كيب تاون ـ جلال فواز
حذرت أرملة الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا، من أن إفريقيا قد تصبح ملجأ لمليار من الشباب "الغاضبين والضعفاء جسديا وغير المتعلمين والعاطلين عن العمل" بحلول عام 2050 ، ما لم تعمل الحكومات الأفريقية على الاستثمار في بناء ابنائها.
وقبل نشر تقرير رئيسي حول حقوق الطفل في إفريقيا، أعربت غراسا ماشيل، أرملة الرئيس الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا، عن قلقها من أن نقص التغذية وضعف التعليم والزيادة السكانية، يشكلوا تهديداً كبيرا لمستقبل القارة.
وأضافت ماشيل ، رئيسة مجلس الأمناء الدولي لـ"منتدى سياسة الطفل الأفريقي (ACPF) "، وهي مؤسسة غير هادفة للربح، "على الرغم من أن شبابنا لديهم القدرة على تطوير إفريقيا، إلا أن إهمالهم ، يمكن أن يزيد من الفقر وعدم المساواة ما يهدد السلام والأمن والازدهار".
ويحذر التقرير ، الذي يصنف 52 دولة وفقا لمستوى تلبية حقوق الطفل بموجب الاتفاقيات الدولية، بأن هناك حاجة إلى استثمارات ضخمة لمنع مليار طفل وشاب من أن يعانوا من نقص التغذية والأمن والبطالة، بحلول عام 2050.
ومن المتوقع أن يصل عدد الأطفال والشباب إلى 750 مليون نسمة بحلول عام 2030 ، ومليار نسمة بحلول منتصف القرن - وهو ما يمثل حوالي 40٪ من عدد الأطفال والشباب على مستوى العالم.
وقد أبرز تقرير مؤسسة "ACPF"، الذي قام بتحليل مدى تلبية حقوق الطفل الذي تقدمه الحكومات الإفريقية على مدى العقد الماضي، "تحسينات ملحوظة" في حقوق الأطفال الأفارقة ورفاههم بشكل عام. وشملت هذه التحسينات: انخفاض ما يقرب من 50 ٪ من وفيات الأطفال على مدى الـ 15 عاما الماضيين وزيادة فرص الحصول على التعليم الابتدائي.
لكن الدراسة أعربت عن قلقها من أن "سوء التغذية عند الأطفال والتعليم دون المستوى في العديد من المقاطعات يخلق أزمة في التنمية البشرية للمستقبل". وقال التقرير: "إن "أفريقيا على حافة أزمة إنسانية خطيرة ، تحمل عواقب وخيمة من ناحية الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية لشعبها ولمستقبل القارة".
وقالت الدكتورة آسيفا بيكيلي ، المديرة التنفيذية للمجلس: "هناك العديد من الأسباب التي تدعو للقلق .. لا يزال نقص التغذية مشكلة خطيرة ومستمرة. إنه التحدي الأكبر الوحيد لأطفال أفريقيا كما لا يزال التقزم مرتفعاً بشكل غير مقبول بنسبة 30.4٪.
وترتبط نصف وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنقص التغذية، وبينما قد يذهب الأطفال الأفارقة إلى المدرسة بأعداد كبيرة ، فهم لا يتعلمون بشكل جيد.
كما كشف التقرير أن طفلان من كل خمسة أطفال يغادرون المدرسة الابتدائية دون أن يتعلموا القراءة والكتابة والحساب البسيط. ووفقا للتقرير فقد تم تحديد 11 دولة هم الأكثر ملاءمة للأطفال، وهي (موريشيوس والجزائر وتونس وجنوب أفريقيا وكابو فيردي ومصر وناميبيا وسيشيل وسوازيلاند والمغرب وليسوتو).
وقد صنفت كل من (جنوب السودان ، وجمهورية أفريقيا الوسطى ، وتشاد ، والكاميرون ، وزامبيا ، وليبيريا ، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ، وغينيا ، وإريتريا)، كأقل البلدان ملائمة للطفل. وتعتمد التصنيفات على مؤشرات تشمل التغذية والتعليم والميزانيات والحماية الاجتماعية.
ووجدت الدراسة أن الإنفاق على التعليم في جميع أنحاء أفريقيا وصل للروكد بمعدل 4٪ من الناتج المحلي الإجمالي خلال العقدين الماضيين. كما أن أكثر من نصف جميع الفتيات لا يلتحقن بالمدارس الثانوية.
وخصصت زامبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى نسبة 1٪ فقط من الناتج المحلي الإجمالي للتعليم ، بينما أنفقت ليسوتو وبوتسوانا أكثر من 10٪.
ويكلف نقص التغذية بين الأطفال إثيوبيا 16.5 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي - و 5.6 في المائة في أوغندا - حسب التقرير.
ووجد التقرير أنه في حين أن العديد من البلدان لديها قوانين وسياسات ومؤسسات تحكم حقوق الطفل ، فإن العديد من القوانين تكون تمييزية وغير متسقة مع المعايير الدولية.
وأظهر استمرار عمالة الأطفال وزواج الأطفال والعنف ضد الأطفال وجود فجوة واسعة بين الكلام والأفعال ، فضلا عن ضعف إنفاذ القوانين.
على سبيل المثال ، انه في حين حددت 36 دولة من أصل 52 دولة سن الزواج بـ 18 عامًا أو أكثر لكلا الجنسين ، فإن ثلاثة من كل 10 أطفال أفارقة يتزوجون قبل سن 18 عامًا وفي السودان ، يتم السماح للبنات الأصغر من 10 سنوات بالزواج.
ودعا القائمون على التقرير إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لنقص التغذية وسوء التعليم ، فضلاً عن توفير المزيد من فرص العمل وزيادة الفرص الاقتصادية للشباب.
قد يهمك ايضا : نكوسي مانديلا يُؤكّد أنّ جدّه حارب "الفصل العنصري" في أفريقيا
محمد يتيم يؤكد أن ظاهرة عمالة الأطفال تمسُّ بصورة المغرب ويجب الحد منها