عمان - إيمان يوسف
طالبت جمعية حقوقية أردنية بتشديد العقوبات على مرتكبي الجرائم ضد النساء والفتيات والطفلات، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، مؤكدة أن الحماية من العنف وأشد أنواع العنف قساوة ألا وهو القتل، تتطلب إجراءات وقائية تعالج الشكاوى الواردة لمختلف الجهات المعنية وتأخذها على محمل الجد، وإن إقرار قانون الحماية من العنف الأسري سيساهم في الحد من هذه الجرائم.
ودعت جمعية المعهد الدولي لتضامن النساء "تضامن" "الثلاثاء" إلى تكثيف العمل على برامج إرشاد ومساعدة إجتماعية وصحية وقانونية، مع التركيز على الجانب النفسي الذي لم يأخذ الاهتمام اللازم بإعتباره مؤشرًا مهمًا من مؤشرات احتمالية استخدام الفرد للعنف بكافة أشكاله وأساليبه، إضافة إلى توفير برامج الإرشاد والعلاج النفسي مجانًا وفي جميع محافظات المملكة، كما أن الجانب الإقتصادي وفي ظل الظروف الحالية يدعونا إلى التوسع في تقديم الخدمات الإرشادية لتشمل الجوانب المالية والمهنية، من خلال تقديم الاقتراحات والحلول لطالبي الخدمة فيما يتعلق بوسائل وطرق التوفيق ما بين متطلبات المعيشة اليومية للأسرة والدخل الذي تحصل عليه، وتوجيههم ذُكُورًا وإناثًا لتفادي العقبات والمشكلات التي قد تعترضهم في سبيل وقف دائرة العنف المرتبطة بهذا الجانب.
ولا بد من تفعيل أنماط التحكيم الإجتماعي كبرامج التوفيق العائلي والوساطة الأسرية لحل الأزمات والمشكلات العائلية قبل وقوع الجرائم والتي لها دور مهم وحاسم في منع العنف ضمن إطار الوقاية، وعدم الإنتظار لحين وقوع الجرائم لكي تبدأ الوساطة والإجراءات الصلحية والعشائرية.
وقالت تضامن إنه مع بدء سريان أحكام قانون العقوبات الأردني المعدل والذي طالت تعديلاته المادة 98 منه، وتزامنًا مع اليوم العالمي للتضامن مع ضحايا "جرائم الشرف" الذي صادف يوم 29/10/2017، فقد شهدت الـ 10 أشهر من عام 2017 إنخفاضًا كبيرًا على جرائم القتل الأسرية بحق النساء والفتيات وبنسبة 61.5% مقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2016، حيث قتلت 16 امرأة قتلن على يد أحد أفراد العائلة خلال 10 أشهر من عام 2017، مقابل 26 امرأة خلال عام 2016 و 17 امرأة خلال عام 2015 لذات الفترة، ويشكل ذلك أكبر إنخفاض لهذه الجرائم والتي من بينها جرائم بذريعة "الشرف" منذ 3 أعوام.
ووفق "تضامن " ارتفعت بشكل ملحوظ جرائم القتل الأسرية بحق الأطفال، حيث وصل ضحايا هذه الجرائم من الأطفال خلال عام 2017 بحدود 7 أطفال، وذلك وفقًا لما رصدته "تضامن" من خلال عملها ومتابعتها لمختلف وسائل الإعلام، هذا وبلغ العدد الإجمالي لضحايا جرائم القتل الأسرية من نساء وفتيات وأطفال 23 ضحية خلال 10 أشهر من عام 2017، وبتحليل الأرقام والمعلومات حول هذه الجرائم، فقد تبين بأن 69.5% من الضحايا هم من النساء والفتيات و 30.5% من الأطفال.
وتضيف "تضامن" بأن الأخوة "من بينهم طفل" يتصدرون الجناة في جرائم القتل الأسرية حيث ارتكبوا 9 جرائم من بينها جريمة قتل طفل وبنسبة 39.1%، تلاهم الأزواج وبعدد 6 جرائم وبنسبة 26%، والأباء أرتكبوا 4 جرائم "جميعها بحق أطفال" وبنسبة 17.5%، وأقارب أخرين ارتكبوا 3 جرائم "من بينها طفلان" وبنسبة 13%، وأخيرًا الأعمام ارتكبوا جريمة واحدة وبنسبة 4.4%م ومن حيث طريقة القتل ، فقد وقعت 9 جرائم طعنًا بأداة حادة وبنسبة 39.1%، و 6 جرائم رميًا بالرصاص وبنسبة 26%، والحرق 4 جرائم بنسبة 17.4%، والخنق جريمتين بنسبة 8.7%، والضرب المفضي إلى الموت جريمة واحدة وبنسبة 4.4%، والصعق بالكهرباء جريمة واحدة وبنسبة 4.4%.
وارتكب 17 جاني "من بينهم طفل" وجانية واحدة 23 جريمة بحق 16 امرأة و 7 أطفال، ومن بين الجناة كان هنالك 17 أردنيًا وبنسبة 94.4%، وسوريًا واحدًا بنسبة 5.6%، أما الضحايا فقد شكل الأردنيين منهم 95.6% وبعدد 22 "15 امرأة و 7 أطفال"، فيما كان هنالك إمرأة واحدة سورية وبنسبة 4.4%.
وتطرقت تضامن إلى الجرائم الأسرية خلال شهر كانون ثان 2017 وقعت 6 جرائم قتل وجريمة شروع بالقتل حيث أقدم أخ عشريني على قتل أخته الأربعينية طعنًا بآداة حادة أمام أحد المستشفيات في العاصمة عمان، وقتل أب طفلته "6 أعوام" رميًا بالرصاص ومن ثم انتحر في منطقة النزهة في العاصمة، كما عثرت الأجهزة الأمنية على فتاة "26 عامًا" مشنوقة داخل منزلها في لواء بني كنانة/ محافظة إربد والتي ما زالت التحقيقات جارية لمعرفة إذا كانت الشابة انتحرت شنقًا أم قتلت من قبل أحد أفراد أسرتها، كما أقدم شاب ثلاثيني صباح يوم 18/1/2017 على قتل زوجته وابنتيه وإصابة ابنته الثالثة إصابات حرجة طعنًا بالسكين، في مدينة الرمثا شمال الأردن في جريمة تصنف على أنها من أبشع جرائم القتل بحق النساء والفتيات والطفلات.
وخلال شهر شباط 2017 وقعت جريمة قتل واحدة، حيث أقدم سوري عشريني على قتل زوجته العشرينية ضربًا بعصا وتركها ليومين من دون علاج وقام بدفنها في مغارة في منطقة بريقه – المفرق، وخلال شهر آذار 2017 وقعت ثلاث جرائم قتل من بينهم سيدتان وطفل ففي محافظة عجلون توفيت سيدة خمسينية متأثره بإصابتها بحروق بالغة بعد أن تقدمت بشكوى رسمية تفيد بأن زوجها هو من قام بحرقها. وفي محافظة العاصمة وفي منطقة الموقر أقدم شاب على قتل شقيقته وحفيدها طعنًا.
وشهد شهر نيسان 2017 وقوع جريمتي شروع في القتل وثلاث جرائم قتل، حيث أقدم مواطن خمسيني على طعن زوجته الثلاثينية إثر خلافات عائلية في منطقة الرقبة والصدر في منطقة البتراوي في محافظة الزرقاء، وأسعفت الزوجه وحالتها العامة سيئة، كما ارتكبت جريمتي قتل بحق زوجة واخت، فبتاريخ 13/4/2017 أقدم شاب "19 عامًا" وبالاشتراك مع زوجه أبيه على قتل أخته العشرينية خنقًا في جبل الزهور في العاصمة عمان، وأقدم زوج ثلاثيني على قتل زوجته العشرينية في محافظة مادبا بالسكين وأقدم زوج على قتل زوجته البالغة من العمر 51 عامًا، طعنًا "23/4/2017"فيما أصاب ابنته "15 عامًا"بطعنات عدة، وذلك في منطقة المرج شرق الكرك.
وللمرة الأولى منذ عام 2014، لم يشهد شهر آيار من عام 2017 ارتكاب أية جريمة قتل أسرية، فيما ارتكبت جريمة شروع بالقتل حيث أقدم زوج على الإعتداء بالضرب على زوجته وطعنها بآداة حادة في وجهها، وحالتها العامة سيئة، وذلك في منطقة الزرقاء، وذلك وفقًا لما تم نشره في وسائل الإعلام المختلفة، فيما شهد شهر حزيران الماضي 3 جرائم قتل أسرية رح ضحيتها 3 نساء وطفلين وجريمة شروع في القتل "كان ضحيتها 3 أطفال آخرين"، حيث أقدم عم على قتل ابنه شقيقه "20 عامًا"، بإطلاق النار عليها داخل إحدى المؤسسات الحكومية في منطقة غور الصافي مدعيًا ارتكابه للجريمة بذريعة "الشرف" كونها كانت تعرف زوجها قبل الإرتباط به، كما توفيت سيدة وطفليها 3 أعوام و9 أعوام حرقًا وإصابة 3 أطفال آخرين وحالتهم العامة سيئة على يد زوجة شقيق زوج المغدورة وبالاشتراك مع ابنتيها "في العشرين من عمريهما"، بإضرام النار في منزلها في منطقة القويسمة في العاصمة عمّان، وفي منطقة كفرنجة في محافظة عجلون، أقدم أخ خمسيني على قتل أخته الأربعينية بإطلاق النار عليها وإصابتها بست رصاصات في منزل ذويهما.
وخلال شهر تموز أقدم أخ خمسيني على قتل أخته الأربعينية في منطقة كفرنجه في محافظة عجلون، بإطلاق 6 رصاصات عليها من سلاح ناري في منزل العائلة وذلك بسبب خلافات وقعت بينهما، أما خلال شهر آب، فقد وقعت 3 جرائم قتل ارتكبها ثلاثة أخوة بحق أخواتهم، ففي منطقة ضاحية الرشيد في العاصمة عمان أقدم أخ على قتل أخته، وفي منطقة الشونة الجنوبية أطلق أخ النار على أخته فأرداها قتيلة، وفي منطقة المقابلين في العاصمة عمان، أقدم أخ طفل على قتل أخته باستخدام سلاح.
ولم يشهد شهر تشرين أول / أكتوبر أية جريمة قتل أسرية.
وأضاف القانون المعدل لقانون العقوبات فقرة جديدة للمادة 98 من القانون الأصلي باعتبار ما ورد فيها الفقرة 1 وبإضافة ': 2- لا يستفيد فاعل الجريمة من العذر المخفف المنصوص عليه في الفقرة 1 الفقرة 2 إليها بالنص التالي من هذه المادة إذا وقع الفعل على أنثى خارج نطاق أحكام المادة 340 من هذا القانون'.
وتنص الفقرة ١ من المادة 98 على أنه ': يستفيد من العذر المخفف فاعل الجريمة الذي أقدم عليها بصورة غضب شديد ناتج عن عمل غير محق وعلى جانب من الخطورة أتاه المجني عليه، علمًا أن هذا التعديل يحصر حالات قتل الفتيات والنساء بذريعة 'الشرف' في حالات التلبس فقط، وتؤكد 'تضامن' على تمسكها بإلغاء المادة 340 إلغاءًا تامًا، إلا لأنها في ذات الوقت ترحب بالتعديل القانوني الجديد والذي من شأنه الحد من الجرائم المرتكبة بحق الفتيات والنساء لأسباب أخرى كالحرمان من الميراث، وحصر الإستفادة من الأعذار المخففة في حال ارتكاب الجريمة في حالة التلبس فقط. علمًت أن المادة 340 من قانون العقوبات تنص على أنه ':
1- يستفيد من العذر المخفف من فوجئ بزوجته أو إحدى أصوله أو فروعه أو أخواته حال تلبسها بجريمة الزنا أو في فراش غير مشروع فقتلها في الحال أو قتل من يزني بها أو قتلهما معًا أو اعتدى عليها أو عليهما اعتداءً أفضى إلى موت أو جرح أو إيذاء أو عاهة دائمة .
2- ويستفيد من العذر ذاته الزوجة التي فوجئت بزوجها حال تلبسه بجريمة الزنا أو في فراش غير مشروع في مسكن الزوجية فقتلته في الحال أو قتلت من يزني بها أو قتلتهما معًا أو اعتدت عليه أو عليهما اعتداءً أفضى إلى موت أو جرح أو إيذاء أو عاهة دائمة .
3- أ- ولا يجوز استعمال حق الدفاع الشرعي بحق من يستفيد من هذا العذر. ب- كما لا تطبق على من يستفيد من العذر المخفف أحكام الظروف المشددة.'