الدار البيضاء - جميلة عمر
اعتبرت مهنيات وفاعلات في قطاع النقل واللوجستيك في المغرب، أنّ تنمية القطاع تقتضي دعم قدراتهن على مستوى التدبير والتكوين، وتعزيز حضورهن في القطاع، ترسيخًا لمبدأ المُناصفة وتكافؤ الفرص في قطاع ظل ذكوريًا بامتياز لمدة سنوات.
وطالبت هؤلاء الفاعلات والمهنيات، خلال مشاركتهن الثلاثاء، في الدار البيضاء في لقاء حول "مهن النقل واللوجستيك .. جرأة النساء على التغيير"، بضرورة تشجيع النساء لولوج المهن المتصلة بالنقل واللوجستيك على اعتبار أنها مهن المستقبل، مشيرات إلى نتائج الدراسة التي أجرتها الجمعية النسائية الدولية للتجارة والتوزيع، فرع المغرب (فيستا) وجمعية وكلاء الشحن في المغرب، بخصوص دور النساء في مهن النقل واللوجستيك، والتي أظهرت أن النساء العاملات بالقطاع لا يمثلن سوى 26 في المائة من مجموع العاملين به.. واعتبرن أن النهوض بالقطاع يقتضي القيام بعمل تحسيسي وتوعوي يقود نحو تغيير العقليات وتجاوز الأحكام المُسبقة بشأن قدرة النساء على الاشتغال بهذا القطاع الحيوي.
وأظهرت الدراسة المذكورة أن هناك حاجة مُلّحة على مستوى التكوين حيث إن 35 في المائة من الصعوبات التي تعاني منها مهنيات القطاع مرتبطة، حسب العينة المستجوبة بمحدودية المستوى التكويني للعاملات وضعف إجادتهن للغات، وأن نسبة المتوفرات على مستوى تعليم عال لا تتعدى 38 بالمائة.
وأفادت الدراسة ذاتها بأن 38 في المائة فقط من الحاصلات على تكوين عال، هن من تلقين تكوينًا مُتخصصًا في مهن النقل واللوجستيك، مُسجّلة وجود عوائق أخرى تتصل بالعلاقات داخل مكان العمل (35 في المائة)، وتتمثل بالخصوص في تبخيس الكفاءات النسائية، وهيمنة الأحكام النمطية، وعدم تثمين قدراتهن في مجال الإدارة والتدبير، فضلًا عن الإكراهات المرتبطة بصعوبة التوفيق بين الالتزامات المهنية والأسرية، في غياب بيانات تساعد على تحقيق ذلك التوافق، وبناءً على تلك المعطيات توصي الدراسة بالعمل على وضع نظم تأخذ بمقاربة النوع في تقسيم المهام داخل العمل، واتخاذ تدابير تُسهّل على المرأة أداء مهامها بكل كفاءة، كإحداث حضانات داخل مقرات العمل ومراجعة نظام عطل الأمومة وتحسيس المقاولات بأهمية توفير الشروط التي تُخوّل للنساء استثمار طاقاتهن لصالح النهوض بمهن النقل واللوجستيك.
وحثت الدراسة على إجراء دراسات للتعريف بالتخصصات الممكن ولوجها من طرف النساء، وتقييم مسارات التكوين ومدى استجاباتها لاحتياجات سوق العمل، وتحقيق التقائية بين الدراسات القطاعية الخاصة بولوج النساء إلى مراكز القرار والمسؤولية بقطاع النقل واللوجستيك، وتنظيم قوافل تحسيسية لتعميم ثقافة المساواة وتكافؤ الفرص داخل مكان العمل.
يُشار إلى أن هذا اللقاء، المنظم احتفاء بالعيد العالمي للمرأة من قبل المجموعة المهنية للمساعدة والاستشارة في مهن النقل واللوجستيك ( جياك ترانس لوج)، والجمعية النسائية الدولية للتجارة والتوزيع، فرع المغرب (فيستا)، بتعاون مع جامعة النقل التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب وجمعية وكلاء الشحن، شكّل فرصة لتبادل الآراء بين الشركاء الاجتماعيين من أجل بلورة أرضية مشتركة تروم تطوير تمثيلية النساء في هذا القطاع.
كما تم خلاله عرض آلية التمويل التي تقترحها المجموعة المهنية للمساعدة والاستشارة في مهن النقل واللوجستيك للاستجابة للطموحات المعبر عنها من قبل النساء في مجال التكوين المستمر في قطاع النقل و اللوجستيك.