بيروت ـ جورج شاهين
اتهمت النائب عن "تيار المستقبل" في البرلمان اللبناني بهية الحريري، عناصر من "حزب الله" بتطويق منزلها الإثنين وإطلاق النار عليه، فيما قدمت التعازي إلى كل شهداء الجيش، وتمنت الشفاء العاجل للجرحى، معتبرة أن "الساعات الأربع والعشرين الأخيرة كانت نقطة قاتمة جدًا في حياة المواطنين في صيدا".
وتساءلت الحريري، "كيف استطاع أحمد الاسير الهروب؟ هذا السؤال موجه إلى القوى الأمنية والعسكرية التي كانت على الأرض، نحن لن نستبق الأمور، بل ننتظر التفسيرات الكاملة لهذا الموضوع"، مؤكدة في حديث تلفزيوني، أن "صيدا أصبحت مدينة منكوبة تطلب فقط الجيش اللبناني لحفظ أمنها واستقرارها، وأن المدينة لم ترتاح حتى بعد أن سقط مجمع الأسير، السكان في خوف وقلق، لأن الأربع والعشرين ساعة الأخيرة كانت قاسية جدًا، لا سيما أن المواطنين خائفون من العودة إلى منازلهم في الوقت الحالي، وأهم أمر جرى الثلاثاء هو إجلاء المحاصرين والجرحى، وليس لدي فكرة عن الأوضاع على الأرض، لا سيما بعد الحرائق والتهديم، فالموضوع كبير جدًا، ويجب أن نتعاون جميعًا على لملمة جراح كل المواطنين في الأيام المقبلة".
وكررت نائب "المستقبل" دعمها "للجيش اللبناني ليس فقط في هذه الحادثة، بل كنت دائمًا وسأبقى مع الجيش اللبناني والدولة اللبنانية"، معتبرة أن "الوقت ليس مناسبًا للرد على السجالات التي لم اعتد الرد عليها، أنا هنا فقط لنقل صورة عن المعاناة التي عاشتها المدينة"، وذكّرت بأنها "حذرت كثيرًا خلال الأشهر الستة الأخيرة من ممارسات عدة، والأحداث الأخيرة ضغطت بقوة على المدينة، التي أعطت كثيرًا لكل القضايا الوطنية، وستبقى مدينة تحافظ على الدولة والسلم الأهلي والتنوع والحريات، ولن نسمح لأي جهة أن تكون قابضة على قرار المدينة، وإن شاء الله تعود المدينة وتستعيد نشاطها وحيويتها واستقرارها وتوازنها"، مؤكدة أن "موضوع سلاح المقاومة هو موضوع نقاش على مساحة الوطن، نحن نعتبر أي جهة تستخدم السلاح في الداخل هو سلاح فتنة، ولن نسمح بعد الآن بأي نوع من السلاح إلا سلاح الدولة اللبنانية".
وردًا على سؤال عن إطار إخراج هذا السلاح من صيدا، أجابت الحريري، "سيكون إطارًا مدنيًا، فمدينة صيدا لديها قوى مدنية ناشطة لها تأثيرها على الرأي العام، وسنأخذ كل ما ورد في بيان رؤساء الحكومات السابقين لحسن تطبيقه على الأرض، بالتعاون الكامل مع الدولة اللبنانية الممثلة في قواها العسكرية والأمنية بما يسمح القانون".
وعن إطلاق النار على منزلها الإثنين، قالت "حاولت ألا أشير كثيرًا إلى هذا الموضوع، ولكن في النقاش مع النائب وليد جنبلاط وضعته في الصورة الكاملة بما جرى من القنص والاستهداف للمنزل، وشكرت المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على اهتمامه، لا سيما بعدما كشف مسؤولون في الأمن العام على المنزل، ليس الجيش اللبناني من قام بهذا الموضوع، وليست مجموعة الاسير، المجموعة التي احتلت تلة من التلال الموازية لمنزلي عناصر من (حزب الله)، وقد طلبت من الجيش اللبناني أن يضع دورية أمام المنزل، ليس لأنني خائفة، بل لضبط الخوف المتواجد، فمنزلي عبارة عن مؤسسة كبيرة، ومشكور الجيش اللبناني الذي أرسل أربعة عناصر ودعمهم بملالة عند الرابعة ليلاً، وكل الطريق المؤدية إلى منزلي شمالاً وجنوبًا كانت بقبضة (حزب الله)"، لافتة إلى أن "تلة مار الياس بعهدة الجيش اللبناني، إلا أنه عندما يقصف المدنيون منها فلا يكون الجيش اللبناني هو الفاعل".وجزمت بـ"أن صيدا تستحق من كل الإعلام والفعاليات المساهمة والمساعدة لرفع العبء الكبير الذي اثقل كاهلها منذ فترة طويلة"، وتوجهت إلى "الأهالي بالدعم الكامل لعودة الحياة إلى هذه المدينة وللتعويض المباشر والسريع عن كل الأضرار المادية التي تعرضوا لها".
وأوضحت بهية، أن "القضايا المعنوية والنفسية تحتاج إلى وقت طويل، لذلك طلبت من رئيس المنطقة التربوية ومن المدير العام من وزير التربية أن يعطينا مهلة أيام، لنعيد قدرًا من الهدوء والطمأنينة إلى الذين هم على أبواب الامتحانات، وسنبدأ من الأربعاء بعملية لملمة الشمل وحسن التواصل ورفع الأعباء النفسية التي تعرض لها المواطنون من الأعمار كافة، وصرختي صباح الثلاثاء كانت صرخة المواطنين، لأنني شعرت للمرة الأولى عن تلبية طلبات المحاصرين والخائفين والمهددين بحياتهم"، مشددة على أن "الجيش اللبناني هو خشبة الخلاص للاستقرار، وسنبقى على هذا المعطى، وندعم الجيش اللبناني ليأخذ دوره الكامل بالنسبة لصيدا وكل لبنان"، في حين توجهت "بالتعزية إلى قائد الجيش، والشكر لرئيس الجمهورية ولكل المعنيين الذين اتصلوا، لكن هناك شعورًا بالبطء باتخاذ مبادرة لوقف إطلاق النار، بالقدر الذي أتيح له".
وختمت الحريري بالقول، "تحية كبيرة لأهل صيدا وعبرا ومجدليون والحارة، ولأهل كل المحيط الذي عاش لحظات من الرعب الشديد، نحن وبحكم الرسالة الذي أعطانا إياها رفيق الحريري، سنكمل بالطريقة عينها، على إيماننا بقدرة اللبنانيين على النهوض ولملمة الجراح وحسن التواصل مع كل الفعاليات، إن كانت صيداوية أو في المحيط، أو على الأرض اللبنانية، وعدم المسّ بمؤسسة الجيش العزيزة على قلوب كل اللبنانيين".