أبو غا - عادل جابر
كشفت عاملة الإنقاذ أنغا لوفين التي تلقب باسم الملاك الحارس عن فرحها الشديد بنجاة طفل نيجيري بعد أن أنقذته من المجاعة بعد أن تبرأت منه عائلته ظنها منهم أنه مسحور، وعبرت عن حبها الشديد للولد بعد تعافيه, ورأت أنغا الطفل أول مرة وهو يمشى عاريًا في الشوارع في جنوب شرق نيجيريا, وقالت أنه يعاني من الديدان وضعيف البنية ولم يكن يستطيع الوقوف، وأطلقت عليه انغا اسم هوب الذي يعني أمل لمنحة القوة لإسترداد عافيته، وإستطاع الولد أن يتعافى بمعجزة.
وظهرت صور للطفل الذي كان على شفا الموت عندما عثرت عليه عاملة الإغاثة الدنماركية يلعب سعيدًا بكرة القدم فيما تبدو الصحة عليه، ولم يكن أحد مسرور بهذا التطور أكثر من أنجا التي عادت مرة أخرى لترى ابنها الذي انقذته.
وتشير, " هوب أصبح ابن بالنسبة لي، فمثل بقية الأطفال أنا أحبه كثيرًا ولا تستطيع الكلمات أن تصف شعوري، وشعرت بالإعياء الشديد أول مرة رأيت الطفل البارزة عظامه وهو يبلغ عامين فقط وبمثل هذه الحالة الرهيبة، فعندما دخلنا القرية أول الأمر رأيت هوب يجلس إلى جانب إحدى الطرق، واعتقدت أنني ذاهبة إلى رؤية طفل أكبر ولكن عندما رأيت هذا الطفل تجمد جسدي كله."
وتابعت ", انجبت طفلي الأول قبل 20 شهرًا فقط، وفكرت بابني عندما رأيت هوب." واستطاع هوب أن يعيل نفسه في الشوارع لمدة ثمانية أشهر حتى جاءت أنجا وأنقذته في كانون الثاني /يناير."
ونقل الطفل إلى المستشفى في نفس اليوم حيث اكتشف الأطباء أنه يعاني من أمراض كثيرة نتيجة حياته التي قضاها في الشارع، وأعطوه الدواء للتخلص من الديدان في بطنه ونقل له وحدات من الدم يوميًا لزيادة عدد خلايا الدم الحمراء في جسمه.
وأضافت أنجا, "حصل الولد على أفضل علاج ممكن يمكن أن نقدمه له، وكنا نأمل دائما في أن ينجوا ويبقى على قيد الحياة، وسرعان ما إكتشفنا أنه طفل قوي ومقاتل قوي", وأكدت, " بعد أيام من غنقاذه، جلبنا انا وزوجي ديفيد إبننا إلى المستشفى وكان أول مرة يرى فيها وجه هوب." وكانت أسرة الطفل الصغير تخلت عنه لإتهامه بالسحر وهي عقوبة يعدم عليها الإنسان في نيجيريا, واسترسلت, " بمجرد إتهام طفل بالسحر فليس هناك تراجع أبدًا، فالقرويين سيدعون كاهن محلي له للتخلص من الأرواح الشريرة، أو سيأخذ الأبوين الطفل الى طبيب السحرة، وفي حالة هوب كان لدينا القليل من المعلومات عن والديه ولماذا اتهموه بالسحر, وتعتبر تهمة السحر من المشاكل الكبيرة في العديد من الدول الافريقية وبخاصة في نيجيريا, حيث أنقذت مؤسسة رعاية الطفل الأفريقي الكثير من الأطفال مثل هوب، ويمكن أن يتهم النيجيريين أي شخص بالسحر بسبب مرض أو موت أو تلف المحاصيل أو العقم.
وتلقت أنجا مساعدات مقدارها مليون دولار من التبرعات في جميع أنحاء العالم بعد أن طلبت المساعدة من أجل انقاذ هوب، وتشير, " نقدر انا وفريقي كثيرًا كل الحب الذي نتلقاه من جميع أنحا العالم، هذا شيء لم نكن نحلم به ونحن نقاتل هذه الخرافات لسنوات عديدة وأخيرًا بدأ العالم ينظر إلى العمل الذي نقوم به."