الجزائر- سميرة عوام
كشفت معاينة ميدانية لوضعية المرأة الريفية في الوسط الريفي في الجزائر عن إقصائها و حرمانها من أدنى الحقوق، مما إلى حرمانها من أبسط الاحتياجات في ظل الظروف الاجتماعية القاسية، الأمر الذي أسهم في الانتشار الواسع لظاهرة الأمية في صفوف النساء الماكثات في البيت ، ناهيك عن عزلة الفتاة الريفية عن محيطها الخارجي.
وتعود أسباب هذا الوضع حسب مختصين في علم الاجتماع في جامعة الجزائر
إلى غياب عملية التكفل بالمرأة في الوسط القروي لاسيما فيما تعلق بالشق الخاص بالتكوين والتأطير، لممارسة عدة أنشطة تكفي لإخراجها من عزلتها و تحريرها من القيود وسلطة التبعية الأسرية وأعراف وتقاليد السلطة الأبوية بالمشاركة في إنجاز مشاريع تنموية كبرى تنعش نشاط المناطق البعيدة والمحرومة.
ولاحتواء احتياجات المرأة الريفية في الجزائر، برمجت غرفة الصناعات التقليدية في مختلف ولايات الوطن مخططا يركز على مسألة إعادة إدماج المرأة الريفية وفتح أفاق مختلفة لتجسيد طموحاتها، ويهدف المخطط إلى تطوير دائرة الإنتاج الصناعي اليدوي مع تحسين المستوى المعيشي للمرأة القروية، بتكوينها وتقديم الرعاية المادية لها من خلال إمكانات تتماشى مع وسطها البيئي والطبيعي، وذلك بتنمية نشاطات الحرف الفلاحية و الصناعات التقليدية.
من جهتها، عقدت غرفة الصناعات التقليدية أخيرًا عدة خرجات ميدانية للمرأة الريفية من أجل تدريبها على عملية اكتساب حرفة جديدة وحماية المحيط والوسط الطبيعي، إضافة إلى تشجيع أنشطة حرف الزراعة الجبلية وذلك بالتخلي عن الطرق التقليدية في استعمال الثروات الطبيعية، بانتهاج الطرق السلمية لترقية وتكثيف الإنتاج الحيواني وتحسين الوجه التنموي في الجزائر، مما سيعمل على تنمية العمل الجواري و الجماعي في شكل تعاونيات وتبادل الخبرات وتثمين الحرف والصناعات التقليدية، مثل صناعة الفخار و النحاس، إضافة إلى بعث النشاط السياحي وإيجاد أماكن للترفيه و التسلية.