كابول - أعظم خان
ظلت مارزيا رستمي مختبئة في منزل أحد الأصدقاء عندما علمت أن مسلحي "طالبان"، الذين سيطروا على مدينتها "قندوز"، كانوا يبحثون عنها.
وفي غضون ساعات من الاستيلاء على المدينة شمال أفغانستان، جندت حركة "طالبان" الأطفال الصغار، وطلبوا منهم أن يشيروا إلى بيوت موظفي الحكومة والعاملين في المنظمات غير الحكومية، خصوصا الناشطين في مجال حقوق المرأة، وأكدت رئيسة منظمة "قندوز شباب ونساء من أجل السلام" مارزيا رستمي أنه "كان لطالبان قائمة اغتيال للناشطات في قندوز".
ووصل أربعة رجال مسلحين في وقت لاحق إلى منزل السيدة رستمي، بوجوه مغطاه وعيون مكحلة وطلبوا من والدها تسليمها لهم، وبحلول ذلك الوقت، كانت السيدة رستمي قد فرت بالفعل من قندوز مع الناشطات الأخريات على الأقدام، خافين هوياتهن بالبرقع حتى وصلوا إلى حي آمن، قبل أن يقعوا في أيدي نقطة تفتيش "طالبان".
وأمر المتشددون أن أي امرأة عملت من قبل ينبغي أن تتقدم إلى الأمام، إلى أن قرر السائق المجازفة بحياته، وكذب قائلا انه كان يقل ربات بيوت فقط، حتى مروا في سلام.
وتراجع مقاتلو "طالبان" من قندوز الأسبوع الماضي، ناهين احتلال دام لمدة 15 يوما لعاصمة المقاطعة الافغانية الشمالية، فقد تركوا المدينة مدمرة، حيث قتلوا 57 مدنيا على الاقل إلى جانب قوات الأمن الأفغانية وأصابوا 630 آخرين.
ولكن قوات الامن الافغانية استعادت السيطرة على المدينة، وعادت حوالي 20 ألف عائلة من العائلات التي فرت من العنف إلى المدينة.
وخلال خمسة أعوام هي فترة حكم "طالبان" لأفغانستان، فرضت تقريبا كل القيود التي يمكن تخيلها على النساء، بما في ذلك حظر تعليم الفتيات بعد سن الثامنة، كما منعوا النساء من مغادرة منازلهم، أن لم يكونوا مصحوبين بأحد أقاربهم الذكور.
في الأشهر الأخيرة، حيث تقدمت محادثات السلام بين أفغانستان و"طالبان"، يعتقد البعض أن "طالبان" خففت من السياسات المتشددة تجاه النساء، وفي اجتماع غير رسمي في حزيران/يونيو في أوسلو، تقابل ممثلو "طالبان" مع وفد من الأفغان وناقشوا حقوق المرأة في التعليم والعمل، ما اعتبرته النساء حدثا رائدا لمجرد موافقة "طالبان" على مناقشة تلك القضايا.