الزواج من صحافية نظرا لانه يعرف طبيعة مهنتها ونادرا ما نجد ان صحفي يتزوج صحافية مثله .
وهناك الكثير من الفتيات طموحهن المهني يعلو كثيرا على رغبتهن في الزواج والاستقرار ، وتلك الفتيات لهن تفكير خاص وهو ان الزواج سيعوق طموحهم ، ولكن للأسف بعد تحقيق الارتقاء المهني نجد ان كثيرون منهن يندمون كثيرا على الاهتمام بمهنتهم ونسيان حياتهم الشخصية .
خاصة ان نسبة العنوسة قد تفاقمت كثيرا في تلك الايام ، لذا لابد من الحد من تلك الظاهرة .
ويلعب الاهل في ذلك دورا حيويا فلابد من تذكير الفتاة بأن الاستقرار والزواج امر هام جدا بالنسبة لها مثله مثل الارتقاء المهني وان كثيرون من الرجال يقدرون عمل المرأة ولكن لابد من التوازن بين الارتقاء المهني والزواج وان نعطي اهتمام لكلا منهم والا نهتم بجزء عن الآخر حتى يتم تحقيق التوازن النفسي في النهاية لانه بعد اهتمام الفتاة بالارتقاء المهني وتأخر زواجها وتعرضها للعنوسة قد تتعرض لازمة نفسية كبيرة جدا .