الرباط - رشيدة لملاحي
كشفت نتائج مباريات توظيف المدرسين في مباراة التشغيل بالعقد عن معطيات صادمة أخرى بخصوص توظيف مدرسي مادة الحساب، أدت إلى إلغاء مئات المناصب بسبب عدم اقتناع وزارة التربية الوطنية بمستوى المتقدمين للمباراة. وذلك بعد صدمة ضعف مستوى التلاميذ المغاربة في الرياضيات، والذي ظهر قبل أسبوعين في تقويم دولي خضعت له 49 دولة من بينها المغرب.
وأفادت مصادر خاصة "المغرب اليوم"، بأن الوزارة سجلت بشكل رسمي انخفاضًا كبيرًا في عدد المترشحين في المواد العلمية، وخاصة الحساب، حيث لم تتوصل الأكاديميات الجهوية بالترشيحات المطلوبة كميا للمناصب المعروضة، فضلا عن وجود مشكلات كبيرة في مطابقة مؤهلات المرشحين للشروط التي تضعها الوزارة لنيل المناصب. وحسب مصدر وزاري، فإن الوضع أضحى مقلقا بشكل كبير.
وأكدت المصادر ذاتها أن هذا الوضع انعكس على خريطة الخصاص في هذه المادة والذي يعد بالمئات على الصعيد الوطني. المشكلة أيضا لا تقف عن مادة الرياضيات بل في اللغة الفرنسية أيضا، إذ أنه في السنوات الأخيرة غالبا ما لا تلجأ الوزارة للانتقاء في صفوف المترشحين الحاملين للإجازات، الأساسية و المهنية، المتقدمين للمناصب المعروضة بسبب ضعف العدد، الأمر الذي يفرض السماح لأغلب المترشحين باجتياز المباراة، لذلك كان من الطبيعي جدا، أن يتم تسجيل ما يسميه ذات المصدر بضعف كبير في المستوى، ستكون انعكاساته كبيرة على أداءهم بعض هؤلاء عند الالتحاق بمهامهم كمدرسين.
وأشار مصدر وزاري لـ"المغرب اليوم"، إلى أن مشكلة الوزارة مع الرياضيات و الفرنسية بدأت قبل سنوات، وقد بدأ المسؤولون عن الموارد البشرية يطرحون علامات استفهام كبرى تهم هذا الوضع، حيث لوحظ في السنوات الأخيرة على مستوى كل المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، أن هذه الأخيرة تتوصل بعدد ترشيحات أقل من المناصب، الأمر الذي يدفع لجان مباراة الولوج لهذه المؤسسات التكوينية يلجؤون إلى قبول بعض الحالات التي تشكو ضعفا كبير في التكوين التخصصي، على أساس تسطير برنامج مكثف لاستكمال التكوين، وأحيانا يتم حصر لائحة المرشحين في عدد أقل من المناصب المعلنة للسبب ذاته.
وبيّنت مصادر خاصة لـ"المغرب اليوم" أن مباراة التوظيف بالتعاقد التي نظمتها وزارة التربية الوطنية حملت نتائج صادمة في تخصصات معينة، بسبب "ضعف المستوى" وعدم توفر المترشحين على الكفايات والمؤهلات المطلوبة، الأمر سيؤدي إلى إلغاء مئات المناصب في التعليم الابتدائي بسبب ضعف مستوى مئات المترشحين في تخصصي العلوم و اللغة الفرنسية، فضلا عن ضعف مستوى المتقدمين للسلك الثانوي.
وأضافت المصادر ذاتها بأن طموح الدولة بسد الخصاص في مادتي الرياضيات والفرنسية عبر عملية التعاقد أصبح بعيد المنال حيث أجمعت لجان المباراة عبر مختلف الجهات على أن المشكلة أضحت عامة، وأن العدد المنصوص عليها قانونيا بخصوص نسبة الذين يسمح لهم باجتياز المباراة (4 مرشحين لكل منصب واحد) لا يتم الوصول إليه أحيانا كثيرة، وأحيانا يكون عدد المترشحين للمباراة أقل بكثير من المناصب.
وعن التفسيرات التي تعطيها الوزارة لهذه المشكلة، أكد مصدر وزاري لـ"المغرب اليوم" أن هذه المشكلة هو نتاج برنامج أطلقه المغرب منذ سنوات ويقضي بتكوين 10 آلاف مهندس، حيث تم خلق عشرات المدارس العليا الخاصة بتكوين المهندسين، الأمر الذي أدى إلى استقطاب أجود التلاميذ المتخصصين في العلوم، الأمر الذي يعني، حسب المصدر ذاته، أن الطلبة الذين لا يلجؤون لكليات العلوم إلا بعد فشلهم في ولوج هذه المدارس، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على مستوى الحاصلين على الشواهد العليا، حيث غالبا ما يفضل الطلاب مهن تقنية أو هندسية على مهنة التعليم، الأمر الذي خلق أزمة كبيرة في قطاع التعليم.