فاس - حميد بنعبد الله
يُنظِّم مختبر البحث في العلاقات الثقافية المغربية المتوسطية في الكلية متعددة التخصصات في مدينة تازة المغربية، يومي 29 و30 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ندوة علمية دولية في موضوع "التجربة الاستعمارية في شمال أفريقيا وحقوق الإنسان"، بمشاركة مجموعة من الأكاديميين والأساتذة الجامعيين والمهتمين بالقضية.
ويتواجد المشاركون المنتمون إلى جامعيات ومختبرات ومراكز دراسات وهيئات مغربية عدة، على مدار
يومين، للتنقيب في الذاكرة التاريخية المغربية بشأن بذور حضور الاستعمارين الفرنسي والإسباني في تلك المنطقة، خلال الفترة المعاصرة، وتحديد القيم الوطنية وحقوق الإنسان.
ويبحثون بشأن القضية في محاولة منهم لتحقيق تراكم أولي يسمح بفهم الواقع التاريخي لمخلفات مرحلة الاستعمار على الحياة الاجتماعية للمغاربة، وانعكاس ذلك على المغرب المستقل، مع التركيز على ما مرت به قضية حقوق الإنسان خلال تلك الفترة، باستحضار النموذج التونسي والجزائري والليبي والمصري.
وكما يناقش الحضور التجارب التي مرَّت بها فرنسا خلال استعمارها لكلٍّ من الجزائر وتونس والمغرب، إضافةً إلى الحضور الإسباني في شمال المغرب، ثم حضور إيطاليا في طرابلس الليبية، ومرحلة الاستعمار الإنكليري لمصر، لاستخلاص الدروس والعبر من مرحلة سوداء في تاريخ تلك الشعوب والأمم.
وتُبسِّط الندوة المُنظَّمة من قِبل الكلية المذكورة بشراكة مع جامعة محمد بن عبدالله في مدينة فاس والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، خمسة محاور للتداول خلال أعمالها، في محاولة من المشاركين فيها، للتأريخ للتجربة الاستعمارية في كل بلدان شمال أفريقيا.
وتخص تلك المحاور مواقف كل الدول العظمى التي مارست الفعل الاستعماري في شمال أفريقيا، من خلال التطرق إلى التجربة الاستعمارية في المنطقة، عبر نماذج متعددة، والذاكرة التاريخية في كنف الحركة الاستعمارية والتأريخ للقيم الوطنية، والحركة الاستعمارية وقضية حقوق الإنسان في شمال أفريقيا، وإستراتيجية الفاعلين السياسيين في ترسيخ قيم حقوق الإنسان، من خلال بعض النماذج، وآثار ممارسات حقوق الإنسان على المحطة المعاصرة من تاريخ شمال أفريقيا المعاصر.