كوالالمبور - سلوى ضاهر
يسعى اللاجئون إلى الفرار من أوطانهم من أجل البحث عن حياة جديدة أفضل، وجرى أخيرًا التقاط سلسلة من الصور المؤثرة لمجموعة من الفارين الذين كانوا يحملون ما قاموا بجلبه عندما لاذوا بالفرار. وظل المصور عدي السفري من كوالا لمبور يقضي وقتًا مع الباحثين عن اللجوء الذين يعبرون الحدود إلى ماليزيا.
وكشفت الصور عن طفل صغير يُدعى خافيد أحمد خايف، يبلغ من العمر أربعة أعوام، يظهر وهو يحمل دمية لأرنب كان قد أهداها له والده المفقود، في حين ظهرت سيدة تبلغ من العمر 36 عامًا تدعى سليما غافو وهي تحمل فستان ابنتها البالغة من العمر تسعة أعوام، والتي اضطرت إلى تركها مع أقاربها. وذكر عدي السفري أن اللاجئين لم يجلبوا معهم سوى بعض المتعلقات القليلة مثل حقيبة مدرسية أو مرفقات أخرى أكثر عاطفية.
وكانت فيلسان جاما موسى من الصومال تحمل صبيها الصغير وهي في الشهر السابع من الحمل خلال رحلة الفرار التي قامت بها، ووضعت طفلها في ماليزيا، بينما من المرجح أن يكون زوجها قد صار في عداد المفقودين بسبب الحرب.
ورفض عثمان بلال من بورما، والبالغ من العمر 31 عامًا أن يهرب من بلاده، دون أن يصطحب معه صورة توثق مراسم خطبته كأكثر الأحداث قيمة مرت عليه. وما زالت خطيبته التي ظهرت معه في الصورة في بلدها الأم ولم تغادرها.
وجرى التقاط صورة مؤثرة لفتاة تدعى توحيدة مهد عب الغفار، تبلغ من العمر 18 عامًا من بورما والتي فقدت شقيقتيها في الحرب وجلبت معها طبق "ثاناكا" الخاص بمستحضرات التجميل. كما اختار علي عبد السلام من الصومال والبالغ من العمر 15 عامًا أن يجلب معه ملابسه التقليدية التي حصل عليها من والده ومن المرجح أن يكون الأخير أيضاً في عداد المفقودين.
وظهر رجل مسلم يدعى عثمان محمد ويبلغ من العمر 37 عامًا وهو يحمل كتاب الحديث الذي يضم أقوالا عن النبي محمد، بينما كان هناك رجل آخر يحمل صورة عائلية يظهر فيها ابنه.
واتخذ العديد من أعضاء "الروهينغا" وهي مجموعة من الأقليات، من الفرار سبيلاً لهم لتجنب الاضطهاد الواقع عليهم. وأخبر المصور فيمايل أن القرار كان صعبًا للغاية، عندما شرعوا في ترك أوطانهم، كما أن الرحلة التي خاضوها كانت شاقة.
وبيّن المصور أن التحدي الرئيسي الذي واجهه كان في كيفية التقرب إلى هؤلاء اللاجئين الذين فروا من بلادهم تاركين كل شئ خلفهم. ومن أجل جعلهم يشعرون بالأمان والراحة الكافية لعرض حياتهم، كان لابد من قضاء بعض الوقت معهم.