تونس - أزهار الجربوعي
هاجمت مجموعة من الناشطات، عاريات الصدور، من منظمة "فيمن" الأوكرانية، الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في باريس، مطالبين إياه بالإفراج عن الناشطة التونسية أمينة. وداهمت ثلاث ناشطات أوكرانيات الرئيس التونسي، أثناء استعداده لإلقاء محاضرة، قبل توقيع كتابه "ابتكار ديمقراطية، دروس التجربة
التونسية"، في معهد "العالم العربي" في باريس، وذلك أثناء حديثه للصحافيين، حيث باغتنه وهن يصرخن "الحرية لأمينة"، "أين أمينة"، في إشارة إلى أول ناشطة تونسية في منظمة "فيمن" الأوكرانية أمينة تايلر، والتي عمدت إلى نشر صور لها عارية الصدر على شبكة الإنترنت، لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، والتي أكدت لاحقًا أنها تعرضت لتهديدات بالسجن والقتل.
ويُظهر الفيديو المسجل، هجوم ناشطات "فيمن" على المرزوقي وصدمته وذهوله من هول ما رأى، ذلك أنه لم يبارح مكانه، وظل يراقب ما يجري، بابتسامة لا تعبر عن شيء، إلا أن حراس المرزوقي والأمن التابع لمعهد "العالم العربي" نجحوا في منع الناشطات من الوصول إليه، وألقوا بفتيات "فيمن" بعيدًا عنه.
واحتشد كذلك تونسيون معارضون للرئيس وتصريحاته، حاملين شعارات تتهمه بالعمالة لدولة قطر ولـ"الإخوان المسلمين"، رافعين صورًا معادية لقطر، وملابس داخلية وجوارب، سخرية من تصريحات سابقة للرئيس التونسي، وطالبو المرزوقي بالرحيل عن الحكم، منادين بإسقاطه.
وبات تعامل الشعب التونسي مع مؤسسة رئاسة الجمهورية، وتهجمه المتكرر على رئيس الدولة، يثير قلق المحللين والمراقبين للمشهد السياسي في البلاد، سيما وأن هيبة الدولة وصورة رئاسة الجمهورية باتت على المحك، ومحل انتقادات وسخرية القاصي والداني، محملين المسؤولية لحزب "حركة النهضة الإسلامية" الحاكم، الذي جرد الرئيس من غالبية الصلاحيات، ومازالت تناصر بشدة النظام البرلماني، الذي يخول لها السيطرة على الحكم بأريحية، والاستحواذ على جميع الصلاحيات، التي أفردت بها رئيس الحكومة.
يذكر أن الكتاب الجديد للرئيس التونسي قد أثار جدلاً لسبب طباعته في دار النشر الفرنسية "لاديكوفيرت"، بدلاً عن إحدى دور النشر التونسية، كما اتهمته المعارضة "بتقديم المغالطات وتشويه الوقائع، من خلال التسويق لنجاح حكم الإسلاميين في تونس، والحال أن تجربتهم فشلت اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا".