الجزائر ـ سميرة عوام
انتقلت إلى فرنسا عدوى الفوضى والانتفاضات الجزائريّة، ضد المشاركة في عيد الاستقلال الفرنسي، حيث تعرف الساحة السياسية مناوشات ومواجهات عنيفة بين الحكومة الفرنسية، وبعض الجمعيات التي ترفض مشاركة الجزائر في هذا العيد، لاعتبارها الدولة العدوة لفرنسا.
يأتي ذلك بعدما أعلنت الأسرة الثورية الجزائرية عن رفضها قرار وزير الخارجية رمطان لعمامرة المشاركة في الاحتفال، مبرزين انتهاكات الفرنسيين إبان احتلالهم للجزائر.وكان الرئيس الفرنسي قد وجّه دعوات إلى ممثلين عن 80 بلدًا، شاركوا في الحرب العالمية الأولى، من بينهم 3 جنود جزائريين، للمشاركة في الاحتفالات العسكرية، بغية تكريمهم على المحاربة في صفوف الجيوش الفرنسية.
وتكوّنت جمعيات مناهضة ما إن أصدر القرار، أبرزها جمعية "لا لمشاركة الجزائر في استعراض 14 يوليو"، وهي جمعية تضم مسؤولين من الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) بقيادة ماري لوبان، تسعى إلى الضغط على الحكومة الفرنسية للعدول عن قرارها، وإلغاء دعوة الجزائر.وفي خضم هذه المناوشات، صرّح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأنه "لا يرى ما يثير الصدمة في هذا القرار، وإنها مجرد احتفالات بكل التضحيات التي قدمت من أجل فرنسا"، معتبرًا أنَّ "الموقف ليس بالغريب على حزب ماري لوبان، الذي يواصل مسلسله العنصري الفاشل ضد الجزائريين".ويحدث هذا في وقت تزيد فيه مثل هذه المناوشات توتر العلاقات بين البلدين، لاسيما بعد توقيف واعتقال مشجّعي المتخب الجزائري في فرنسا، الذي عرّضهم للضرب، بسبب خروجهم للشوارع رافعين الراية الوطنية، فرحة بانتصار وتأهل الجزائر إلى الدور الثاني في مونديال البرازيل.