الرباط - المغرب اليوم
أصدرت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الدليل البيداغوجي للتعليم الأولي، وهو الإطار المنهاجي الذي سيؤطر عمل المربّيات والمربين العاملين في التعليم الأولي مع الأطفال.
ويركز الدليل على اعتماد اللعب كأداة محورية لتلقين أطفال التعليم الأولي المهارات التي سيتعلمونها داخل الفصول، وتفادي "شحن أذهان الأطفال بالمعارف الجاهزة، وعلى ترديد النصوص واستهلاكها".
التربية على القيَم وقواعد العيش المشترك من بين المرتكزات الأساسية للدليل البيداغوجي للتعليم الأولي، حيث حثّ الدليل على مواكبة الأطفال لتجاوز التحديات التي تواجهها التربية التي تربّوا عليها، وخاصة نفور المتعلمين منها.
تحقيق هذه الغاية يمر، وفق ما جاء في الدليل، عبر إعادة هيكلة أساليب التدريس وأدواته، بما يمكّنه من الاضطلاع بدوره التربوي في تحبيب المواد التربوية وتهذيب سلوك الفرد وتصرفاته، "وبناء أسس الحياة المتوازنة القويمة".
وتحضر التربية الدينية في الدليل البيداغوجي للتعليم الأولي بطريقة غير مباشرة؛ ذلك أن اكتساب القيم والمبادئ التي يتضمنها القرآن الكريم سيتم من خلال تطوير أفكار ومسابقات يتم استثمارها أثناء تعلّمه، وتقديم أنشطة من شأنه تحبيبه للأطفال، "دون التصريح أو طلب ذلك منهم مباشرة".
وقدمت الوزارة نماذج للوسائل التي يمكن بواسطها تقلين مبادئ القرآن الكريم؛ كترسيخ معنى الأخوّة والتعايش مع غير المسلمين لأطفال التعليم الابتدائي، كالأشياء التي يحبها الأطفال، مثل الشوكولاتة والألعاب، وتقسيم التلاميذ إلى فريقين، فريق يحمل اسم "المهاجرين" والفريق الآخر اسم "الأنصار"، وسيكون على المربية أو المربي "أن يحدّث الأطفال عن قصة المهاجرين والأنصار، ثم يطلب من الأنصار إعطاء المهاجرين نصف ما لديهم ومصافحتهم، ثم يتآخى كل طفلين إلى الأبد"، وبخصوص تنمية الذوق الفني والجمالي، يتعين على المربين أن يقترحوا مجموعة من الألعاب المتنوعة بهدف تهذيب الحس الفني والجمالي للأطفال، وإثراء الخيال والحفز على الإبداع لديهم، كما يحث الدليل البيداغوجي المربين على تدريب الأطفال على تذوق الأعمال الفنية والتمرّس على مختلف التعبيرات الفنية، وفي ما يتعلق بعملية تقويم مستوى الأطفال، سيكون الآباء والأمهات شركاء أساسيين في هذه العملية، حيث أكد الدليل أن الآباء والأمهات "يمثلون شريكا أساسيا لا يمكن لبنْية التعليم الأولي الاستغناء عنه".
وأكد الدليل أنّ دور آباء وأمهات أطفال التعليم الابتدائي "لا يتوقف عند اصطحاب الطفل إلى باب المؤسسة، بل يمكن أن يشمل مختلف مناحي الحياة غير الصفّية، حسب إمكانياتهم واستعداداتهم".
وتضمّن الدليل، الذي أصدرته وزارة التربية الوطنية، تشخيصا موجزا لوضعية التعليم الأولي في المغرب؛ من بين خلاصاته أنّ عدم التوفر على تصور بيداغوجي واضح تؤطره هندسة منهاجية موحدة "أدى إلى شيوع اختيارات وممارسات بيداغوجية غير واضحة ومرتجلة، تعتمد في مجملها على الشحن والإلقاء، والاهتمام بالمعلومات المتّصلة عادة بالتعليم الابتدائي".
وقالت الوزارة إنه عقّد وضعية التعليم الابتدائي في المغرب، يتعلق بتوظيف متدخلين تربويين دون إخضاعهم لتكوين أكاديمي ومهني مؤهّل، أو الاكتفاء، في أحسن الأحوال، وفق ما جاء في الدليل، بدورات تكوينية سريعة.
وتأمل وزارة التربية الوطنية من الدليل البيداغوجي، الموجّه إلى الفاعلين التربويين، أن يؤسس "لتعليم أولي وطني موحد يوجّه المتدخّلين العاملين في هذا المجال، وينسّق جهودهم، بما يضمن حدا أدنى مشتركا من الخدمات ذات جودة لفائدة الأطفال المسجّلين في مختلف بنيات التعليم الأوّلي".
قد يهمك ايضا :