الرباط - جمال محمد
أكّدت الوزير المغربي المنتدب لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتأهيل الكوادر سمية بنخلدون أهمية الدور الذي يضطلع به البحث العلمي، بغية تقديم الحلول لتخفيض معدّلات وفيات الأمّهات والرُّضع.
وأوضحت بنخلدون أنَّ "هذا الدور يتجلى في التوعية بشأن مخاطر الولادة خارج المراقبة الطبية، وفي الكشف عن باقي الأسباب الحقيقية لهذه الوفيّات، بغية اتّخاذ القرارات المناسبة، وإيجاد الحلول الفعالة، وهو ما يكتسي أهمية، لاسيما أنَّ المغرب ملتزم، في إطار الأهداف الإنمائية للألفية، بتخفيض وفيّات الأمّهات بـ75%، ووفيات الأطفال أقل من 5 أعوام بـ 65%، في أفق 2015".
وأشارت إلى أنَّ "الدّراسات الدوليّة أثبتّت أنَّ البحث العلمي يعدُّ قاطرة للتنمية الاجتماعية، وهو قادر أيضًا على تطوير اقتصاد مبني على المعرفة، سواء تعلّق الأمر بالعلوم الإنسانيّة، أو العلوم الدقيقة".
وأضافت من "المؤكّد أنَّ تخفيض معدّل وفيّات الأطفال والأمّهات يتطلب عملاً دؤوبًا، من طرف الأطباء، بغية تحسين أدائهم المهني، غير أنَّ عمل فرق البحث العملي المتخصص والدقيق، بعيدًا عن الإشكالات اليومية التي يواجهها الأطباء، يمكن أن يصل إلى حلول مهمّة في هذا المجال".
وأبرزت بنخلدون أنّه "فضلاً عن الإجراءات الصحية والطبية، التي أقرّها مخطّط وزارة الصحة، بغية تخفيض معدّلات وفيّات الأمّهات والرّضع، هناك إجراءات متعلقة بالبحث العلمي، بشأن تكييف نظام للمعلومات، بهدف إدماج معطيات رصد الصحة المرتبطة بالولادة، وإنجاز دراسات عن وفيّات حديثي الولادة".
واستعرضت الجهود التي تبذلها وزارة التعليم العالي في دعم البحث العلمي والابتكار، في أفق الارتقاء به إلى المكانة التي تجعل منه بالفعل قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
في السياق ذاته، لفت رئيس جامعة "الحسن الأول" أحمد نجم الدين إلى أنَّ "معدّل وفيّات الأطفال والأمّهات يعتبر مؤشرًا محدِّدًا في الخارطة الصحيّة لكل بلد"، مُضيفًا أنَّ "المغرب حقّق تقدمًا في المجال بفعل جهود كل المتدخلين".
وتابع "إحداث المؤسسة الجامعية الأولى المتخصصة في علوم الصحة من شأنه أن يسهم في تقدم البحث العلمي في المجال الطبي"، في إشارة إلى المعهد العالي لعلوم الصحة، الذي تمَّ إنشاءه في 2013، والتابع لجامعة الحسن الأول في سطات.
جاء ذلك في افتتاح الندوة الدولية الأولى للتربية واستراتيجية البحث بغية الحد من وفيّات الأمّهات والرّضع في المغرب، التي انطلقت في مراكش، الاثنين، وتستمر على مدى ثلاثة أيام، من تنظيم جامعة "الحسن الأول"، في مدينة سطات، بالشراكة مع جامعة ولاية إنديانا الأميركيّة