القاهره _المغرب اليوم
يعد الحب من طرف واحد أحد المشاعر غير المتبادلة، التي تمتلك قدرة كبيرة على العطاء المفعم بالأمل دون انتظار المقابل، فالشخص المحب من طرف واحد يعيش في سلام داخلي مع نفسه ولا مانع لديه من أن يتورط في علاقة تعبر عن الكم الهائل من الحب النقي الذي بداخله. ورغم أن الحب من طرف واحد يفتقد الموازنة، كذلك يحتاج إلى مقدار عظيم من التضحية، إلا أنه ليس من الصعب أن يتحول إلى حب من الطرفين. كيف نحول الحب من طرف واحد إلى طرفين، سؤال تجيب عنه استشارية الطب النفسي الدكتورة لبنى عزام، مديرة البرامج العلاجية بمركز وعد في جدة ومدرسة الطب النفسي بكلية طب جامعة عين شمس في القاهرة.
بحسب ما قالته استشارية الطب النفسي الدكتورة لبنى، يتصف الشخص المحب من طرف واحد، بالعطاء دون المقابل، الأمل في الحياة، السلام الداخلي مع نفسه، الصبر، الذكاء، امتلاكه للحب النقي غير المشروط، ما يجعله شخص لا يفقد الأمل في إحياء الحب المتبادل بينه وبين الطرف الآخر مهما كانت العراقيل التي تواجه مشاعره الفياضة تجاه المحبوب. قواعد تحول الحب من طرف واحد إلى طرفين أوضحت الدكتورة لبنى، أنه ليس من الصعب أن يتحول الحب من طرف واحد إلى طرفين، وأن الحب المتبادل أساسه الشعور الطارئ لدى أحد طرفي العلاقة، الذي ما لبث أن بادر ليحقق مبتغاه ويصل إلى علاقة الحب الجميلة القائمة على تبادل المشاعر والعطاء.
ولتحقيق ذلك لابد من اتباع القواعد التالية يستلزم على الشخص المحب من طرف واحد أن يتقبل حقيقة الأمر، أن يعرف أن حبه لشخصة لايبادله نفس الشعور هو ليس خطأه، لذا عليه تقبل الحقيقة وعدم إلقاء اللوم على ذاته. يحتاج الشخص المحب من طرف واحد إلى تخليه عن المشاعر السلبية" الإحباط، الإرتباك، الحزن"، كذلك التأكد من مشاعره تجاه المحبوب قبل التواصل معه واعترافه بحبه له. يستحب أن يتواصل الشخص المحب من طرف واحد مع المحبوب بانتظام، مع ضرورة توفير مساحة كافية والتعبير عن الحب له بعناية دون التسرع، كذلك الالتزام بالصراحة في كل الأمور وإعطاء فرصة للطرف الأخر بتقبل هذه العلاقة من البداية.
ينصح الشخص المحب من طرف واحد، عدم الإفراط في الحب، وضع حدود للعلاقة من البداية، كي يدرك الطرف الآخر قيمة الشخص الذي يحبه، علما أن المشاعر الجياشة قد تستهلك صحة الشخص من طرف واحد وربما قد تؤدي إلى تجاهل المحبوب. يجب على الشخص المحب من طرف واحد أن يبرز لمحبوبه الاحترام على الدوام، عدم التصنع لإخفاء العيوب، إبراز الصفات الحسنة، فجميعها مبادئ أساسية لتحويل الحب من طرف واحد إلى طرفين، فضلا عن ذلك عامل محوري في علاقات الحب الناجحة مدى الحياة. عدم تنازل الشخص المحب من طرف واحد عن حقوقه لإرضاء المحبوب، فلابد من وضع الحدود البناءة في كل شيء. وأخيرا، لابد على الشخص المحب من طرف واحد دعم المحبوب في الأوقات العصيبة، الوقوف إلى جانبه، فالدعم المعنوى أسمى معاني الحب الصادق وغاية يبحث عنها المحبين، كي تكون جسر عبور لتحويل الحب من طرف واحد إلى طرفين.
قد يهمك ايضا