الدار البيضاء - جميلة عمر
عقدت اللجنة الوطنية للتحكيم والتأديب جلستين متتاليتين يومي الثلاثاء والأربعاء، والتي يترأسها أحمد القادري، للاستماع إلى دفوعات للمعارضين لأمينهم حميد شباط والذين طالبوه بالرحيل بعد تصريحه بـ"مغربية موريتانيا" طبقا للمادة 110 من النظام الداخلي لحزب الاستقلال.
الدعوة استجابت لها القيادية ياسمينة بادو، لكن تخلف كل من السيدين أحمد توفيق أحجيرة وكريم غلاب عن المثول أمامها في المواعيد المحددة لهما رغم توصلهما باستدعاء الحضور، كما تخلف كل من إضافة إلى القادري، من عبدالسلام المصباحي ومحمد الزهاري وعبدالمجيد الكوهن والعلاوي.
وحرصا من اللجنة على احترام حقوق الدفاع فإنها قررت "بعد التداول" استدعاء من جديد السيدين أحمد توفيق أحجيرة وكريم غلاب. أما القيادية في حزب الاستقلال ياسمينة بادو، فمثلت أمام لجنة التأديب للحزب على خلفية تصريحاتها الرافضة لما صدر عن الأمين العام حميد شباط عندما صرح في وقت سابق بأن "موريتانيا امتداد للتراب المغربي".
وحسب مصدر مقرب فإن ياسمينة دافعت عن وجهة نظرها وتفسير موقفها من تصريحات شباط التي كانت لها تداعيات كبرى دفعت الملك شخصيا إلى التدخل لتلطيف الأجواء مع الجارة موريتانيا.
وكانت ياسمينة بادو حضرت الأربعاء إلى مقر الحزب في الرباط مرفوقة بنحو 20 شخصا من أنصارها، للإشارة إلى أن المطالبين للمثول أمام لجنة التأديب هم من قادة الحزب العريق سبق وأن طالبوا من شباط التنحي من الحزب، بعد تصريحه الذي أثار الجدل وكاد أن يخلق أزمة الجوار بين المغرب وموريتاينا.
ورغم اعتذار شباط لموريتانيا وشعبها فإن رموز الحزب المعارضين أصروا على إصدار بيان ناري في حق الأمين العام للحزب حميد شباط، الذي استحق نيل لقب "صاحب أسوأ حظ في المغرب في 2016"، وجاء في البيان الذي وقعه كل من الأمينين العامين السابقين للحزب، محمد بوستة وعباس الفاسي، بالإضافة إلى عدد من الأعضاء والقياديين الآخرين من اللجنة التنفيدية، أن التصريحات الأخيرة لحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، بخصوص موريتانيا "تصريحات لا مسؤولة، ولا تلزم الحزب أبدا، وأنها تصريحات شخصية، يتحمل مسؤوليتها وحده السيد شباط، ولا علاقة لها بتوجهات الحزب ومبادئه".
وأضاف البيان "نجزم ونعلن أن السيد شباط أثبت أنه غير مؤهل ولا قادر على مواصلة تحمل مسؤولية الأمانة العامة لحزب الاستقلال"، وهو ما يمكن اعتباره دعوة صريحة من هؤلاء لشباط بالتنحي عن قيادة الحزب ومطالبته بالرحيل.
وأردف البيان، أن تصريحات شباط "جاءت متزامنة مع الوقت الذي تنهمك فيه كل الإرادات الوطنية، والأحزاب السياسية، وتبدل جهودها لتشكيل الحكومة التي أفرزتها انتخابات السابع من أكتوبر، الشيء الذي استغله خصوم وحدتنا الترابية، وأعداء الشعبين الشقيقين الموريتاني والمغربي، لتمرير مخططاتهما الجهنمية، لضرب الأهداف النبيلة والتوجهات الرشيدة للقيادة الحكيمة في البلدين".