الدار البيضاء - جميلة عمر
يشكِّل الدخول المدرسي لدى طبقة عريضة من المغاربة مشكلا كبيرا ، وذلك بسبب الصعوبات المالية والاجتماعية وارتفاع مصاريف الكتب والمستلزمات المدرسية، لا سيما أن العودة الى المدرسة يأتي هذا العام متزامنًا مع عيد الأضحى المبارك الذي يطل علينا بعد أيام قليلة. من هنا نجد العائلات خاصة الفقيرة تعيش محنة كبيرة ، فهي غير قادرة على مواجهة غلاء الكتب المدرسية ، لتصفع بتكاليف العيد الذي يتركها ككل سنة غارقة في الديون.
والدخول المدرسي لا يخيف أولياء الأمور وحدهم ، بل حتى التلاميذ الذي يعانون بدورهم لدى بداية كل سنة، من عقدة العودة الى المدرسة لأنهم يشعرون بصعوبات مختلفة تعترض طريقهم، سواء كان تلميذا في الابتدائي أو الثانوي، خاصة في القرى التي يعاني أبناؤها من بعد المدرسة عن أماكن سكنهم، وهو ما يجعلهم يتوزعون إلى فئتين، الأولى تكابد وتصبر حيث تقطع المسافات الطويلة من أجل متابعة دراستهم، بينما "ينهزم" البعض الآخر أمام هذه الصعوبات التي تؤرقهم، فيتخلون عن حقهم في الدراسة الذي لم تضمنه الدولة لهم كما ينبغي.
وقال الأخصائي التربوي صرح محمد الصدوقي، الى موقع "المغرب اليوم": إن معوقات وصعوبات الدخول المدرسي بالنسبة للتلاميذ والأسر تختلف حسب اختلاف انتماءاتهم الطبقية؛ أغنياء أو فقراء، والمجالية؛ قرية أو مدينة، وباختلاف الأقسام الدراسية بالنسبة للتلاميذ. وأهم مشكل يعاني منه تلاميذ القرى حسب الصدوقي ، هو معاناة السكن وبمعنى آخر صعوبة إيجاد مكان في الداخليات نظرا لمحدودية عددها أمام الطلب المتزايد.
وأضاف الصدوقي ،أنه بالنسبة للأسر الفقيرة والمتوسطة التي لديها أكثر من ابن يتابع دراسته، فإنها تعيش معاناة مع المصاريف الكثيرة، والباهظة أحيانا لا سيما في التعليم الخصوصي، من قبيل كثرة الكتب والدفاتر والأدوات والأوراق، وكثرة الواجبات المدرسية من تأمين ودفتر مدرسي ودفتر صحي وجمعية الآباء وجمعية التعاون المدرسي بالنسبة للابتدائي، وواجبات التسجيل، وتأمين وجمعية اللآباء والجمعية الرياضية وغيرها بالنسبة للثانوي".