عمان ـ إيمان أبو قاعود
كشفت جمعية حقوقية أردنية أن عدد السيدات اللواتي تم ضبطهن في قضايا مخدرات خلال الربع الأول من العام الحالي في الأردن بلغ (26) امرأة، من بينهن (20) امرأة أردنية ، في حين وصل عدد المضبوطين من طلاب الجامعات خلال الفترة ذاتها (113) طالبًا جامعيًا من بينهم (85) أردنيًا و(28) غير أردني، فيما تؤكد جمعية المعهد الدولي لتضامن النساء "تضامن" بأن النساء وإن كن لا يشكلن
إلا نسبة ضئيلة من العدد الإجمالي، إلا أنهن يعانين من الآثار المدمرة للمخدرات من النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية، مما ينعكس سلباً عليهن وعلى أسرهن ومجتمعاتهن.
هذا و تتحمل النساء باعتبارهن أمهات وزوجات وأخوات أعباءً إضافية ومسؤوليات كبيرة تفوق طاقاتهن ومستويات احتمالهن جراء اتجار أو تعاطي أزواجهن وأولادهن وأخواتهن للمخدرات، مما يرتب زيادة نسب تعرضهن للانتهاكات الجسدية والجنسية والنفسية، ويضع مستقبل أسرهن في مهب الريح مما يجعل التفكك الأسري وانهيار الأسرة أمراً وارداً في بعض الأحيان وحتمياً في أحيان أخرى.
وقالت "تضامن" في بيان أصدرته، الأربعاء، "إن عدد القضايا التي تعاملت معها إدارة مكافحة المخدرات الأردنية خلال عام 2012 ,بلغت (4708) قضية منها (471)قضية اتجار و(3959) قضية حيازة وتعاطي للمواد المخدرة، و(278) قضية مجهولة, ووصل عدد الأشخاص إلى (6504) شخصاً منهم (871)شخصاً بقضايا اتجار في المواد المخدرة و(5633) شخصاً في قضايا حيازة وتعاطي المخدرات. وأشار التقرير إلى وفاة 3 أردنيين إثر تعاطيهم جرعات زائدة.
وبلغ عدد الطلاب الجامعيين المضبوطين (320) منهم (286) أردني و(34) غير أردني ، في حين وصل عدد الأحداث المضبوطين (51) حدثاً.
أما عدد الأردنيين المضبوطين وصل إلى(5948) شخصاً وغير الأردنيين المضبوطين (556) شخصاً ، في حين بلغ عدد الفتيات المضبوطات(83) امرأة منهن (71) امرأة أردنية و(12) امرأة غير أردنية. وقد شكلت النساء الأردنيات ما نسبته (0.0119%)من مجمل الأردنيين المضبوطين.
وشددت "تضامن" على أن الأسر التي تعاني من تفكك أسري أصلاً ومن مستويات عالية من الفقر والبطالة ، مرشحة لأن يقع أحد أفرادها سواء الزوج أو الابن أو الأخ فريسة لبراثن المخدرات ، وما يتبع ذلك من نتائج كارثية يصعب في كثير من الأحيان تجاوزها، وبالتالي تتفاقم الصعوبات المتعلقة بالأسرة والتي تعاني أصلاً من مشكلات.
يحتفل العالم اليوم 26/6/2013 باليوم الدولي لمكافحة إساءة إستعمال المخدرات والإتجار غير المشروع بها ، والذي إعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارها رقم (112/42) تاريخ (7) كانون أول / ديسمبر من عام(1987) بهدف إقامة مجتمع دولي خالي من إساءة إستعمال المخدرات. ويأتي الإحتفال هذا العام تحت شعار "دع المخدرات وصن صحتك تجد نشوتك" من أجل تمتع الجميع بصحة خالية من المخدرات والتي تنعكس إيجاباً على الأسرة والمجتمع من جهة والتنمية من جهة أخرى.
وتضيف"تضامن" الى أن تقرير المخدرات العالمي لعام (2012) أشار الى وجود فجوة واضحة بين الجنسين من حيث إستهلاك المخدرات غير المشروعة ، فمعدلات تعاطي المخدرات بين النساء تقل بشكل كبير عن تعاطيها بين الرجال في جميع الدول التي قدمت بيانات موثوقة ومفصلة حسب نوع الجنس ، إلا أن الفجوة بين الجنسين تعتبر صغيرة نسبياً في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يبلغ التعاطي بي النساء ثلثي نظيره من الرجال ، بينما لا يتجاوز التعاطي بين النساء في كل من الهند وأندونيسيا عُشر نظيره من الرجال.
وفي كلتا الحالتين فإن المخدرات سواء أكانت سبباً أو مسبباً للتفكك الأسري ، فإنها يزيد من العنف المرتكب ضد النساء والفتيات بأنواعه وأشكاله وأساليبة المختلفة ، ويؤثر على مستقبل المتعاطين / المتعاطيات مع تزايد نسب المضبوطين من طلاب الجامعات ، ويوجب على كافة الجهات المعنية الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني تكثيف جهود التوعية بآثارها المدمرة على جميع أفراد الأسرة وعلى المجتمع باكمله ، للوصول الى أردني خال من المخدرات والعنف والتمييز.