الرئيسية » تحقيقات وأخبار
النيل من المعلمين أمام الطلاب لا يحدث أي شئ إيجابي لهم

لندن ـ ماريا طبراني

أوضح معلم خاص لم يحدد اسمه لصحيفة "الغارديان" البريطانية، أن تقليل قيمة المعلم أمام الأطفال لا تضايق المعلم فحسب لكنها تدفعه إلى بذل المزيد من الجهد لاستعادة احترام الأطفال، مضيفًا، "تركت المدرسة باكيا ذات مرة ولم يكن ذلك بسبب الطلاب ولكن كان بسبب والدة أحد الطالبات، وعندما انتهيت من حديثي للطلاب عن أهمية أن تصبح الشخص الذى تريد وأن تكون مثلًا يحتذى به، عندما نظرت إلى والدة الطالبة توقعت الحصول على الدعم لكنها قالت لي: إن ابنتها لا تستطيع العمل بسبب الضوضاء في الفصل، وقالت لي: إنها لا تتوقع أن تعمل ابنتها بجد لشهادة الثانوية ما لم أحسن من أسلوب إدارة سلوكي، وأضافت: يجب أن يكون لديك القدرة على السيطرة على الفصل، وكيف تتوقع درجات جيدة إذا لم يكن الفصل مطيع لك".

وتابع المعلم، "أكدت للأم أن أجواء الفصل الدراسي هي أولويتي وأنني دائما أتابع سياسة السلوك في المدرسة لكنها قالت: لا أقصد سياسات السلوك ولكن أقصد السيطرة على السلوك، وأنت تحتاج إلى مزيد من الحضور، فأجبت: تفضلي لتشاهدي دروسي، أؤكد لكي أن تخفيف همومك أنت وأي شخص أخر موضع ترحيب".

وردت السيدة "إنها ليست مهمتي أن أراجع عملك، بالإضافة إلى أنك تسبب مشاكل لابنتي ولا أعرف إذا كنت يجب أن تستمر في التدريس لها". وأوضح المُعلَم، "حينها شعرت أنه يجب علي أن أغادر، وبالفعل تابعت الطالبة مع معلم أخر، وعندما سألت عن سبب قيام ابنتها بأعمال إضافية اضطررت إلى مصافحتها وغادرت المكان، كنت في غاية الذهول وأنا أدرك مسؤولياتي أمام طلابي، وعندما تكون تمارس عملك بجد ثم يخبرك أحدهم أنك لست جيدًا بما فيه الكفاية ربما يتسرب الشك إلى نفسك، وهذا لن يكون له أي نتيجة إيجابية لتطوير ذاتي بالمناسبة".

وأردف المعلم، "إن تحدث الآباء مع المعلم بهذه الطريقة الحادة تنل من احترامه أمام الطلاب، ولا يمكنني بإجبار الطفل على فعل شيء لا يريده والداه، وغالبا ما تسعى قيادة المدرسة لإرضاء الآباء والأمهات فضلا عن أنني كمعلم صغير السن مقارنة بالآباء فيصبح الأمر وكأنه عليَ الاستماع إلى ما يقولون لأنهم الأكبر. إنني أحرص على تعليم الطلاب ويعنى ذلك أنني ربما أتغاضى عن الحديث إلى الطلاب غير المحترمين وأتحدث إليهم بدلا من إزعاج الفصل كله، وأنا حريص على علاقاتي مع الطلاب، وربما يرى الآباء ذلك باعتباره نقطة ضعف ولكن أتمنى أن يروه العكس".

وأكمل المعلم، "من الأمثلة الأخرى العام الماضي، أجريت مكالمة هاتفية لأحد الوالدين لطالبة أساءت لمعلم إساءة لفظية وحطمت أحد ممتلكات المدرسة وأتلفت كتاب التمارين لطالب أخر، وبالفعل سردت الواقعة وأسماء الموظفين والشهود عليها، ولكن رد ولي الأمر قائلا: هذا لا يمكن أن يحدث ولا أريد رئيس المرحلة أن يتعامل مع ذلك، وفى اليوم التالي عادت الطالبة إلى المدرسة تتشدق بأن والدها تعامل مع الأمر وأنها لن تتعرض لأي عقاب، وقيل لي إنه لن يتم استبعاده مرة أخرى، وبعدها التقيت والدها الذي أخبرني أنها لن تتعرض للاستبعاد وأن سلوكها لم يتحسن".

واستطرد "أقول للآباء أنهم عندما ينالون منا أمامهم فإنهم يقولون لأنفسهم أننا معلمين غير جيدين لأنهم يثقون بآبائهم، وحينها يتردد المعلم في الاتصال بالآباء مرة أخرى حتى لا يتعرض للنقد مرة أخرى، ويدفعني هذا إلى أن أكون أقل كفاءة في عملي، لأنني بشر وأهتم بالطلاب وهذا ما جعلني مؤهلا لهذه المهنة في المقام الأول".

وزاد، "إذا أتيت وتحدثت لي فسوف أخفف من قلقك لأنني أريد أن أساعد، ولا يوجد معلم يعتقد أنه مثالي في وظيفته ونحن نحاول التحسن باستمرار، وأنا أقضي ساعات لملاحظة الطلاب للتعلم منهم وفهمهم، وأقرأ الكتب للعثور على أفكار جديدة وبناء مصادر للمعلومات من أجل الطلاب، وأيا ما كان شعور الوالدين تجاه ما نقوم به فإن النيل منا أمام الطلاب لن يحدث شيء جيد، ولكن هذا يقلل من احترامهم للمعلم، وهو ما يعني أنه على المعلم بذل المزيد من الجهد لاستعادة احترامهم، وعندما أعمال بالخارج فيمكن استغلال هذا الوقت في التخطيط للدرس أو مناقشة تعلم طلابي  أو تصميم موارد للعمل لمساعدتهم، نحن نحب الطلاب ونريدهم أن ينجحوا مثل آبائهم، ويصبح الانضمام للحديث من أجل هدف مشترك هو السبيل الوحيد لتحقيق هذه النتيجة".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تعليق مؤقت للدراسة في ألمانيا بسبب رسائل تهديد مرتبطة…
أكثر من 600 ألف طالب يُحرَمون من التعليم في…
بنموسى يحث على تشجيع الطلاب على ممارسة رياضة الغولف…
أطفال غزة بلا مدارس مع بدء العام الدراسي الجديد…
وزارة التعليم العالي في المغرب تكشف نسب متدنية للمشاركة…

اخر الاخبار

الأردن يؤكد ضرورة دعم سوريا بدون تدخلات خارجية ويدين…
حزب التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة المغربية بالكشف عن مَبالغُ…
إشادة فلسطينية بالدعم المغربي المستمر لصمود الشعب الفلسطيني وثباته
الملك محمد السادس يُؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

محمد صلاح ينفي شائعات التجديد مع ليفربول ويؤكد أن…
المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

الهوس بالتنوع والإندماج و المساواة يدّمر الجامعات البريطانية
سبعمائة ألف طفل لبناني لم يتمكنوا من بدء العام…