فاس ـ حميد بن عبدالله
استعرض السفير الأميركي لدى الرباط، دوايت بوش، أمام تلاميذ وتلميذات ثانوية "مولاي إدريس" العريقة في مدينة فاس، التي تحتفل بالذكرى المئوية لانطلاقها، فترات من حياته اتسمت في مجملها بالعصامية والكفاح لتحقيق الحلم الأميركي، قبل انتقاله إلى الحقل الدبلوماسي.
وأوضح أنَّ انتقاله من عالم المال والأعمال إلى مهمته الدبلوماسية، جاء باقتراح من صديقه الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد مسار جامعي متفوق، جعله أكثر اطلاعا على تجارب شعوب وحضارات أخرى والاحتكاك مع لغات وثقافات بشرية متعددة.
وأشار في محاضرته أمام تلاميذ المؤسسة، إلى أن اختياره للمغرب يرجع بالأساس إلى الاستقرار السياسي والاجتماعي وإلى الاعتدالية وما تنعم به المملكة من تطور ديمقراطي، مضيفا أن ما سيعزز هذا الأفق هو ما يربط البلدين "أميركا والمغرب" من اتفاقات وشراكات استراتيجية.
وساءل تلاميذ وتلميذات الثانوية السفير الأميركي عن مختلف القضايا ذات الاهتمام المرتبطة بحياة سفير الولايات المتحدة في الرباط، أو تلك التي لها علاقة بمجال المقاولة وبناء المستقبل، حيث تفاعل بإيجابية ملفتة معهم وأجاب عن مختلف التساؤلات المطروحة في جو محفز وملهم.
واعتبر مدير أكاديمية التعليم في فاس، محمد دالي، انفتاح المؤسسة التعليمية على محيطها من أهداف الأكاديمية، عبر تأهيل وتحضير تلاميذها للانخراط في عالم المال والأعمال ومعرفة سوق العمل ومتطلباته مع اكتساب التقنيات اللازمة الواجب امتلاك كل من يريد أن يلج عالم المقاولة وإنتاج مشاريع.
وأكد أنَّ المشروع يندرج في إطار الجهود التي تبذلها الوزارة من أجل ربط التكوين بسوق العمل والتحفيز على تنمية مهارات تؤهله جسر بين المدرسة وعالم العمل بصفة عامة وعالم المقاولة على نحو خاص، حيث لم يعد ممكنًا الاقتصار على النظري وإنما الحفز على الجانب التطبيقي كذلك.
وأوضح أنَّ برنامج إنجاز الذي سيستفيد منه شباب مدينة فاس، يندرج في إطار اتفاق الشراكة الذي تم إبرامه مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، وهو الاتفاق الذي يروم تنمية قدرات المتعلمات والمتعلمين وإكسابهم مهارات في مجال إنشاء وتسيير وتدبير المقاولات وتأهيلهم لولوج سوق العمل.
وبيَّن أنَّ الاتفاق يتوخى بناء ودعم وتعزيز الروابط بين مؤسسة التربية والتكوين والمقاولات من أجل تسهيل انفتاح المؤسسات التعليمية على عالم الاقتصاد وسوق العمل وتوفير الفرص لرجال الأعمال لوضع تجربتهم وخبرتهم رهن إشارة المتعلمين والمتعلمات.
وأشار رئيس جمعية إنجاز المغرب، عباد الأندلسي، إلى أنَّ الجمعية تطمح للوصول إلى تكوين 72 ألف شاب في ريادة الأعمال في أفق العامين المقبلين في تجربة صنفتها القمة العالمية للابتكار في التعليم العام 2010 ضمن 15 أفضل التجارب المتميزة في العالم.
وأضاف أنَّ الجمعية منذ تأسيسها العام 2007، تمكنت من تكوين 30 ألف شاب في مجال الفكر المقاولاتي بدعم من حوالي 80 مقاولة وشركة.