داكار ـ وسيم الجندي
تم إعلان اسم أميناتا توريه كرئيسة لوزراء السنغال، الأحد، ولكنها أعلنت ذلك بنفسها، ومن المعروف أن رئيس الوزراء الجديد يشكل حكومة جديدة، وكان يعتقد أن توريه ستُكوّن مجلس الوزراء قبل نهاية الأسبوع ولكنها فعلت ذلك قبل مساء الإثنين، وهذه هي الطريقة التي تعمل بها ميمي توريه، كما يطلقون عليها. وأُطلق على توريه الآن اسم "المرأة الحديدية"، وكل امرأة ترتفع إلى مستوى معين من الحكومة تصبح سيدة حديدية في الصحافة،
وهؤلاء الرجال هم رجال فقط.
وأمضت أميناتا توريه كل حياتها وهي تعمل في مجال حقوق الإنسان وناشطة في مجال حقوق المرأة، كما عملت في السنغال وحول العالم في مجال قضايا المرأة، وبشكل أعم، في المعضلات الاجتماعية والعدالة الاقتصادية.
وحتى موعد الأحد كانت توريه وزيرة للعدل في السنغال، وبعد تقلّدها هذا المنصب أصبحت معروفة جيدًا، ولها شعبية كبيرة لمكافحتها الفساد لأبعد مدى، وحتى في صفوف الحكومة السابقة، فقد قدمت نجل الرئيس السابق، كريم واد، إلى المحاكمة ثم إلى السجن، كما أشرفت على اعتقال الرئيس السابق لتشاد حسين حبري والتأكد من محاكمته، وعدم تأخرها لعقود عدة.
وفي فترة المراهقة كانت توريه ناشطة، ولاعبة كرة القدم التي لعبت لدى "Dakar Gazelles"، وفي الجامعة عملت توريه مع رابطة العمال الشيوعية، ومنذ ذلك الحين تحول تشدّدها إلى تنظيم الأسرة، سواء في السنغال، بوركينا فاسو وكوت ديفوار، وحول العالم، وعملت أخيرًا مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وفي "UNFPA"، كانت توريه رئيسة الجنسيات، وحقوق الإنسان وفرع الثقافة، وهناك تعاملت مع كل أنواع الناس، والوكالات والحكومات للبدء في التفكير والتصرف بصورة أكثر جدية بشأن مشروع "gender mainstreaming". وتفهمت توريه من وجهة نظر الدولة، وكذلك من وجهة نظر تحليلية، أن الحقوق الإنجابية للمرأة هي جزء من عملية الموازنة الحكومية، وبالتالي عليهم إعادة صياغتها.
وقالت إن التمكين والمساواة بين الجنسين هي مفتاح أي نجاح للبرامج الصحية. وأضافت أن الحصول على الخدمات الصحية هو حق من حقوق الإنسان، وأن ذلك الحق من حقوق الإنسان هو أولاً و قبل كل شيء حق للمرأة.
وقالت مرارًا وتكرارًا "إن هناك أملاً في الحصول على عالم ومستقبل أفضل".
وفي حكومتها الجديدة عينت توريه صديقي كابا كوزير جديد للعدل، وكابا هو الرئيس السابق للاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، وأثار تعيينه غضب الكثير من الناس لدعمه تجريم المثلية الجنسية.
وبينما أشادت المجموعات النسائية السنغالية بتوريه، إلا إنها لاحظت أيضًا أن مجلس الوزراء يضم أربع نساء و 28 رجلاً، إنها لحظة مهمة وتستحق النشر في السنغال وخارجها، ما لم تكن بالطبع تعتمد على الصحافة الناطقة باللغة الإنكليزية، حيث لا تهتم الصحافة العالمية بمثل هذه الأخبار، بل على طاولة الأخبار المهمّة لا يوجد شيء جديد في السنغال.
ولكنّ هناك شيئًا ما يحدث، وأصبحت هناك قائدة تهتم بحقوق المرأة، والحقوق الإنجابية، وناشطة في مجال حقوق الإنسان، ولها تاريخ من الإنجازات، إنها رئيسة الوزراء أميناتا توريه.