الدار البيضاء - جميلة عمر
أكّد مشاركون في ندوة حول موضوع "الابتكار بالمغرب: واقع الحال"، الاثنين، في الرباط، والمنظم من طرف الاتحاد العام لمقاولات المغرب لجهة الرباط-سلا-القنيطرة والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، أن الابتكار والتنمية التكنولوجية يعدان حافزين للنمو الاقتصادي المستدام والرفاهية.
وشدّد المتدخلون خلال هذا اللقاء، على أن الابتكار يعتبر ركيزة أساسية للمنافسة الاقتصادية الراهنة، التي تطبعها عولمة التبادلات، داعين إلى الإبداع بغية ابتكار منتوجات جديدة، وخدمات وأدوات وأنماط تنظيم وشعب تكوين جديدة. واعتبروا أن الموارد البشرية تعتبر فاعلًا مهمًا في النجاح، مضيفين أنه يتعين أن يحظى قطاع التعليم العالي بالأولوية لدى المجتمع لكسب الرهانات المتعلقة بالتكوين والاقتصاد.
وأبرزوا أن الاقتصاد لم يعد يرتكز على الأنشطة الصناعية فقط، ولا على الأنشطة التي تتطلب يدا عاملة مؤهلة، بل أضحى ينتقل تدريجيا نحو الأنشطة الفكرية، المعتمدة على كفاءات متطورة، ومعارف من مستوى عال ومهارات تكيف كبيرة. وأضافوا أن المقاولة المغربية لم يعد بإمكانها التعويل على إمكاناتها وقواها للصمود في مناخ متسم بتنافسية محتدمة، بل عليها أن تلتزم في مجهود ثابت لإعادة الهيكلة والتنمية التكنولوجية والاعتماد على تميز رأسمالها البشري.
وبعد أن شددوا على أن تشجيع قنوات التواصل بين العالم الأكاديمي والمقاولة لم يعد خيارا، بل ضرورة، سجلوا أن التقارب بين الجامعة-المقاولة لن يتعزز إلا إذا تم إشراك كل المتدخلين في بلورة استراتيجيات التنمية وسياسات المبادرات المشتركة. وذكروا، في هذا الإطار، بالاتفاقية الموقعة سنة 2014 بين المركز الوطني للبحث العلمي والتقني والاتحاد العام لمقاولات المغرب، لتعزيز التعاون بين الطرفين، عبر العمل المشترك الرامي، بالأساس، إلى تشجيع الحس المقاولاتي المبدع داخل الجامعات ومؤسسات التعليم العالي ومواكبة المقاولات في استراتيجياتها ومشاريعها الابتكارية.
واستعرضوا مجموع الاستراتيجيات والسياسات المعتمدة، مسجلين الحاجة إلى استلهام التجارب والممارسات الجيدة على المستوى العالمي وتعزيز الشراكة الدولية. وتمت الإشارة أيضا، خلال هذا اللقاء، إلى النماذج التكنولوجية والاقتصادية المبتكرة وأداء الشركات الصاعدة.