الدار البيضاء -جميلة عمر
استضاف المغرب الدورة الـ 61 للمؤتمر الدولي للإحصاء، من 16 إلى 21 يوليو/تموز 2017، في مراكش. وشارك في هذه الدورة 1795 مشاركا من 120 بلدًا، ينتمون إلى المعاهد الإحصائية الوطنية والجامعات ومراكز البحث والجمعيات المهنية للإحصائيين ومؤسسات إقليمية ودولية، فضلا عن القطاع الخاص. وبذلك يوفر للمشاركين، لاسيما المنتمين للدول العربية والأفريقية، فرصة حقيقية لتبادل تجاربهم والممارسات الفضلى مع باقي المشاركين، وإبراز التقدم المحرز في مجال الإحصاء في هذه المناطق.
وخلال افتتاح هذه الدورة منحت مؤسسة الجائزة الدولية للإحصاء ذات الإشعاع الكبير جائزتها في نسختها الأولى للإحصائي البريطاني البارز ديفيد كوكس، تكريما لنموذجه المتعلق بـ"تحليل البقاء على قيد الحياة التطبيقات في مجال الطب والعلوم والهندسة".
ومنحت الجائزة لكوكس اعترافا بانجازاته القيمة وبشكل خاص مقالته، التي نشرت سنة 1972، والتي طور من خلالها نموذج الأخطار النسبية، والذي يحمل اسمه حاليا، ويستخدم هذا النموذج على نطاق واسع في تحليل بيانات البقاء على قيد الحياة، ويمكن الباحثون من تحديد المخاطر المتعلقة بعوامل معينة تسبب الوفاة أو غيرها من عوامل البقاء على قيد الحياة لدى مجموعات من المرضى ذوي الخصائص المتباينة.
وتم تطبيق نموذج كوكس، الذي كان له أثر كبير على البحث العلمي، على مستوى جميع مجالات العلوم والهندسة (تقييم مخاطر المرض والعلاج، والمسؤولية الخاصة بالمنتوج والهدر المدرسي، والعودة للسجن، وأنظمة مراقبة الإيدز).
وقد مكن استخدام هذا النموذج في مجالات العلوم الطبيعية والفيزيائية والطبية والاجتماعية والهندسة وغيرها من العلوم ، من الحصول على معلومات دقيقة وذات جودة عالية سمحت للباحثين وصانعي السياسات العمومية من مواجهة التحديات الرئيسية للمجتمع.
ويعتبر كوكس عضوا في الجمعية الملكية وعضوا فخريا في الأكاديمية البريطانية وشريكا أجنبيا لدى الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية، كما تقلد منصب رئيس لكل من جمعية برنولي والجمعية الملكية للإحصاء والمعهد الدولي للإحصاء، إلى جانب حصوله على العديد من الألقاب الأكاديمية.
يشار إلى أن الجائزة الدولية للإحصاء، التي تمنح كل سنتين، تعد اعترافا بانجاز ضخم قام به فرد أو فريق في مجال الإحصاء، وتهدف إلى تعميق الوعي حول الأهمية المتزايدة للإحصاء (مختلف المناهج الإحصائية وتحليل البيانات، والاحتمالات وعدم اليقين) في تقدم المجتمع والعلوم والتكنولوجيا ورفاهية الإنسان.
وجاء تسليم الجائزة بحضور المندوب السامي للتخطيط السيد أحمد الحليمي علمي ووزير الاقتصاد والمالية السيد محمد بوسعيد ورئيس المعهد الدولي للإحصاء السيد بيدرو سيلفا وأعضاء اللجنة المكلفة بمنح هذه الجائزة.
وتعرف الدورة ال61 للمؤتمر الدولي للإحصاء، المنظمة من قبل المندوبية السامية للتخطيط بشراكة مع المعهد الدولي للإحصاء تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، حضور ما يقارب ألفي مشارك من 120 دولة، يمثلون مختلف المعاهد الخاصة بالإحصاء وجمعيات الإحصائيين والجامعات، ومراكز الأبحاث، إضافة إلى المؤسسات الجهوية والدولية والقطاع الخاص.
ويتيح هذا اللقاء الدولي للمشاركين، خاصة من البلدان العربية والأفريقية، فرصة لتبادل التجارب والممارسات الجيدة وتثمين التقدم والإنجازات، التي تحققت في مجال الإحصاء بهذه البلدان.