فاس - حميد بنعبد الله
دعا مجلس كلية الطب والصيدلة في مدينة فاس المغربية، إلى تنظيم "وقفة الكرامة ضد سياسة الإهانة" في الكلّية، في 12 ظهر الخميس، احتجاجًا على الاختلالات في تدبير الموارد المالية والبشرية في الكلية، ملوحًا بتصعيد احتجاجها في حالة استمرار الأوضاع على ما هي عليه، ملتمسة فتح حوار جاد على أرضية مطالب المجلس.ودعا المجلس المجتمع، الثلاثاء، لتدارس واقع القطاع الصحي في المغرب وما يعرفه من اختلالات، الطلبة والأطباء في الكُلية، إلى مزيد الانخراط الفعال في كل فعل احتجاجي راشد دفاعًا عن شرف المهنة الطبية وكرامة الطالب والطبيب في المغرب، ملحًا على ضرورة وحدة الجسم الطبي، لإنجاح المحطات الاحتجاجية المُقبلة.وأكدّ المجلس، في بيان له، أنّ وزارة الصحة العمومية المغربية ما زالت تتخبط في تنزيل مشروع 3300 طبيبًا سنويًا، والذي "لا يعدو كونه فرقعة في هواء وضوضاء إعلامية يدفع ثمنها الآن مئات الأطباء حديثي التخرج وطلبة السنة السابعة، وسيدفع ثمنها إن استمر الأمر على ما هو عليه، مئات بل آلاف طلبة كليات الطب مستقبلاً". واستنكر نهج الوزارتين الوصيتين، سياسة الآذان الصماء ومسك العصا من الوسط والتعاطي مع نخب هذا الوطن بـ"هذا العبث واللامسؤولية في تنكر تام لتفوقهم الدراسي وتميزهم المهني والمعاناة التي مروا منها طوال نحو عقد من الزمن في غياب أدنى شروط التحصيل العلمي والتكوين الطبي في مجال حساس يعتبر مؤشرًا قويًا من مؤشرات التنمية".ونقل بأسف، جو الإحباط التشاؤم الذي يعيشه طلبة الطب في المغرب عمومًا ومدينة فاس لاسيما في ظل غياب مستقبل مهني يضمن لهم شروط عيش كريم ويمكنهم من سد الخصاص البشري بالكوادر الطبية الذي يعاني منه بلدهم والذي يشعرون بالخجل من التحدث به ومقارنته مع حال بعض دول الجوار. وأشار إلى أنّه بعدما استبشرت شغيلة قطاع الصحة ومعهم طلبة الطب خيرًا بصعود أستاذ في إحدى كلياتهم لتولي منصب وزير الصحة، "لم يلبثوا إلا نذرًا يسيرًا من الزمن ليصدموا بعكس ما أملوه فيه ويصدموا به وهو يرمي بوزرته البيضاء ويبدلها بلباسه الرسمي وربطة العنق، راميًا بذلك عرض الحائط تطلعات هذه النخبة المجتمعية وليربط أملهم وحلمهم في غد أفضل".وأعلّن المجلس مساندته ودعمه لجمعية تحالف خريجي وطلبة كليات الطب في المغرب، شادًا على أيديهم، ومعبرًا لهم عن عزمه خوض أيّ خطوة احتجاجية يرونها ضرورية لتحقيق المطالب العادلة والمشروعة، مستنكرًا "سياسة الآذان الصماء التي تنتهجها وزارتا الصحة والتعليم العالي"، مطالبًا بفتح أبواب الحوار الجاد والمسؤول في القريب العاجل.ودعا الأطراف المُتدخلة إلى تكثيف الجهود للخروج من هذا النفق الذي "أدت بنا إليه بعض السياسات الهوجاء المتبعة في تدبير الشأن الصحي ببلدنا"، معلنًا رفضه القاطع إنشاء كليات طب خاصة في المغرب خصوصًا في الظروف الراهنة، وتشبثه بملفه المطلبي والذي "نشاطر فيه نفس النقاط مع جمعية تحالف خريجي وطلبة كليات الطب في المغرب".وطالب بإعادة الاعتبار المادي والمعنوي لدكتوراه الطب وضماناً لحق في التلقيح والعلاج المجاني والتغطية الصحية وتبسيط المساطر الإدارية في هذا الشأن والحق في سكن جامعي قرب الكلية تتوفر فيه شروط التحصيل العلمي، وإشراكه كفاعل أساسي في كل مشروع يهدف إلى إعادة هيكلة التكوين الطبي وقطاع الصحة.وطالب أيضًا بالرّفع من قيمة التعويض عن العمل أو ما يسمى بـ"المنحة الخارجية"، واحترام وصيانة الحق في التكوين المستمر والتخصص لخريجي طلبة كليات الطب في المغرب، وإعادة النظر مشروع 3300 طبيبًا في أفق 2020، في ظل عدم توفير الظروف اللازمة لتكوين يستجيب للمعايير الدوليّة وعدم وجود فرص شغل أمام هذا العدد الهائل من الخريجين في ظل عدم قدرة الدولة على توفير فرص شغل لـ700 طبيبًا برسم 2013.وألّح على ضرورة الإعلان عن تاريخ مباراة الإقامة برسم 2013، مع تحديد موعد ثابت وقار خلال الأعوام المُقبلة ابتداءً من 2014، وبعدد مناصب مالية كافية، وفتح مباريات توظيف الأطباء العامين بعدد يسد الخصاص المهول الذي يعانيه القطاع فيما يخص الموارد البشريّة الطبيّة.