الدار البيضاء - سهيل كوليتة
جابت اليوم الخميس العديد من المسيرات الطلابية العفوية شوارع مدينة آسفي، إحتجاجاً على أحد القرارات الوزارية المتعلقة بالتحصيل الدراسي الثانوي، حيث إندلعت أولى شرارات هذه الإحتجاجات بحي سباتة بالدارالبيضاء إثر خروج مسيرة من إحدى الثانويات المحلية إحتجاجاً على القرار الرامي بتخويل الإدارة وحدها جمع نقاط الإمتحانات ووضع المعدلات النهائية، لاغين بذلك تقييم الأساتذة وانضباط التلاميذ
وسلوكهم ومشاركتهم داخل الفصول الدراسية، وقد إنتهت بفض عنيف وإعتقال بعض التلامذة والنشطاء الذين أطلقت سراحهم في الوقت عينه.
أولى هذه المسيرات إنطلقت صباح الخميس من الثانوية التأهيلية الفقيه الكانوني شمال المدينة، لتسير نحو ثانوية الأمير مولاي الحاج البعيدة عنها بمئات الأمتار، والتي شهدت هي الأخرى وقفة تنديدية بالقرار قبل أن تصل جموع الأجوار المحتجين ليلتحم الجمعان مكونين مسيرة موحدة، ثم انضم اليها باقي المؤسسات الواقعة في طريقها إلى النيابة المكلفة بتدبير القطاع محليا، فكان الإختيار ثانوية الخوارزمي التقنية حيث أطلق المتظاهرون العنان لشعاراتهم المنددة بالسياسات التعليمية والبرامج الفاشلة بالبلاد وبضرب مجانية التعليم وخوصصة القطاع وما يشكله هذا القرار من عائق أمام مسيرتهم الدراسية، محدثين بذلك شللاً تاماً في حركة السير على مستوى شارع الحسن الثاني ومداراته، الشيء الذي عجل من تدخل بعض أفراد الأمن الذين بادروا لدحرهم عن مسيرتهم بإعتقالهم أحد زملائهم بغية تفريقهم بالنيل من نفسيتهم، إلاّ أنهم أبوا أن يتركوا زميلهم فتحلقوا حول رجال الأمن الذين لم يجدوا من حل سوى إطلاق سراحه لإحتواء الغضب الذي إعترى هؤلاء الصبية مخافة تطور الأحداث.
وتحول المسار مباشرة صوب الثانوية التأهيلية ابن خلدون المجاورة لمقر ولاية الأمن الإقليمي، مسببين بذلك استنفاراً غير عادياً في صفوف عناصر السلطة الذين حضروا بمختلف تلاوينهم ورتبهم ليفرقوا هذه التظاهرة، مستعينين بفرقة من الخيالة ورجال القوات العمومية أمام باب الثانوية التي أصدر أحد العمداء أمراً لإدارتها بعدم فتحه إلاّ أن ينفض الوالجون عليها، مانعينهم بذلك من الوصول الى مقر النيابة الممثلة الوحيدة للوزارة الوصية بالمدينة.
ونجحت العديد من المسيرات التي انطلقت من المؤسسات الواقعة بالقرب من مركز المدينة في الوصول لمقر الولاية وإسماع صوتهم من أمامها باعتبارها أعلى سلطة في الإقليم.
وطالب المحتجون بوقف العبث الإداري والتلاعب بمصيرهم، محملين كامل المسؤولية للوزير الوصي والذي ردد إسمه وإسم رئيس الحكومة في معظم شعاراتهم.
وقد صرح العديد من المشاركين في هذه المسيرات ل"المغرب اليوم" عن استيائهم وسخطهم عن الجهة التي تقرر مثل هذه القرارات وعن مدى استعدادهم لخوض المزيد من النضال لدفعها للتراجع عن هذا المشروع، وقالت إحدى التلميذات أنها لم تعد بحاجة لمواكبة الدروس بالفصل وأن على الإدارة أن تلغي نظام الغياب ومحاسبتهم عليه إن تمادوا فيه مادام هذا القرار يلغي المواظبة والسلوك والمجهود المبدول داخل الأقسام الدراسية، وكل ما سيجمعها بالمؤسسة بعد تطبيق القرار هو "اجتياز إمتحان".