عمان-إيمان يوسف
مازالت مواقع التواصل الاجتماعي تشكل جدلًا كبيرًا بشأن استخدامتها المختلفة، فيجد الشاب محمد، ملاذا له من مشاكله الزوجية في التواصل الإلكتروني مع صديقة له، تعرف عليها عبر موقع "الفيسبوك"، ويحاورها ويجد لديها فكرا مختلفا عن زوجته، مؤكدًا أنه لا يعرفها لكنه يستمع بالحديث معها هروبا من مشاكله الأسرية. وأعلن أن صديقته لا تستطيع الخروج المستمر معه لذلك فهو يتواصل معها عبر الواتس اب او الفيس بوك كون الموضوع اسهل .
ولا تؤيد "علا" التواصل مع شخص لا تعرفه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن الأساس في العلاقات الإنسانية هو التواصل الشخصي بين الناس. وأعلن فارس أنه تعرف على زوجته عبر مواقع الفيس بوك واعجب بها وبمنشوراتها، فتواصل معها بغرض الزواج واستجابت له وهو الان سعيد ولديه طفلان .
وتعترف أم عدي، أنها تراقب هاتف زوجها، لأنها تخاف من أن يتعرف على أي سيدة، كون مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت متاحة الان بشكل اكبر ، معتقدة بوجود الخيانة الإلكترونية بين الأزواج. وتتوارد لنا كثير من الأشخاص قصص مختلفة حتى ان بعض الزوجات ينشأن حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، لمعرفة هل يخونهم ازواجهم ام لا والازواج كذلك يدخلون بأسماء وهمية ايضا.
وتؤكد اخصائية الاستشارات الأسرية الدكتورة نجوى عارف، في تصريحات خاصة إلى "المغرب اليوم"، أن الخيانة الإلكترونية وهي الخيانة التي تتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال أجهزة الحاسوب أو الهواتف الخلوية بدأت تظهر خلال العشر سنوات الأخيرة، مشيرة إلى أنها لاحظتها من خلال المكاتب الأسرية، والتي يراجعها الأزواج طلبا للحلول.
وأضافت عارف بأن الخيانة الإلكترونية شأنها شأن الخيانة العادية بالرغم من أن البعض يختلف في تفسيرها وتسميتها ولا يعتبرونها خيانة لعدم التواصل الفيزيائي بين الأشخاص فالخيانة الإلكترونية عبارة عن كلمات او تعبيرات تتم خلال وسائل التواصل الإلكترونية، لكنها في الحقيقة تعتبر خيانة لانها تؤثر على الحياة الزوجية، تأثير كبير وتبدأ كأي خيانة عادية بكلمات إعجاب او مودة او تعبير عن مشاعر رقيقة تتمادى إلى ممارسة الجنس عبر مواقع التواصل الاجتماعي "تواصل لفظي".
وتأتي هذه الخيانة بسبب جفاء عاطفي او خرس زواجي، مشيرة إلى أنها أخطر من الخيانة العادية، لأنها من الصعب اكتشافها في ظل وجود كلمات سر للأجهزة الإلكترونية، كما يمكن شطب المحادثات التي تتم بين الطرفين. وتعتبر عارف الخيانة الإلكترونية من الخيانات السهلة التي تتم في اي مكان في البيوت أو السيارات أو أماكن العمل لسهولة التواصل مع الطرف الاخر بالحديث الإلكتروني، مشيرة إلى أن هذا النوع من الممكن ان يتحول إلى إدمان لانه من السهل أن يتحدث الشخص مع اكثر من طرف، حتى دون الكشف عن هويته الحقيقية، الأمر الذي يزيد من ضبابية العلاقة.
ومن أسباب انتشار الخيانة الإلكترونية بحسب عارف هي انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وسهولة التواصل، موضحة أنها قد تحدث بين أشخاص بينهم تباعد جغرافي كبير، ومن الأسباب ايضا الفراغ وعدمك إشباع الرغبات بين الأزواج واحيانا تقليد الاخرين.
وأشار عارف إلى أن بعض الزوجات يمارسن الخيانة الإلكترونية، عندما يكتشفن ازواجهن كنوع من أنواع الانتقام السهل والمتخفي فلا يوجد خوف أو "فضيحة". وتبين عارف بعدم وجود فئة عمرية معينة تمارس الخيانة الإلكترونية فمن الممكن أن يمارسها الشباب في بداية حياتهم الزوجية او المتقاعدين ليملؤو فراغهم فلا علاقة للمستوى الاجتماعي أو الاقتصادي أو العمري في ممارسة الخيانة الإلكترونية. وتكمن أساليب العلاج في قناعة الشخص انه يرتكب خطأ وبحاجة إلى علاج من خلال الحوار معه لمعرفة أسباب ارتكابه لهذه الخيانة ومعالجة علاج الأسباب.