مقديشو ـ عبدالباسط دحلي
يقيم عشرات الآلاف من جمهورية أرض الصومال، في منطقة حكم ذاتي تقع في القرن الأفريقي، وغير معترف بها دوليا كدولة مستقلة، نتيجة مباشرة لحالة الجفاف في منطقة القرن الأفريقي المستمرة وغير المسبوقة بالنزوح الداخلي من المناطق المتضررة من الجفاف.
وتعتبر النساء والأمهات هم من يتحملون العبء الأكبر، حيث تنتشر حالات العنف القائمة على التحيز للنوع وعلى ممارسة الجنس المعروف بـ"العنف الجنسي والجنساني".
وأدي قلة وجود الشرطة، وعدم كفاية الإضاءة، وغياب المرافق الصحية، وزيادة عدد الإناث، في الأسر هذا المخيم أرضية مثالية للعنف الجنسي والجنساني، "الأرض من الصعب حقا هنا لذلك لا يمكننا الحفر لعمل المراحيض.
وأكدت هودان احمدين، 23 عامًا، المقيمة في مأوى مؤقت حيث تعيش في مخيم للنازحين منذ انتقالها من أرض الصومال الشرقية التي تعاني من الجفاف إلى مخيم للنازحين:" "قبل يومين جاء أربعة رجال، وامسكوا بي وبدأوا باغتصابي، وقد تعرض معظم النساء والفتيات في المخيم للاعتداء أو الاغتصاب من قبل العصابات".
وأضافت: "إن وجودنا في المخيمات التي تفتقر تقريبا إلى كافة الخدمات، يضطرنا للذهاب إلي الخارج بسبب عدم وجود خصوصية في العراء"، وأضافت هودان" أنه بحلول الليل يصبح الخروج، خطير جدًا لأن العديد من العصابات تتربص بنا، هذه هي الظروف التي تعرضت فيها للاغتصاب".
يذكر أن جمهورية أرض الصومال، هي دولة قاحلة وغير معترف بها دوليا في القرن الأفريقي، تعاني من واحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ أعوام، والتي تفاقمت بسبب واحد من أقوى أحداث النينيو على الأطلاق، مما أدى إلى تشريد عشرات الآلاف من سكان الريف الصومالي.
ووفقا لدراسة جديدة نشرتها الجمعية الأميركية للأرصاد الجوية، ذكرت أن موجة الجفاف الشديدة الناجمة عن الرياح الضعيفة والمياه الدافئة في المحيط الهادي، ودورة المناخ النينيو، تفاقمت جراء تغير المناخ.
وتزعم الدراسة أن "ظاهرة الاحتباس البشري ساهمت إلى حد كبير في في درجة الحرارة المرتفعة جدا للعام 2015/2016 " ونتيجة لذلك تشتد دورة الجفاف في أرض الصومال إلى مستويات غير مسبوقة.
وكانت العاصمة، هرجيسا، الوجهة الرئيسية لمعظم اللاجئين الذين أجبروا على الانتقال نتيجة التغيير المناخي وفقا لمفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين "UNHCR"، وهي الآن موطن لنحو 85،000 مشردين داخليا، ولكن الحياة هنا بعيدة كل البعد عن الإغاثة الذي كانوا يأملون في أن لتحسين من أحوالهم.
فعند وصول النساء إلي العاصمة يجدون أنفسهم مهمشين، في بيئات معادية مع قلة فرص العمل، وبينما من الممكن أن يعثر الرجال على وظائف في المدينة، فإن العديد من النساء يتعرضن لأخطار الجفاف- حيث الاعتداءات الجنسية، وغير ذلك من المشكلات المتفاقمة المتعلقة بالنساء ما يشير بوضوح على أنه النساء هم من يتحملون وطأة الجفاف وعواقبه.
كما وُجد أن العديد من النساء، في المخيم عانين من الإجهاض بسبب الجفاف، كما كشفت دراسة أجريت مؤخرًا، في التغير البيئي العالمي أن انخفاض هطول الأمطار وارتفاع الحرارة أدى إلى انخفاض معدلات المواليد، الناجمة عن زيادة احتمالات الإجهاض.
ولكن المرأة ليست هي الوحيدة التي تحمل وطأة الجفاف، كبار السن وأحفادهم، ضعيفة للغاية على الفرار، كما تم تركوا ليموتوا في المناطق الريفية في الصومال.