القاهرة - المغرب اليوم
هناك العديد من المنغّصات التي تؤدّي إلى فشل الحياة الزوجية وتدمير العلاقة بين الزوجين، من أبرزها البخل والعنف، إذ لجأت سيدة ثلاثينية إلى محكمة الأسرة في القاهرة الجديدة، لرفع دعوى خلع ضد زوجها لأنه بخيل ويأخذ كل راتبها ويعطيها منه مصروفها.وطلبت من خبراء مكتب التسوية إحالة الدعوى إلى المحكمة، مدعيةً استحالة العشرة بينهما، وأنها جرّبت كل الحلول معه على مدار عامين، لكنها باءت جميعها بالفشل.وقالت الزوجة: "تزوجت منذ عامين من محامٍ، وفي فترة الخطبة تفاجأت بأنه بخيل في تعاملاته المالية، حتى إنه سألني عن راتبي الشهري، وطلب مني مساعدته في مشتريات الزواج الأساسية، وبعد الزواج اكتشفت أنه أناني ويأخذ راتبي ليصرف منه ويعاقبني على مصروفاتي، حتى إنه يعطيني أقل من مصروفي الشخصي، مدعياً أنه كافٍ لذهابي وإيابي من العمل، ويمنعني من تناول الطعام خارج المنزل للتوفير".
"ولم يتوقف الأمر عند حد المصاريف، بل ترك الزوج أيضاً شقة الزوجية حتى لا يتكفل بإيجارها وانتقل مع زوجته للعيش في منزل والدته وأخواته البنات، حتى إنهن كن يتشاجرن معها باستمرار ويعتدين عليها بالضرب، ويتجسسن على حياتها الشخصية بحجة أنّها تعيش في منزلهن، بحسب الزوجة".وقالت أمام القاضي: "في يوم رأيت حماتي تأخذ نقودي وعندما واجهتها بالأمر قالت لي إنّه مال ابنها وعندما اعترضت عنفتني".ووصفت الزوجة المعاناة التي تعيشها، قائلة: "حماتي دائماً تضربني وتستغلني، وزوجي لا يعترض، وذات مرة رأيت أمه تفتح خزانتي وتأخد منها الذهب، وحينما واجهتها قالت لي: هذه أموال ابني الذي تصرفين منه، وقالت لي إنها ستضعها معها لأنها لا تأمن لي على مال ابنها، لأني مُسرفة".
وأوضحت الزوجة أنها عاشت أسوأ أيام حياتها خلال عامين، وأنها لا تود أن ينشأ ابنها وسط عائلة مثلهم، حتى لا يأخذ من طباعهم الصعبة، قائلة: "في إحدى المرات اعترضت على أخذه نقودي فضربني وشعرت أنه يستمتع بذلك أمام الجميع، فذهبت إلى منزل أهلي طالبة الطلاق، وبعدها قررت الانفصال عنه نهائياً، ورفض ذلك".وقررت الزوجة، في نهاية المطاف، اللجوء إلى محكمة الأسرة، للتخلص من هذا الزواج، وأقامت دعوى خلع ضده حملت رقم 122 لسنة 2021 وما تزال الدعوى منظورة.وفي هذا السياق، قالت الدكتورة ريهام عبد الرحمن، استشاريّة الصحة النفسية والإرشاد الأسريّ، إن هناك العديد من الأسباب التي تستحيل معها الحياة الزوجية وتدفع الزوجة لطلب الانفصال عن زوجها، ومن بينها بُخل الزوج المادي والعاطفي، وهذه الصفة السلبية من أصعب الصفات التي تواجهها المرأة في حياتها الزوجية.
وأوضحت أنّ هناك العديد من الاستشارات الأسرية حول هذا الموضوع، ولكي تتعامل المرأة مع صفة البخل عند الرجل، يجب أن تعلم كيف تُفرّق بين البخل والحرص، فهناك زوجات مبذرات بطبعهن، ولكن البخل الحقيقي للزوج هو عدم تلبيته احتياجات الأسرة الضرورية، وكذلك عدم إدراكه أنّ الزواج مسؤولية، فلا يحق له الاعتماد على مرتب زوجته، بالإضافة إلى البخل العاطفي وهو عدم احتواء الزوجة أو تقدير مشاعرها.ونصحت بأن تتحدث الزوجة مع زوجها بشكل غير مباشر حول هذه الصفة، وتذكر له أن سعادة أبنائه من سعادته، فصفة البخل صفة سلبية، إذا أراد الإنسان أن يتخلص منها فليمارس العطاء مع الآخرين بشكل تدريجي، لافتةً إلى أنّ البخيل رجل عنيد بطبعه، ولا يجب أن يكون هدف الزوجة الأساسي هو تغيير طبعه لأنه سيزداد عنداً وبخلاً، ولكن تكون صبورة في مواجهة هذه الصفة السلبية، مع محاولة الاستفادة من خبرات المتخصصين في علم النفس والاستشارات الزوجية.
وتابعت أنه يمكن للزوجة أن تتشارك مع زوجها في شراء متطلبات المنزل وكل ما يخص احتياجات الأسرة حتى يرى الأسعار ويتعرف إليها بشكل واقعي، كما يجب التعامل مع البخل على أنه مرض نفسي ولذلك يتطلب الصبر وإقناع الزوج بهدوء ليتخلى عن هذه الصفة السلبية، التي يمكن التغلب عليها من خلال إقناعه بعمل بند للظروف الطارئة.وأكّدت أنّ صفة البخل من الصفات التي تظهر في بداية الخطوبة ومن علامات الشخصية البخيلة:
- لا يهتم بمظهره وأناقته، فالملبس بالنسبة له نوع من الرفاهية، وبالتالي يحاول إقناع خطيبته بأنه لا يهتم بالمظهر وأن الجوهر هو الأهم.
- دائم السؤال عن أحوال الأسرة المادية.
- عندما يتم فسخ الخطوبة يتهمّ الشخص البخيل الطرف الآخر بأنّه مادي ولا يفكر إلّا في الماديات فقط.
- لا يعترف بلغة الهدايا أو المجاملات في فترة الخطوبة.
قد يهمك أيضَا :
تويتر يوقف "الموضوعات الرائجة" مؤقتًا في إثيوبيا بسبب التحريض على العنف