بيروت ـ غنوة دريان
فترة المراهقة من أكثر الأوقات الهامة في عمر الإنسان، حيث يجب التعامل معه بطرق خاصة، في حين أن معظم المحادثات بين الآباء وأبنائهم المراهقين يمكن أن تقتصر على الإنجازات والجداول الزمنية والأعمال المنزلية والواجبات المدرسة، في حين يؤكّد خبراء التربية على أهمية ألا تقصر الأم حديثها مع المراهق على هذه الأمور.
وفي هذا السياق، يشير الخبراء إلى أنه عليكِ كأم، ألا تقتصري حديثكِ مع ابنكِ المراهق عن ذلك، فقومي بسؤاله عن مجريات يومه وعن أصدقائه، لكي تخلقي معه انسجامًا و تتعرفي أكثر على أحلامه و طموحاته و كل ما يشغل باله، وأيضًا امنحي ابنكِ المراهق مساحته الشخصية، فطبيعة هذه المرحلة هي الرغبة في الاستقلال، لكن أيضًا قومي بمراقبة التغيرات الخطرة التي تطرأ على سلوكه، مثل حب العزلة، أو قضاء معظم وقته خارج المنزل، فإذا لاحظتِ تغيرات في تصرفات ابنكِ قومي بالاستفسار لكن بشكل غير مباشر حتى لا تثيري الشكوك، ولا تترددي في نصحه برفق لأن المراهقين يميلون للعند في هذه المرحلة.
وفي فترة المراهقة يميل أغلب الآباء إلى معاقبة أبناهم مع أول تصرف خاطئ يصدر عنهم، لكن بدلاً من ذلك حاولي التصرف بذكاء، فإذا كان ابنكِ يقوم بأشياء مثل إيذاء الذات، أو الغياب عن المدرسة، قومي بالتعامل معه بهدوء و حاولي الاستفسار منه عن سبب قيامه بذلك، مثلاً يمكنك أن تقولي له: "يبدو أنك تواجه مشكلة" أو "أنا هنا للمساعدة، قل لي ما يحدث معكَ"، فقد أثبتت العديد من الأبحاث التربوية أن الرفق و اللين مع المراهق يأتي بثمار جيدة و استجابة أعلى للنصح مقارنة بالتعنيف و العقاب القاسي.
وإذا كنت قلقة حول تصرفات ابنكِ المراهق، قومي بالتحدث مع الأخصائي الاجتماعي في المدرسة، فقد يمكنه أن يساعدك، وإذا أحسست أن ولدك بحاجة لمساعدة طبية، لا يمكنك أن تستبدليها بنصائحك الخاصة، استشيري طبيب نفسي مختص، فمن الأفضل الحصول على مساعدة في وقتٍ مبكر و ليس بعد تفاقم المشكلة، كما أنه من أهم الخطوات التي يجب القيام بها هي إعلام طفلكِ بشكل مفصل سواء كان ذكرًا أو أنثى عن التغييرات التي ستحدث له و هو على أعتاب مرحلة المراهقة، فكوني مصدر معلوماته الأول عن التغييرات النفسية و الجسمانية التي ستحدث له، ويجب عليكِ أخذ الوقت الكافي للإجابة عن كامل تساؤلاته، فهذه المرحلة تهيئية وتساهم في توطيد العلاقة بينكما، كما تجعله قادرًأ على اللجوء إليك في حال اعترضته أدنى مشكلة في المستقبل.
وبدلاً من التركيز على أخطاء و هفوات ابنكِ المراهق، قومي بالثناء عليه ومكافأته عند قيامه بالتصرفات الصحيحة، المكافأة و الثناء تعود بنتائج حسنة تعزز من الطاقة الايجابية للمراهق، بل و سيحاول دائمًا إبراز السلوك والتصرف الصحيح لتلقى الثناء و هذا ما سيحسن علاقتكِ بابنكِ كثيرًا.